في حديثها مع "النهار العربي"، أكّدت كسّاب أن دور عائشة في العتاولة هو الأهم بالنسبة لها من حيث المساحة وتركيبة الدور وتطوّر أحداثه المتشابكة، أما عن تجربتها في "أشغال شقة" فكانت كضيفة شرف، ورغم ذلك حقق دورها نجاحاً وحصد الإعجاب. موضحة أنها سعيدة في التجربتين ضمن عملين هما الأكثر مشاهدة في مصر والدول العربية.
حين يعمل الممثل في عملين أو أكثر خلال موسم واحد قد يؤثر على أدائه ويكون عطاؤه لدور على حساب آخر، عن ذلك تقول "إطلاقاً لم يؤثر هذا الأمر عليّ، خاصة أنهما دوران مختلفان، أحدهما كوميدي صرف، والثاني تراجيدي تماماً".
لكن الدخول في شخصية والخروج منها للدخول مجدداً إلى دور آخر هو أمر مرهق على الممثل، وعن هذه التجربة تقول كسّاب: "تعبت جداً لأن التكييف مع شخصية ما يتطلب مجهوداً كبيراً كي نعطيها حقها وتنجح، لكن الخروج منها لتصوير دور آخر هو فعلاً مرهق، خاصة أنني كنت أخرج من شخصية لها انفعالات إلى شخصية كوميدية، وهنا كان الأمر متعباً. وفي الحالتين هذه الأدوار تأخذ من شخصية الممثل الحقيقية ومن روحه، نعيش وكأننا ثلاثة أشخاص في جسد واحد، التقمّص أمر لا يمكن استسهاله وإلا لن تنجح الشخصية، فكل نجاح نحصده له تعب ومجهود".
متابعو مسلسل "العتاولة" لاحظوا كميّة الأحداث والمشاهد التي يمكن وصفها بالعنيفة والتي لا تخلو من كم هائل من الانفعالات، ودور "عائشة" هو من الأدوار المشحونة بمشاعر الغضب والشر. عن كواليس تلك الشخصية وأصعب المشاهد التي واجهتها مي كسّاب تقول: "كان مشهد ضربي الطفل الذي سرق التمثال وأعاده لوالده، هذا كان بالنسبة لي مشهداً قاسياً وكنت مترددة في تصويره وتحضّرت له كثيراً، كنت خائفة بصراحة على الطفل أن يتعرّض للأذى، معروف عني اندماجي بالشخصية التي أؤديها وأعيش حالتها، وهذا المشهد تطلّب الغضب والانفعال، وضربته فعلاً لكني اعتذرت له بعد التصوير، وشرحت له أن هذا تمثيل ويجب أن يكون واقعياً".
وعن أجواء الكواليس في العمل، قالت إنها "ممتازة، ولم تقع أي مشكلات ولا مناوشات، كنا في غاية التفاهم والمحبة، وتلك الأجواء الإيجابية انعكست بوضوح على الشاشة وهي من عوامل نجاح المسلسل، النجم أحمد السقّا جمعنا جميعاً تحت مظلة الحب والاحترام".
معظم الأعمال العربية المخصصة للعرض في شهر رمضان باتت تتميّز في استمرارية تصويرها أثناء عرضها على الشاشة، وهو أمر مرهق على الممثلين، فضلاً عن تلقيهم إشادات إيجابية أو انتقادات سلبية، ما قد يؤثر على أدائهم.
وعن رأي كسّاب بالأمر، قالت: "أتمنى العام المقبل ألا يتكرر هذا الأمر معي لأنه مرهق جداً ويزيد من الضغوط، خاصة أننا جميعنا صائمون ونعمل لساعات طويلة كي ننتهي من المشاهد، وأمامنا ساعات فقط كي تصبح جاهزة للعرض".
وتضيف: "شخصياً شعرت أني معزولة عن أهلي وأصدقائي، ولا نجد وقتا للتعبّد الكامل، هي طبيعة عملنا وأتفهم صعوبتها، فريق العمل في عزلة ولم يتسن لنا متابعة تفاعل الجمهور معنا لا في مواقع التواصل الاجتماعي ولا في الوسائل الإعلامية، ولولا أهالي منطقة الأوزاعي في بيروت حيث صورنا بعض مشاهد العمل وتواصلهم الدائم معنا ويقدمون لنا أي مساعدة نحتاجها، لكنا في عزلة مريبة، فهم أيضاً يُخبروننا عن نجاح أدوارنا وباتوا ينادونني يا عائشة".
في ختام حديثها، كشفت كسّاب لـ"النهار العربي" عن انتهائها منذ فترة من تصوير فيلم "ذعر"، وهو عمل كوميدي يشاركها البطولة فيه أحمد فتحي، ومن المتوقّع أن يُعرض بعد عيد الفطر في صالات السينما، كما أعلنت عن تحضيراتها لإطلاق عدد من الأغنيات قريباً، وتقرأ حالياً نصوصاً عدة ستختار الأفضل منها لتعود به في موسم رمضان المقبل، وهناك أعمال خارج السباق الرمضاني لكنها تتريث في اختيار الأنسب من بينها.