سجاد عابدي
بالنسبة للكثيرين فإن عدم فهم حجم التهديد المحتمل وتحديد مدى خطورته وعدم فهم أو تفسير الجرائم الإلكترونية، وكيفية عملها ومن ثم عدم التأكد من أمن البيانات والمعلومات هو الخطأ الأول الذي يرتكبونه ويمهد الطريق أمام المتسللين للاختراق يمهدون البنية التحتية. إذا كنت تعتقد أنك أصلحت جميع نقاط الضعف المحتملة التي تجعل البنية التحتية عرضة للخطر فيجب أن تعلم أن هذا الرأي خاطئ وربما هناك العديد من الثغرات الأمنية المخفية في البنية التحتية للاتصالات والتي تظل مخفية عن وجهة نظرك، ولهذا السبب قررت الشركات اللجوء إلى الذكاء السيبراني لتقليل المخاطر المحيطة بالبنية التحتية للاتصالات.
إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية في المجال العسكري لها أهمية استراتيجية بالنسبة للحكومة الأميركية ويعتقد صناع السياسات في الولايات المتحدة أن التقدم في الذكاء الاصطناعي واستخدامه للتفوق في تصنيع أشباه الموصلات والحوسبة الكمومية يعمل على تعطيل المجالات التقليدية للمنافسة العسكرية مثل مخزونات الصواريخ وأعداد القوات، ووفقاً لاستطلاع أجرته غرفة التجارة الأميركية يعتقد ٨٠ في المئة من الأميركيين أن ريادة البلاد في مجال الذكاء الاصطناعي أمر لا بد منه والافتراض واضح تماماً أن من يقود تطوير الذكاء الاصطناعي سيقود الاقتصاد العالمي ويظهر تقرير لشركة Tortoise Intelligence أن إجمالي الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في عام ٢٠٢١ سيصل إلى ٧٧.٥ مليار دولار وهي زيادة كبيرة عن الرقم القياسي السابق البالغ ٣٦ مليار دولار في عام ٢٠٢٠ وتعتبر أميركا الدولة الرائدة على مستوى العالم في هذا المجال ولديها أكبر قدر من الاستثمارات في هذا المجال.
وتزايدت الاستثمارات الأمريكية في هذا المجال منذ عهد أوباما وبلغت ذروتها في عهد ترامب وفي عهد ترامب في وثيقة استراتيجية الأمن القومي لعام ٢٠١٧ ومن أجل الحفاظ على الميزة التنافسية لواشنطن ذكر التقنيات الناشئة لنمو الأمن مثل الذكاء الاصطناعي وخاصة بالنسبة للأسلحة الآلية والمخاطر التي يشكلها المنافسون من خلال جمع المعلومات وقدرتها على تحليل البيانات استناداً إلى الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأشارت ضد أميركا في شباط ٢٠١٩ أصدر ترامب أيضاً أمراً تنفيذياً بعنوان الحفاظ على قيادة أميركا في الذكاء الاصطناعي والذي يحدد دور التكنولوجيا في الأمن القومي وحماية القيم الأميركية وفي عهد بايدن أدرجت وثيقة استراتيجية الأمن القومي لعام ٢٠٢١ تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية التي تتنافس عليها القوى العظمى والتي لديها القدرة على تغيير التوازن الاقتصادي والعسكري بين الدول.
كما أن تعاون الولايات المتحدة مع النظام الصهيوني كحليف استراتيجي لها مستمر أيضاً في مجال الذكاء الاصطناعي في البداية أعلن البيت الأبيض أن الجانبين يخططان لدعم الأبحاث لتمكين الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية بالإضافة إلى ذلك في عام ٢٠٢٢ وعشية وصول الرئيس جو بايدن إلى تل أبيب وذكر يائير لابيد رئيس وزراء هذا النظام أن: "إسرائيل والولايات المتحدة تعلنان عن بدء التعاون الاستراتيجي في مجال الذكاء الاصطناعي المتقدم وتقنيات الكم" وقد ذكرت مصادر مختلفة استخدام النظام الصهيوني للذكاء الاصطناعي في الحرب مع غزة.
في تقرير بتاريخ ١ كانون الأوّل ٢٠٢٣ ربطت صحيفة "الغارديان" بعنوان "الكتاب المقدس: كيف تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف القصف في غزة "استخدام النظام للذكاء الاصطناعي بفترة حرب ١١ يوماً في غزة عام ٢٠٢١ وحرب الـ ١١ يوماً في عام ٢٠٢١ حرب الذكاء الاصطناعي الأولى باستخدام التعلم الآلي والحوسبة المتقدمة، لكن حرب أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٣ أتاحت فرصة غير مسبوقة لجيش النظام لاستخدام مثل هذه الأدوات في ساحة عملياتية أوسع بكثير وعلى وجه الخصوص لنشر منصة لإنشاء أهداف الذكاء الاصطناعي تسمى "أنجيل" والتي زادت من فتكها.
وقد تم ذكر إحدى حالات استخدام النظام للذكاء الاصطناعي للتعرف على الأشخاص الخاضعين للمحاكمة والمشتبه بهم وبحسب المعلومات التي نشرها بعض المسؤولين في الكيان الصهيوني في المنشور ٩٧٢+ فإن أداة الذكاء الاصطناعي جعلت من السهل تحديد الهدف في غزة وتستطيع هذه الأداة تحديد الأهداف في فئات محددة قبل الهجوم وقبل إصدار الأمر لمهاجمة عدد المدنيين المحتمل قتلهم وتحليلهم وتقديرهم وذكروا أيضاً أنهم يستخدمون برنامجًا يسمى Lavender في هذه العملية وبحسبهم في الأسابيع الأولى من الحرب بعد ٧ تشرين الأول/أكتوبر كان جيش النظام يعتمد بشكل كامل على برمجيات لافندر وكان بإمكان ضباط الجيش الاعتماد بحرية على قائمة لافندر لاستهداف الأشخاص دون الحاجة إلى إعادة دراسة سبب اختيارهم الأشخاص الموجودين في هذه القائمة قم بتقييم أو إعادة فحص البيانات الأولية التي أدت إلى هذا الاختيار.
وفي تقرير تناول هذه القضية ذكرت صحيفة الغارديان أن "استخدام إسرائيل لأنظمة ذكاء اصطناعي قوية في الحرب ضد حماس أثار مجموعة من الأسئلة القانونية والأخلاقية وأحدث تحوّلاً في العلاقة بين الأفراد العسكريين والآلات" وفور نشر هذه المعلومات أعلن المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي أن البلاد تحقق في هذه التقارير. من ناحية أخرى نفى الجيش الإسرائيلي استخدام الذكاء الاصطناعي لتعقب الأشخاص وأعلن في بيان له أن الجيش لا يستخدم أي نظام ذكاء اصطناعي للتعرف على النشطاء الإرهابيين أو محاولة التنبؤ بما إذا كان الشخص إرهابياً أم لا.
ولذلك أصبحت الحملة الإرهابية التي تشنها إسرائيل في غزة ولبنان مظهراً ملموساً للتهديدات واسعة النطاق الناجمة عن استخدام التكنولوجيا والروبوتات القاتلة في ساحات القتال كيانات جعلت من قتل البشر أمراً بسيطاً وميكانيكياً للغاية.