من لبيروت يقارع الند للندّ بالحمد والعزة والورد من يلعب سطر الحمى بالنرد
إيلي جبر
من لبيروت
يقارع الند للندّ
بالحمد والعزة والورد
من يلعب سطر
الحمى
بالنرد
بالبحر من يقارع المدّ
من لبيروت
يحسب حاله ندّاً
ويسبق في الارتفاع حدّاً
ويغالي في الكبرياء حدّاً
ويقع في السيف حدّاً
من لبيروت
يصبح ودّاً
الرجولة والكبر
النصر والخفر
النسائم تضارع النفر
من لبيروت تاريخ كبر
لاهاتها شمس
توارت في سفر
لعينيها تلمع السيوف الحضر
لكل ما فيها من شرع
وكل ما فيها من ترع
ولكل زاوية حكاية ورع
من لبيروت
للسيوف مكامن الزمان
وللعدا مخارز الايام
وللنصر لا تغفل القمم
لبيروت اسطورة السمع
وأنشودة القمر
لركنها ثبات
لعدوها ممات
لحضنها سمات
للزمن الآتي اليها
للدهر الغابر اليها
لقبلة الناظر اليها
حسن الهبات
آفاقها بعد جيل واجيال
وتبقى فوق غرب المحال
ولحناً يسمو اليها
اقتبال
اللون فيها العنب
والشرق حبيبات مآقيها
وإن هي غفلت لظلم
لن تغفلَ بنيها
تعيدها إشراقة الفينيق
كلما جار الزمن
ويرحل أعداؤها
كمثل ما يرحل القلم
عن سطر كتبه بحبر الرماد
من لبيروت يصبح نداً
المحال وحده نصب سدّاً
بينها وبين المحال.