روحي ورقة تجري سابحة في جدول الحياة لا تدري إلى أين سيغدو مصيرها. ولكنّ اليوم استقرّت ما بين الصخور على ضفاف عمرك. هناك لقيت الأمان وتوسلت ألّا تتركيها تنجرف مجدداً في المياه المتدفّقة فترحل نحو المجهول.
ريمون مرهج
روحي ورقة تجري سابحة في جدول الحياة لا تدري إلى أين سيغدو مصيرها. ولكنّ اليوم استقرّت ما بين الصخور على ضفاف عمرك. هناك لقيت الأمان وتوسلت ألّا تتركيها تنجرف مجدداً في المياه المتدفّقة فترحل نحو المجهول.
علقت ما بين الحصى المتراكم على ضفاف نهر حياتك وعانقته خوفاً من فقدان السلام والعودة نحو تيار الضياع نحو المحيط المجهول. فلقد تشتت وتاهت لسنين كثيرة وهي تبحث عن مأوى لها يحضنها من عواصف الأقدار ومن تيارات الأحزان. اليوم هي على مقربة من شاطئ عالمك تنتظر حتى تأتين لتصطادين بشباك أحلامك الراحة والأمان، فأتعلق بحبالها ولا أتركها حتى تلمسها يداك وتنظر إليها عيناك فتنقذيها من الطوفان الممزق لأحشائها ولكيان وجودها، ثمّ تجفيفها من أزمنة الأوجاع الرطبة الملتصقة في أيامها، حتى تغدو قوية صلبة وتحفظينها في كتاب روحك الذي لم تنتهِ بعد من صياغته، وتضعينها في صندوق أحلامك ومبادئك تخبئينه ما بي ضلوعك تحت رداء حنانك الصادق البريء.
تحفظينها في روحك وأنا أحرس قلبك وأغمر نبضاته بأنفاسي لتبقى دافئة قوية لا يهددها أيّ خطر ولا يتسلل إليها أيّ من الذئاب البشرية حتى نرحل من هذه الدنيا ونلتقي بعدها إلى الأبد...