يعد الذكاء الاصطناعي ظاهرة أثرت على مختلف العلوم بما في ذلك العلوم العسكرية في العقد الماضي بعد بداية الحرب في غزة، استخدم نظام الاحتلال كل الأدوات المتاحة له لاستهداف الشعب في غضون ذلك يعد الذكاء الاصطناعي أحد الخيارات التي يمكن رؤيتها من بين المعدات والأسلحة التي قدمتها أميركا لهذا النظام.
سجاد عابدي
يعد الذكاء الاصطناعي ظاهرة أثرت على مختلف العلوم بما في ذلك العلوم العسكرية في العقد الماضي بعد بداية الحرب في غزة، استخدم نظام الاحتلال كل الأدوات المتاحة له لاستهداف الشعب في غضون ذلك يعد الذكاء الاصطناعي أحد الخيارات التي يمكن رؤيتها من بين المعدات والأسلحة التي قدمتها أميركا لهذا النظام.
إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية في المجال العسكري لها أهمية استراتيجية بالنسبة للحكومة الأميركية ويعتقد صناع السياسات في الولايات المتحدة أن التقدم في الذكاء الاصطناعي واستخدامه للتفوق في تصنيع أشباه الموصلات والحوسبة الكمومية يعمل على تعطيل المجالات التقليدية للمنافسة العسكرية مثل مخزونات الصواريخ وأعداد القوات ووفقاً لاستطلاع أجرته غرفة التجارة الأميركية، يعتقد 80% من الأميركيين أن ريادة البلاد في مجال الذكاء الاصطناعي أمر لا بد منه، والافتراض واضح تماماً أن من يقود تطوير الذكاء الاصطناعي سيقود الاقتصاد العالمي ويظهر تقرير لشركة Tortoise Intelligence أن إجمالي الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في عام 2021 سيصل إلى 77.5مليار دولار وهي زيادة كبيرة عن الرقم القياسي السابق البالغ 36 مليار دولار في عام 2020 وتعتبر أميركا الدولة الرائدة على مستوى العالم في هذا المجال ولديها أكبر قدر من الاستثمارات في هذا المجال.
وتزايدت الاستثمارات الأميركية في هذا المجال منذ عهد أوباما وبلغت ذروتها في عهد ترامب وفي عهد ترامب في وثيقة استراتيجية الأمن القومي لعام 2017 ومن أجل الحفاظ على الميزة التنافسية لواشنطن ذكر التقنيات الناشئة لنمو الأمن مثل الذكاء الاصطناعي وخاصة بالنسبة للأسلحة الآلية والمخاطر التي يشكلها المنافسون من خلال جمع المعلومات وقدرتها على تحليل البيانات استناداً إلى الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأشارت ضد أميركا في فبراير 2019، أصدر ترامب أيضاً أمراً تنفيذياً بعنوان الحفاظ على قيادة أميركا في الذكاء الاصطناعي والذي يحدد دور التكنولوجيا في الأمن القومي وحماية القيم الأميركية وفي عهد بايدن أدرجت وثيقة استراتيجية الأمن القومي لعام 2021 تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية التي تتنافس عليها القوى العظمى والتي لديها القدرة على تغيير التوازن الاقتصادي والعسكري بين الدول.
كما أن تعاون الولايات المتحدة مع النظام الصهيوني كحليف استراتيجي لها مستمر أيضاً في مجال الذكاء الاصطناعي في البداية، أعلن البيت الأبيض أن الجانبين يخططان لدعم الأبحاث لتمكين الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك في عام 2022 وعشية وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب وذكر يائير لابيد رئيس وزراء هذا النظام أن "إسرائيل والولايات المتحدة تعلنان عن بدء التعاون الاستراتيجي في مجال الذكاء الاصطناعي المتقدم وتقنيات الكم". وقد ذكرت مصادر مختلفة استخدام النظام الصهيوني للذكاء الاصطناعي في الحرب مع غزة.
وفي تقرير بتاريخ 1 ديسمبر 2023، ربطت صحيفة الغارديان بعنوان "الكتاب المقدس: كيف تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف القصف في غزة" استخدام النظام للذكاء الاصطناعي بفترة حرب 2021 غزة التي استمرت 11 يوماً حرب الذكاء الاصطناعي الأولى باستخدام التعلم الآلي والحوسبة المتقدمة. لكن حرب أكتوبر/تشرين الأول 2023 أتاحت فرصة غير مسبوقة لجيش النظام لاستخدام مثل هذه الأدوات في ساحة عملياتية أوسع بكثير وعلى وجه الخصوص لنشر منصة لإنشاء أهداف الذكاء الاصطناعي تسمى "أنجيل" والتي زادت من فتكها.
وذكر إحدى حالات استخدام النظام للذكاء الاصطناعي للتعرف على الأشخاص الخاضعين للمحاكمة والمشتبه بهم وبحسب المعلومات التي نشرها بعض المسؤولين في الكيان الصهيوني في المنشور 972+، فإن أداة الذكاء الاصطناعي جعلت من السهل تحديد الهدف في غزة وتستطيع هذه الأداة تحديد الأهداف في فئات محددة قبل الهجوم وقبل إصدار الأمر لمهاجمة عدد المدنيين المحتمل قتلهم وتحليلهم وتقديرهم وذكروا أيضاً أنهم يستخدمون برنامجاً يسمى Lavender في هذه العملية وبحسبهم في الأسابيع الأولى من الحرب بعد ٧ تشرين الأول/أكتوبر كان جيش النظام يعتمد بشكل كامل على برمجيات لافندر وكان بإمكان ضباط الجيش الاعتماد بحرية على قائمة لافندر لاستهداف الأشخاص دون الحاجة إلى إعادة دراسة سبب اختيارهم الأشخاص الموجودين في هذه القائمة قم بتقييم أو إعادة فحص البيانات الأولية التي أدت إلى هذا الاختيار.
وفي تقرير تناول هذه القضية، ذكرت صحيفة الغارديان أن "استخدام إسرائيل لأنظمة ذكاء اصطناعي قوية في الحرب ضد حماس أثار مجموعة من الأسئلة القانونية والأخلاقية وأحدث تحولاً في العلاقة بين الأفراد العسكريين والآلات". وفور نشر هذه المعلومات أعلن المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي أن البلاد تحقق في هذه التقارير. من ناحية أخرى نفى الجيش الإسرائيلي استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل محاكمة الأشخاص، وأعلن في بيان أن الجيش لا يستخدم أي نظام ذكاء اصطناعي للتعرف على النشطاء الإرهابيين أو محاولة التنبؤ بما إذا كان الشخص إرهابياً أم لا.
يعد الذكاء الاصطناعي من أهم المعدات وأكثرها عملية في العقود الأخيرة في المجال العسكري والذي تعتبر فيه الولايات المتحدة إحدى الدول الرائدة في العالم، ورغم ذلك يبدو أن واشنطن حاولت تقديم تقنيات تعتمد على هذه التكنولوجيا للكيان الصهيوني ويبدو أن ذلك قد امتد إلى هذا النظام خاصة بعد زيارة بايدن، وفي الوقت نفسه فإن العديد من الأسلحة المصدرة بما في ذلك بعض الطائرات والعديد من الطائرات بدون طيار من هذا البلد إلى الأراضي المحتلة والتي كان لها اتجاه تصاعدي خلال الحرب الحالية في غزة تمتلك هذه التكنولوجيا.