سامي ابي خليل
عقدة نفسية عند حكام لبنان منذ تسعينيات القرن الماضي على الأقل تفتك بالعقل والعُقّال.
القائد القزم الخائف أن لا يكون "قد الحَملة" والذي يقضي حياته محاولاً بناء هيكل ولو وهمي وأصنام عملاقة ليبرهن أنه قادر وقوي عملاق لكنّ التاريخ فضحه وشعبه قادر أن يراه ويظهره على حقيقته.
من سيُقزّم من؟ شعبه سيقزّمه أم حاكم غريب آخر؟
آه كم أنّ التاريخ يعيد نفسه ولا من يقرأ. عندما يظنّ الجميع أنهم مثقفون ولا يدرون خميرة الفحوى.
الأمثال تحصى ولا تعدّ وهنا أذكر حلقة برنامج أتابعه تروي كيف يجمع علماء التاريخ والآثار أحجية التاريخ، بوززل، التي دمّرتها الحروب بين شقيقين، ملوك النمرود وبابل، منذ قرون مضت، بين 900 ق.م. و 600 ق.م.، ثم أعاد تنظيم القاعدة تدميرها من جديد قبل سنوات قليلة بالمتفجرات لنزع بقايا التماثيل والآثار ولبيعها في السوق السوداء لهذا العالم الجاهل...
علماء الآثار يحاولون كتابة تاريخ ثلاثة قرون من جديد. رأت حكام آشوريون في نمرود ونينيف وبابل يبنون من جهة حضارة عملاقة دمرتها أنانية وتشبّث وعقدة الملك النفسية كما فعلت الحرب بين ملكين شقيقين قضيا على حضارتين ومحيا معالمها بحروب واليوم يحاول العلماء إعادة كتابة قصتهم.
في نفس الفترة الزمنية كان يوشيا أو جوزياس، ملك يهودا (640-609 ق.م.) قد خسر حربه ضد الفرعون نيشاو2 أو نيخاو٢ )610 ـ 595ق.م)، الذي انضم إلى خصمه السابق الآشوري ضد بابل وملكها لاجتياح الجميع. فانتهت كل المنطقة تحت سيطرة الفرعون نيخاو الثاني الذي أخضع جزءاً من سوريا، فلسطين وفينيقيا ووصل إلى نهر الفرات حيث أسس الحدود الجديدة في كركميش.
ومن سخرية القدر أن هذا الملك جوزياس نفسه قد صنع لنفسه سمعة تاريخية من خلال مذبحة جميع كهنة مملكته يهودا الفينيقيين لتوحيد القوات اليهودية التي كانت قد تحولت معظمها إلى الديانة الفينيقية من خلال الصلاة لنفس إله الشمس، في إشارة إلى معبد سليمان الحكيم الذي بناه الفينيقيون في عهد حيرام ملك صور الشهير، وغيره من رموز الديانة الفينيقية.
قُتل يوشيا أو جوزياس في شهر تموز (يوليو) سنة 609 ق.م على يد المصريين الفراعنة في عهد نيخاو الثاني.
هل شعبنا صار قزماً كما حكامه ليحصد مصيراً مشابهاً؟