النهار

مصداقية الإعلام وشروط نجاحه
إن المصداقية في الصحافة والإعلام هي الركيزة الأساسية لزرع الثقة عند القارئ أو المتابع، فأهمية المحتوى تكمن في مصداقيته مهما كان نوعه
A+   A-
د.  خلدون عبد الصمد

إن المصداقية في الصحافة والإعلام هي الركيزة الأساسية لزرع الثقة عند القارئ أو المتابع، فأهمية المحتوى تكمن في مصداقيته مهما كان نوعه، خبراً، موضوعاً أو بحثاً، وفي شتى المجالات سياسياً، اجتماعياً، فنياً أو أي نوع آخر، فالقارئ مهما لفتت انتباهه قيمة المنشور، على الناشر أن يتحلى بالصدق للمحافظة على متابعيه. 
غير أن هذه المبادئ الإعلامية تزعزعت مع إدخال الأنا الشخصية أو العقائدية في نقل المحتوى، فإما أن يتم تحوير الأخبار بما يتناسب مع أهواء الكاتب أو الناشر، وإما أن يكون الأخير أسيراً لجهات معينة ويصبح دوره بوقاً للدفاع عن مشغليه. ففي الوضع الراهن حالياً، أصبحت معظم المنصات الإعلامية تنتمي إلى جهات معينة تدافع عنها وتقلب سوادها إلى بياض، وهذا بعيد كل البعد عن أساسيات وركائز العمل الإعلامي.
ومن هذا المنطلق، علينا الإضاءة على أساسيات العمل في المجال الإعلامي وأسس نشر المحتوى وفق المصداقية والحقائق الشفافة، فالبداية تكمن في نشر الحقائق للجمهور والابتعاد عن انتماءاتك وأهوائك، فلا تلفق الأخبار ولا تجتزئ الحقائق، بل انتهج التوازن والوضوح في كتابة المحتوى ذاكراً إيجابياته وسلبياته وخارجاً عن وجهة نظرك الشخصية وانتماءاتك الآنية، فالخبر للناس، فاترك لهم القرار، ذاكراً مصادرك الموثوقة، لا ترمِ الأخصام بالأكاذيب، فلكل متابعوه والرأي العام واسع، فاعتدل وابقَ على مسافة النقاش العلمي الصريح ودع الحقيقة تبرز من خلال ما كتبته، فلا التجريح ينفع ولا التهليل، دع القراء يشاهدون فيك الالتزام والحيادية، فهذا ما يشد القارئ إلى المحتوى.
إن ما نكتبه يعبر عنا وعن شخصيتنا وتربيتنا وأخلاقياتنا، والمواقع الإعلامية كثيرة وكل له خاصيته، فلتكن أنت مميز بالمصداقية والحرفية والعملية. إن الإعلام يهدم  أجيالاً إن كان سلبياً ويبني شعوباً بإيجابياته وحرصه على نقل المحتوى الحقيقي.
 

اقرأ في النهار Premium