لم ينقطع الحديث عن الفنان المصري الراحل صلاح السعدني الذي غيّبه الموت عن محبيه يوم الجمعة الماضي عن عمر ناهز الثمانين عاماً، فلا يزال الجمهور يتذكر أبرز الشخصيات التي جسّدها في أعماله الفنية المميزة، ويواصل المشاهير رواية ذكرياتهم معه.
جنازة السعدني، صاحب لقب عمدة الدراما المصرية، شهدت حضوراً فنياً كبيراً، حيث شارك فيها عشرات من نجوم الفن في مصر بمختلف أعمارهم، جميعهم بكوا حزناً على رحيله، وأثناء تشييع جنازته، مرّ هؤلاء المشيعون من أمام قبر صديقه الفنان الراحل أبو بكر عزت، حيث تم اكتشاف أن مقبرتيهما متجاورتان.
لم يكن الأمر مصادفةً حسبما اعتقد البعض، لكن نتيجة صداقة قوية استمرت عشرات السنوات، على الصعيدين الفني والشخصي، وروت تلك التفاصيل الكاتبة سماح أبو بكر عزت، ابنة الفنان الراحل، حيث قالت إنّ السعدني كان الصديق المقرب لوالدها، وبمثابة أخ له، ودليلاً إلى ذلك شهادته على عقد قرانها.
أوضحت أيضاً أنّ قوة علاقتهما دفعتهما لاتخاذ قرار بأن تكون مقبرة كل منهما بجوار الآخر، حتى لا يفترقا أيضاً بعد مماتهما، مؤكدةً أن علاقتهما بدت للجمهور على الشاشة من خلال الأعمال الفنية التي تشاركا فيها، أبرزها مسلسل "أرابيسك".
صدمة كبيرة عاشها الفنان الراحل صلاح السعدني، عندما علم بوفاة صديق عمره أبو بكر عزت عام 2006، فقالت ابنته إنهما تواعدا على اللقاء في يوم الوفاة نفسه، لكن أباها رحل فجأة، ما تسبب في إصابة السعدني بحالة نفسية سيئة لازمته فترة طويلة.
يشار إلى أنّ عزاء السعدني سيقام مساء اليوم الأحد، داخل إحدى قاعات مسجد الشرطة بمنطقة الشيخ زايد، والذي شهد مراسم تشييع جنازته أيضاً.
السعدني ولد في إحدى قرى محافظة المنوفية في عام 1943، حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة، وأثناء التحاقه بالجامعة تعرّف إلى زميله الفنّان الكبير عادل إمام، وقدّما معاً عدداً من العروض المسرحية على مسرح الجامعة، لتكون هذه الخطوة الأولى نحو احترافه التمثيل.
ترك مسيرة فنية مليئة بالعديد من الأعمال الدرامية، أبرزها "أرابيسك"، "ليالي الحلمي"، "حلم الجنوبيّ"، "سنوات الشقاء والحبّ"، "أهل الدنيا"، "شعاع من الأمل"، "الناس في كفر عسكر"، "الثروة حسابات أخرى"، "حارة الزعفراني"، "نقطة نظام"، "الباطنيّة"، "بيت الباشا"، و"الإخوة الأعداء".
كما قدّم عدداً من الأعمال السينمائية أبرزها "الأرض" "شحّاتين ونبلاء"، "فوزية البورجوازية"، "ليه يا دنيا"، "فتوّة الناس الغلابة" وغيرها.