نشهد هذه الأيام معارك القرن الحادي والعشرين، ونعيش أصعب الأزمنة، ونشاهد الحرب العبثية الهمجية تفتك بالوطن الحبيب
ريمون مرهج
نشهد هذه الأيام معارك القرن الحادي والعشرين، ونعيش أصعب الأزمنة، ونشاهد الحرب العبثية الهمجية تفتك بالوطن الحبيب؛ نعيش أحداثاً هي الأصعب في العالم، فلا قوانين الأمم المتحدة يتقيد بها جيش الاحتلال، ولا تسري على ضرباته وهجماته القواعد الإنسانية؛ فالمجازر تُرتكب بحق الطفولة، ويُقتل الأولاد عمداً، وتفتك غارات الطائرات الحربية بالبشر، من دون أيّ مراعاة للإنسان، ويسقط القتلى والجرحى، ويُهجّر آلاف المواطنون من بيوتهم، ثم تُدمر مدنٌ بأكملها لتغدو أرضاً محروقة، صحراء لا مجال للحياة فيها.
نحيا هذا الواقع البشع المؤلم ونحن نشاهد المقاومين لآلة القتل الجهنمية هذه فيواجهونها بالعزم والإيمان الراسخ للدفاع عن أرضهم وبما توفر لهم من وسائل التصدي والقوة.
يقف العالم مذهولاً مبهوراً أمام مشهدية الحرب هذه، فترى جيش الاحتلال يستعمل أحدث أنواع التكنولوجيا من تنصّت ومراقبة وطيران حربيّ ومسيّر، ويدكّ الأرض بأحدث المدافع والدبابات، ويُغير على الوطن بأطنان من القذائف الذكيّة والفوسفورية، ويضرب بصواريخه المتطورة من البحر والبر والجو ليجعل أرض المواجهة محروقة، ثم يحاول التوغل في البرّ بجيشه المجهز بأحدث الأسلحة ودباباته الحديثة، فيتواجه مع المقاومين بشراسة، لكنه عبثاً لا يستطيع التقدم في البرّ، ولا البقاء في مكانه، فيرى نفسه محبطاً منهكاً، ويسقط من عداده القتلى والجرحى فيعود أدراجه. هذه القوة في المقاومين هي نتيجة الإيمان بالوطن والقضية المقدسة ألا وهي "الدفاع عن الأرض". تلك المشاعر التي يختزنونها في صدروهم وفكرهم تجعلهم عاشقين للشهادة، وثابتين في قوة ردعهم، فلا أمر يجعلهم ينكسرون أو يُهزمون!
نستنتج الآتي: حينما يكون الحق إلى جانبك، وتمتلك الإيمان والشجاعة والعزة والكرامة، فلن يستطيع أحد سحقك أبداً، مهما كانت أساليبه متقدّمة ومدمّرة، وحتى لو استطاع احتلال الأرض؛ فلن يقدر على سلب عنفوانك ومبادئك مهما كلّف ذلك من تضحيات ودماء؛ فالموت يهون أمام سقوط النفوس والانحناء للغاصب والمحتل. ومهما طال الزمن سيعود الحق إلى أصحابه والوطن إلى أبنائه.