النهار

قرارات أمة!
راشد بن خزام
المصدر: "النهار"
.عملت السعودية خلال العشرة أشهر الماضية بكل ثقلها السياسي والاقتصادي وجاب وزير خارجيتها العالم من أجل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية
قرارات أمة!
القمة العربية الإسلامية في الرياض.
A+   A-



الأمتان  العربية والاسلامية تمثلان ثقلاً عالمياً جباراً حين تجتمعان لتشكلا  ثقلاً سياسياً يحسب له الف حساب.. خمسون دولة ونيف اجتمعت في قلب جزيرة العرب من أجل قضايا عربية باتت محوراً هاماً للوقوف ضد الخطر الجاثم المتمدد على مساحات عربية  تئن وتصرخ.. انتهت القمة بمطالب مهمه تحتاج إلى تنفيذ فعلي. نحن في مرحلة انتهت فيها "زعرنة البعض" ونباح الآخر على قضايا كانوا أحد اسباب اشتعالها. سقطت غزة في براثن نعرة "المقاومة" ويتبعها لبنان التي تعيش مخاض الخروج من الطائفية النزقة التي دمرت جنوبه لتمتد إلى قلبه.  وسوريا المغلوبة على أمرها تحت وطأة التدخلات الخارجية التي اثقلت كاهل شعبها حتى تشرد في بقاع الأرض. كانت السعودية تدعو مراراً إلى وحدة الكلمة والصف العربي والإسلامي تجاه قضاياهم ولم يكن لأحد أن يستجيب بل كانت تتلقى الطعنات والخيانة والغدر من الكثير. ولأنها تشكل الثقل في العالمين العربي والإسلامي فقد حسمت الأمر في قمة الرياض الأخيرة نحو وحدة الصف.  وعملت السعودية خلال العشرة أشهر الماضية بكل ثقلها السياسي والاقتصادي وجاب وزير خارجيتها العالم من أجل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية إلا ان التحدي لم يكن في جمع العالم من أجل قضايانا بل في أصحاب القضايا أنفسهم. ففي فلسطين حماس تتبعها عدة جبهات فيما بقيت منظمة فتح مكتوفة الايدي في الضفة الغربية لا تستطيع الحراك لدرجة ان البعض من أبناء فلسطين اتهموها بالخذلان وفي لبنان "حزب الله" الذي جلب العارو الدمار على البلاد وأهله حتى انتهى بلا رجعة. وفي سوريا عدة جبهات حزبية وشعبية إضافة إلى الحكومة التي تعيش مرحلة المخاض من اجل البقاء. كل تلك التحديات كانت عائقاً أمام السعودية التي تحاول التهدئة ولملمة الشتات تحت قبة واحدة إلا أنه أصبح أمراً ملزماً للعرب والمسلمين أن يجتمعوا تحت قبة واحدة لتصفية الخلافات والخروج بقرارات مؤثرة أمام العالم أجمع. الأمور في مرحلة لم تعد تتقبل التنديد والشجب بقدر ما هي بحاجة إلى توحيد الصف لمواجهة التوغل  السرطاني الصهيوني الذي يمشي رويداً ليتغذى على  الجسم العربي حتى ينهكه. اليوم نحن بحاجة إلى جمع سياسي قوي يكون الصوت المسموع أمام العالم. ومثلما شكلت السعودية جبهة عربية اسلامية سياسية يجب أن تقتنع بقية القوى المتناحرة في فلسطين ولبنان وسوريا على أن اليد الواحدة لن تفعل شيئا ما لم تكن معها بقية الايادي. أما مقولة ضغطة زر وتنهي كل شيء فقد كانت كذبة سبقتها أكاذيب قديمة من الستينيات لكنها أبادت الأصابع وفقأت الاعين  بلمحة بصر..!!

 *صحافي سعودي

اقرأ في النهار Premium