سعد نسيب عطاالله
يحار المرء عند سماعه تصريحات الطبقة الحاكمة، أكانوا معارضة أم موالاة، في تفسير عبارتهم الممجوجة "الله يحمي لبنان" عند اختتام كلامهم الفارغ من أيّ شعور تجاه الناس والوطن.
إنني وصلت شخصياً إلى استنتاج مطلق أن لبنان الذي يطلبون حمايته من الله عز وجل، هو لبنان مواقعهم وأحزابهم المذهبية التي هجرها الله عندما تشكلت في بداياتها.
ولبنان الامتيازات الإقطاعية، والسلطوية، والمناطقية الضيقة التي يتحكمون فيها بشرفاء الوطن وعائلاتهم ومصائر أبنائهم وبناتهم،
ولبنان مواقعهم النيابية والوزارية التي ينهبون من خلالها الثروات العامة، ويهرّبونها إلى حساباتهم المصرفية في الخارج،
ولبنان إذاعاتهم وشاشات التلفزة التي يملكونها وتبثّ التعصب والتفرقة والحقد والتفكك والأكاذيب في نفوس عامة الناس الأبرياء،
ولبنان الفساد المستدام، والتخلّف في كلّ أشكاله ومواصفاته، وفي صدارتها الجهل والغباء والضياع.
لم اسمعهم يوماً يختتمون أو يتفوّهون بعبارة " الله يحمي الشعب اللبناني"، لأنّهم يعتبرون مجموعاتهم الاجتماعية الغفورة رعايا وسبايا، لهم الحقّ في الحدّ من طموحاتهم، والعمل على تضحيل عقولهم فكرياً، وعقائدياً، ودينياً، ووجودياً.
يعيش معظم الشعب اللبناني حياة البؤس والعوز والتشرد مع عائلاتهم، ومآسي الصراع على البقاء مع الدمار والقتل وسفك الدماء البريئة التي يتعرض لها سكان قرى ومدن الجنوب والبقاع، والنزوح إلى المجهول، بحثاً عن الأمن والأمان والسلامة والسلام، وينهش أمعاءهم الجوع الكافر، والغلاء، والاستغلال الغذائي، والصحّي، والإيوائي الفاحش.
إلى متى سوف تدوم هذه الكينونة العدمية وعذاباتها وويلاتها على صدور الشعب اللبناني المسكين، ومن سوف ينتشلهم من الأقدار ومن براثن وأنياب تلك الذئاب والوحوش المفترسة؟
الله يحمي الشعب اللبناني المعاني