هجوم واسع تعرّض له نقيب الممثلين في مصر الفنان أشرف زكي، بسبب وصفه المصورين والمراسلين الذين تمّ تكليفهم بتغطية جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني، التي شُيّعت الجمعة الماضي، بأنّهم "متحرّشون" وليسوا صحافيين، ما أثار غضب الجماعة الصحافية في مصر، وطالبوه بتقديم اعتذار عمّا بدر منه تجاه زملائهم، مؤكّدين رفضهم منع تغطية الجنازات والعزاءات، باعتبارها أحداثاً مهمّة يجب توثيقها.
نقيب الممثلين وجّه اعتذاراً رسمياً للصحافيين خلال تصريحات تلفزيونية، أكّد فيها أنّ الفن والصحافة وجهان لعملة واحدة لا يمكن لأي طرف منهما أن يتخلّى عن الآخر. كما أكّد احترامه لأصحاب القلم الحرّ الذين ينقلون الأحداث بصدقية وإنسانية دون الجري وراء اللقطة و"الترند"، كاشفاً عن أنّ حديثه كان موجّهاً لأصحاب المواقع الذين يستغلون تلك الأحداث في تحقيق مشاهدات عبر صفحاتهم، ولافتاً إلى أنّ الفنانة منى زكي تعرّضت للتحرّش بسبب التزاحم الشديد حولها.
الأمر لم يقتصر على الصراع بين الصحافيين والممثلين، لكنه شهد تصعيداً داخل البرلمان المصري، بعدما تقدّم أحد النواب بطلب عاجل إلى رئيس المجلس، يطالب فيه بإضافة فقرة في المادة 88 من قانون العقوبات، جاء نصّها كالتالي: "في كل الأحوال يُحظّر نشر وإذاعة وبث أي صور أو فيديوات للجنازات والعزاءات والسرادقات التي تُقام لمناسبة وفاة، ويجوز لذوي الشأن من ورثة المتوفي السماح بالنشر بإذن مسبق مكتوب، على أن يُرفق بالنشر، وتُضاعف العقوبة في حالة النشر أو البث على وسائل التواصل الاجتماعي من غير الصحافيين".
ومن المُقرّر أن يجتمع غداً نقيب المهن التمثيلية، مع نقيب الصحافيين الكاتب خالد البلشي، لمناقشة أزمة جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني ورصد ما حدث فيها من تجاوزات، كما سيتمّ تنظيم عملية تغطية الجنازات والعزاءات، من خلال قواعد سيتمّ الاتفاق عليها وتعميم تطبيقها على وسائل الإعلام كافة.
ويُشار إلى أنّ الفنان أحمد السعدني، نجل الراحل صلاح السعدني، رفض تصوير نعش والده، ما دفعه للتطاول على المصورين أثناء تشييع الجنازة، كما طالب نقيب الممثلين بتوجيه اعتذار لوسائل الإعلام عن عدم استضافتهم لتغطية العزاء الذي أقيم أمس الأول، واستجابت الصحف والقنوات التلفزيونية لهذا القرار.