النهار

لبنان: وطن سيِّد حرّ مستقلّ!
مآلات المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله (أ ف ب)
A+   A-

ماريان شبل عيسى الخوري*


تنص الفقرة "أ" من الدستور أو اتفاقية الطائف على أن لبنان "وطن سيّد، حرّ، مستقلّ"! لكننا نعيش منذ فترة في ظل جمهورية الموز، بحيث لا سيادة ولا حرية، ناهيك عن عدم الاستقلالية… 

أمّا اليوم فلدينا فرصة ذهبية لنحوّل الفقرة "أ" من الدستور من مجرّد شعار إلى حقيقة ملموسة!

إبادة شعب، إبادة وطن، إبادة هوية مُمَيّزة!

أيّ تعبيرٍ يُمكن استعماله في ظلّ هذه المجموعة السياسية الوقحة التي خانت مقدّمة الدستور؟ لم يسعها أو لم ترد أن تتفاعل لحماية الوطن من هذا التدمير المبرمج؟ هذه المجموعة التي، ليست فقط لم تبادر إلى إعمار ما تهدّم، بل على العكس، نراها تستفيض بإلغاء ما تَبقّى من مُقومات الدولة؟ عدم استباق الكارثة، عدم التفاعل لحماية الضحايا، وعدم المباشرة بالإعمار... هي الثلاثية التي وضعتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة في ١٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١ لتصف الدولة الفاشلة! 

ولا تتوقّف الفاجعة عند هذا الحدّ، إذ تنازل القيّمون على مقومات الدولة وفوّضوا، منذ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٣، إحدى الصلاحيات التأسيسية "قرار الحرب والسلم" لـ"حزب الله"، وهو الحزب الذي يتباهى بتطبيق الأجندة الإيرانية، وبالتالي أخذ لبنان وشعبه رهينة سياسة الموت، وتجريد لبنان من سيادته، يعاونهم بذلك طبقة سياسية جبانة، خائفة وفاسدة حتى العظم! 
ولكن اليوم وفيما نشاهد مخاطر  المواجهة المفتوحة بين "حزب الله" وإسرائيل، على الطوائف كافة، التي هي ميزة لبنان، هناك واجب أخلاقي ووطني، في أن تتّحد، لأنّ لبنان كيان لا يمكن تجزئته ولا الاستغناء عنه ولا وضع مشاريع توطين. واجبنا أن نطالب بصوت واحد: 

- عدم تحويل لبنان من وطن الرسالة إلى بلد يُهدّد الأمن والسلم الدوليين، فنطالب جميعاً بتدخل الأمم المتحدة لحماية السلم الأهلي.
- بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة من المستقلين، مشهود لهم بمناقبيّتهم، بنجاحهم في حقل اختصاصهم، بشجاعتهم، تكون مهمّتهم:

1- تطبيق قرارات مجلس الأمن والمطالبة بوضعها تحت الفصل السابع، بنزع السلاح غير الشرعي وحماية الحدود. 
 2- العودة إلى اتفاقية الهدنة سنة ١٩٤٩ مع إسرائيل. 
3- إعلان الحياد الإيجابي للبنان.
4- نصّ قانون انتخابي جديد يأخذ بالخصوصية اللبنانية، ويكون أكثر عدلاً وتمثيلاً، يسمح بالتصويت الإلكتروني لا سيّما للمغتربين، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة.  
5- وضع برنامج مُفصل لتصويب المالية العامة للدولة، واسترجاع الأموال المنهوبة من الدولة ومن الشعب اللبناني.

طُغاة يعتقدون أنفسهم كبار القوم لأنهم يظنون أننا جاثون على ركبنا؛ ولكنّهم تناسوا أننا أبناء وطن الرسالة؛ أولاد أرض دُنِّست مراراً وما زالت مُقدسة. أرض انتُهكت دون أن تُلوّث. أرض احتُلّت مراراً ولم تُستعبد يوماً. يُثابرون على تحويل شعب منفتح إلى شعب متقوقع. شعب حرّ إلى شعب مُهان. شعب أبيّ إلى شعب مذلول. شعب يعشق الحياة إلى شعب يمجّد الموت... ولكن ما لا يعلمون، أنّ الكرامة هي في الحمض النووي لشعب لبنان، وأنّهم سيدفعون ثمن تحالفهم العضوي بين الفساد والجريمة المُبرمجة، وسيُحاكمون يوماً بالخيانة العظمى! 

لنتّحد لكي يكون هذا اليوم قريباً، لنرفع الصوت ونستذكر تاريخنا، نتذكّر أننا في زمنٍ ليس ببعيد كنّا نتباهى بفخر بحريتنا وكرامتنا. أمامنا فرصة من ذهب لنعمل سوياً ونسترجع سيادتنا، حريتنا، واستقلالنا! 
*محامية في نقابتي بيروت وباريس

اقرأ في النهار Premium