ريمون مرهج
غريب خوفك الكبير ولكنه مشروع عندما لا تعرفين الشخص الذي تتعاملين معه وعندما لا تدركين جيداً المجتمع الذي نحيا فيه وكيف نتداركه من دون أن يكبل حياتنا.
أنا الآن أفهمك جيداً وغدوت مدركاً لكل كلمة تتحدثين بها ومدى الأحاسيس الممزوجة فيها حتى ولو بقيت طي الكتمان. كيف لا أعرفك وأنت وأنا من وطن واحد، من روح نفحاتها واحدة في أعماقنا. لا تقلقي على وجعي، فإن الوجع معك فيه خمرة تروي كيان وجودي في الحياة وتهديه الأمل والقوة. معك لا أيأس وليس هناك أي أمر مستحيل في درب عمري، معك تصبح أحلامي أهدافاً واقعية وتكتنز روحي القيم والصدق ونقاء القلب. معك أرتشف قهوتي بهدوء نسيم الربيع وتزهر أفكاري أروع العبارات الوجدانية التي أنثرها للعالم وللأجيال فتنتعش روحهم من قلمي وتفرح القلوب المعذبة المتألمة من هذه الدنيا.
لا تجزعي مني ولا عليّ فأنا أدرك تماماً كيف أحميكِ من مشاعري النارية، وكيف أرسم حدوداً تترك في قلبك الطاهر السلام والأمان، ولكن اسمحي لريشة أحاسيسي الصادقة الوفية لروحك أن ترسم في محاذاة الحدود التي تودينها أجمل لوحة في هذا الكون تتخطى الحبر وألوانه، لتتكون من مداد أنفاسك وسحر حنانك المزركشة بمشاعر فتاة تلهو في أعماقها الحياة بعدما غمرتها الأحزان وظلمات القدر ومرارة الأيام القاسية. يا سيدة مغمورة بالحكمة وبالفكر الحصيف الحكيم ومفعمة بعطر الرحمة وسحر الأنوثة الخلابة الناعمة، أفهم أن قلقك مشروع ولكن أفيضي من نور الشجاعة في فؤادك ولنسِر معاً في دروب الحياة، فمعاً ننتصر دوماً على كل مصاعب هذا العالم وأهوائه الخبيثة.