بقايا صاروخ إيراني سقط في النقب_211351.jpeg
عبد القادر دمج
أعلن وزير الخارجية الإيراني أن "ردّ إيران انتهى ما لم يقرر النظام الإسرائيلي استدعاء المزيد من الردّ".
جاء هذا الإعلان بعد الردّ الإيراني مساء الثلثاء على إسرائيل إثر اغتيال هنية ونصر الله في آنٍ معاً، ولا أدري إن كان للبنان أيضاً نصيب منه، وما ناله من خراب ودمار وتشتت، أتساءل وأبحث أيضاً عن حصة لعدّاد الشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، تلك التي أرادت إيران أن تسلكها من بقاع لبنان مروراً بعاصمته ومنازله، وأهله وناسه وصولاً إلى جنوبه.
اغتيل هنيّة في إيران بعد ساعات من زيارته لرئيس البلاد، وُعِدنا بالرد وانتظرناه. قُصِفت بيروت وما زالت، وانتظرناه، دُمِّر الجنوب وما زال، نزح الجنوبيون، بكت الأمهات، ترمّلت النساء وتيتّم الأطفال، اغتيل أصدقاء السيد والكبار من رجاله وشركائه بمسيرة المقاومة الطويلة، وما زلنا ننتظر، اغتيل السيّد نفسه، وانتظرنا الردّ مع إيمانٍ راسخٍ ويقينٍ بالتواطؤ.
قد يتهمني البعض بالسخرية والتهوين، وأنا - معاذ الله - لست كذلك، لكن يعزّ علي وطني وشعبي وشهدائه، وأنا وأنتم يا جماهير المقاومة نعلم أن ردّاً كهذا ليس سوى استعراض لا يسمن ولا يغني من جوع، أهذا هو ثمن أرواح الشهداء برأيكم؟ أهذا ما لقيناه من وجع ودمار وتشتت وتهجير وقهر؟ أهذا هو ثمن قادة "حزب الله"؟ أهذا هو ثمن سيّد المقاومين؟ هو الذي تعتبره إيران فارساً من فرسانها… بئس ردّ كهذا يبخس قيمة كل تلك التضحيات.
لا تكفّروني يا إخواني وأخواتي، ولا تضيفوني يا شركائي في الوطن وأهل بيتي في هذه الأيام السوداء، إلى لائحة المرتدّين والأعداء، فأنا كأنتم، سأدافع عن أرضي، سأقاوم وأقاوم وأستمر بالمقاومة في سبيل قضية حق، لكن لن أرضى أن أكون ضحية صفقات مزخرفة وأكاذيب ملفّقة تحمل اسم المقاومة والمقاومين وتلوّث سيرتهم، تحتلّ العقل قبل الأرض وتقتل الفكرة قبل الإنسان.