نادية شكري، واحدة من فنانات زمن الفن الجميل، وصاحبة الخبرة الطويلة في المجال الفني... لقّبها الجمهور بـ"سوسو"، وهو اسم الشخصية التي ظهرت فيها في المسرحية الشهيرة "العيال كبرت"، فجسّدت من خلالها دور الابنة الوحيدة في الأسرة المدلّلة صاحبة الميول الفنية... تغيب سنوات عن الجمهور، وتفاجئهم بظهورها، في الأعمال القوية والجماهيرية، إذ تنتقي أدوارها وأعمالها التي تظهر من خلالها، وفي كل مرّة يحتفي الجمهور بعودتها ويعبّرون لها عن تشوقهم لرؤيتها على الشاشة.
بطلة "العيال كبرت"، فاجأت الجمهور مجدداً، هذا الموسم الرمضاني، من خلال ظهورها في المسلسل الجماهيري "جودر: ألف ليلة وليلة"، ويجسّد بطولته ياسر جلال، الذي يظهر بشخصية جودر بن عمر المصري، وظهرت فيه بشخصية امرأة عجوز فقيرة، يساعدها جودر في دفع ديونها كي لا يتمّ بيع ابنتها في سوق النخاسة. وإلى جانب ترحيب الجمهور بالعودة، أشادوا بالدور الذي لعبته، وظهورها بهذه الصورة، فكان شعرها كثيفاً ومنكوشاً، ووجهها شاحباً يعبّر عن حال الشخصية. وفي مقابلة خاصة لـ"النهار العربي" كشفت عن تفاصيل وكواليس هذه المشاركة.
* حدثينا عن فكرة مشاركتكِ في العمل وما أسباب قبولك الظهور فيه؟
عادةً أحب أن أنتقي أدواري التي أظهر فيها للجمهور، وعندما عُرض عليّ "جودر"، تحمّست له لكونه ينتمي إلى حكايات ألف ليلة وليلة، فضلاً عن أنّ الشخصية محورية، ومهمّة وفقاً لسياق الأحداث، وعند قراءتي الورق أُعجبت به وتحمّست للمشاركة فيه.
*ألم تترددي في عدم قبولك الظهور بهذه الصورة في المسلسل، والتي تختلف تماماً عن طبيعتك الرقيقة وشخصية سوسو؟
في الحقيقة، عُرضت عليّ تفاصيل إطلالة الشخصية التي أجسّدها، قبل الورق، نظراً لما فيها من صعوبات في التنفيذ، فتمّ استخدام مادة السيليكون في الوجه، كي أظهر بهذه التجاعيد التي تتناسب مع المرأة العجوز، وأجريت اختباراً على وجود المادة على وجهي قبل التصوير بثلاثة أيام للتأكّد من عدم إضرارها به، لكن الحق يُقال، كانت هناك مواد على درجة كبيرة من الجودة مستخدمة في تنفيذ هذا المكياج، كما أنّ الشعر الهائش غير الممشط، تمّت زراعته على "صلعة" بالخصلة.
*منذ الوهلة الأولى لظهورك أحدثتِ ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل، واستمر اسمك متصدّراً "الترند" عدة أيام... هل توقعتِ ذلك؟
لا أخفي عليكِ، كنت أتوقع أن تحقّق الشخصية نجاحاً في سياق الأحداث، لكن الضجّة التي أُثيرت حولي وتصدّري "الترند"، هذا لم يكن متوقّعاً نهائياً، فقد ظهرت كضيف شرف في فيلم "رحلة 404" مع الفنانة منى زكي، لكن لم تُثر هذه الضجة، وربما مظهري الذي ظهرت فيه والبعيد تماماً عن شخصية سوسو التي يناديني الجمهور بها حتى الآن، وراء ذلك، فهم لا يزالون يتخيّلون الفتاة الرقيقة الصغيرة المدلّلة، وأحمد الله على حب الجمهور لي.
*هل تترددين في قبولكِ الظهور كضيف شرف؟... وهل بعض الفنانين لا يفضّلون ذلك؟
من قال إنّ النجوم لا يحبّون الظهور كضيوف شرف؟ إذا راجعنا تراثنا السينمائي سنجد فيه كبار النجوم يقدّمون مشهداً أو اثنين في عمل قوي، شريطة أن يكون الدور مهمّاً ومؤثراً بالأحداث، فالعبرة هنا بالكيف وليس الكم.
*كيف كانت أجواء التصوير مع ياسر جلال... وهل التقيت النجوم الذين ظهروا كضيوف شرف مثل رشوان توفيق؟
مع الأسف لم ألتق بهم، حيث كانت مشاهدي مقتصرة على الظهور مع ثلاثة فنانين ياسر جلال، وليد فواز، وياسر الطوبجي، لكنني التقيت وفاء عامر التي قابلتني بالقبلات والأحضان، وفي الحقيقة الكواليس كانت أكثر من رائعة، فهناك حالة من الود والألفة بين الفنانين، وياسر جلال إنسان متواضع وجميل، فكنت سعيدة للغاية بالعمل معهم.
*ما المسلسلات الرمضانية التي تحرصين على متابعتها؟
هناك حالة من التنوع، لكن الوقت لم يسعفني لمشاهدتها كافة، لكنني شاهدت حلقات من "أعلى نسبة مشاهدة"، "بابا جيه"، وعقب انتهاء رمضان سوف أشاهد المتبقي.
*برأيكِ هل المسلسلات ذات الـ15 حلقة أثرت العملية الإنتاجية الفنية في مصر؟
نعم، وللعلم هذا النظام ليس مستحدثاً كما يعتقد البعض، لكن في تراثنا الدرامي القديم كنا نقدّم السباعيات، والعشريات، فما دامت الأحداث لا تحتمل تقديمها في 30 حلقة، فلماذا المط والحشو، فهذه التجربة رائعة للغاية وخفيفة على قلب الجمهور.