سعد نسيب عطاالله
يا رب!
هل تريدني أن أرسم إشارة الصليب على وجهي قبل التواصل معك؟
يا رب!
أم هل تريدني أن أبدأ بالبسملة قبل أن أتوسل مخاطبتك؟
يا رب!
إنني سوف أرسم إشارة الصليب، وأنطق بالبسملة سوية، حتى أتحاشى أي إرباك على حواجز الطائفية التي من الممكن أن تمنعني من الوصول إليك، خاصة وأنني أتوجه إليك من جهنم، التي حاولت انت مراراً أن تخلص شياطينها من نار الخطيئة الأبدية، وترفعهم إلى مصاف القديسين الأبرار!
يا رب!
أنت خلقتني على صورتك ومثالك، ولا داعي أن أستميحك عذراً، أو أطلب رضاك عني قبل بدء الحوار معك، لأنك زرعت في روحي بذرة إرادتك، وجذوة إصرارك، على غلبة الخير على الشر، والإيمان على الكفر، والحق على الباطل، والسلام على الحرب، والتضحية على الطمع!
يا رب!
أنت لي اليوم الملاذ الأخير، والقارب الأمين الذي سوف أبحر فيه للوصول إلى شاطئ الأمان والخلاص!
يا رب!
أنني أتقرب منك بصمت عميق لا تسبر كنهه مخلوقات المحيطات، صغيرها او كبيرها، وأنا مدرك بالمطلق أنك سوف تستجيب لأسئلتي، وطلباتي، وأمنياتي، التي أنت غرستها في الضمير الإنساني، ومنحتني بعضها!
يا رب!
هل خلقت لبنان قطعة من السماء، وأسكنت فيها شياطين الطغمات الحاكمة منذ بداية الخلق؟
ألم يكن باستطاعتك محو وجود واستمرارية هؤلاء الأبالسة على مدى الدهور؟
هل جعلت من لبنان مطهراً للبشرية الساقطة، ومن يصلح منهم، تقدسهم، وترفعهم، إلى حضنك السماوي، ليكونوا مثالاً سامياً للخطأة الأشرار الباقين؟
هل تريدني أن أصدق أن هؤلاء الأشرار العصاة هم على شكلك ومثالك، وقد أبقيتهم في لبنان حتى تزيد من عدد القديسين في حضنك الأبدي؟
هل تريدني أن أطلب منك المغفرة عند كل صباح دون أن أكون قد ارتكبت خطيئة بحق أحد، وتغفل، أو تتغافل عن جرائم طغمة الحكم الفاسدين في لبنان اليوم، الذين يعيثون في البشر والأرض فساداً وإفساداً؟
يا رب!
أنت العارف المطلق بكل الخليقة والموجودات، المتحركة والجامدة، هل تريدني أن أرسل لك لائحة بأسماء القتلة، والفاسدين، في لبنان، حتى تنال عدالة السماء منهم؟
هل تريدني أن أكون شهيد الجرأة، والبطولة، وأخضع للتعذيب الدنيوي العابر بسببهم، حتى تصدق اتهاماتي لأولئك الشياطين، ثم ترفعني إلى حضنك الذي يتسع للجميع، ولن يحصل بعدئذ أي تبديل لواقع الأمور في المكان الذي يسرح ويمرح فيه هؤلاء الأبالسة؟
ألا توجد وسائل وطرق أخرى تجعلك توافق على أمنياتي وتمنياتي بعيداً عن التضحية الذاتية، والصلب، والتعذيب الدنيوي على يد هؤلاء الكفار؟
هل سلطة هؤلاء الشياطين المفروضة عنوة على الشعب تفوق طاقاتك وسلطاتك اللامتناهية؟
يا رب!
أنهي تساؤلاتي وأسئلتي، واختصرها بدعاء إليك، واستغاثة منك، بأن ترسل "السارق" إليهم ليلاً مداورة، إلى كل هؤلاء القتلة الشياطين، وتنتشل لبنان واللبنانيين من لامبالاتهم وإهمالهم وتظلمهم، وترميهم في لهيب بركان مطهرك، وتحولهم إلى رماد زائل، ولا تبقي منهم أثراً بعد عين!
يا رب!
أستشرف منك استعداداً لتحقيق دعائي الحثيث!
وينتهي الحديث!