مريم الكرمي، شاعرة مصرية ذاع صيتها خلال الأيام الماضية، وازدادت عمليات البحث حولها لمعرفة من هي الشاعرة التي نجحت في تأليف أغنية عربية موجّهة للأطفال، تقترب من تحقيق المليار مشاهدة، وهي "في منزل أنثى السنجاب"، لتؤكّد أنّ العالم العربي مليء بالمواهب القادرة على المنافسة عالمياً واختراق حدود الدول العربية.
كلمات الأغنية قد تبدو للوهلة الأولى عند سماعها، أنّها صعبة الغناء، لكونها مكتوبة باللغة العربية الفصحى، فتقول مقدّمتها "في منزل أنثى السنجاب دق جرس الباب"، لكنّ صاحبة كلماتها لم تكن تتخيّل أن يغنيها الصغار والكبار وتصبح واحدة من أشهر أغنيات الأطفال، ليس في الدول العربية فقط ولكن في العالم كله... ما حكاية تلك الأغنية؟ وكيف ألفتها الشاعرة مريم الكرمي؟.. هذا ما كشفت عنه خلال حديث خاص لـ"النهار العربي".
*بدايةً... حدثينا كيف دخلتِ مجال كتابة دواوين الشعر للأطفال. وكيف برزت موهبتكِ؟
نحن يمكن أن يُقال عنا عائلة موهوبة، ونمتلك موهبتي الرسم وكتابة الدواوين الشعرية، وبدأت أكتب قصائد لأولادي يلقونها في الإذاعة المدرسية، إضافةً إلى قصائد شعرية يتمّ عرضها في مركز شباب القرية في محافظة أسوان ومدن صعيد مصر، فمن هنا بدأت أبحث عن كيفية عرض تلك الأعمال من خلال مجلات إلكترونية، فوجدت ترحيباً في مجلة فلسطينية، بدأت أنشر فيها أعمالي، وكانوا يُعجبون بها للغاية، ثم توالت العروض، وبدأت أكتب أغنيات للقنوات والمجلات الورقية إلى أن وصلت لقناة "أسرتنا تي في".
*كتابة شعر الأطفال باللغة العربية الفصحى أمر ليس سهلاً... كيف تتغلبين على ذلك وتجعلين الصغار يحفظون أعمالكِ؟
عندما كنت أكتب أغنية "في منزل أنثى السنجاب" توقعت أن تكون بدايتها صعبة على مسامع الأطفال، لكنني اندهشت من أنّهم يحفظونها ويردّدونها بشكل صحيح، فهذا توفيق من الله ونجاح فاق توقعاتي.
*الأغنية حظيت باهتمام عالمي، لا سيّما بعدما اقتربت من المليار مشاهدة... كيف لمستِ ذلك؟
في الحقيقة، شعرت بالقلق. فأنا بطبعي لا أحب الأضواء وأرغب في العمل في هدوء، مستمتعةً بطبيعة أسوان الجميلة، وأكتب أعمالي مع إشراقة شمس الصباح، أضع الله أمام عيني عند كتابة أي ديوان أو قصيدة، وأحدّد أهدافي، وهي أن أقدّم رسالة تربوية وتوعوية للكبار قبل الصغار، فجأة وجدت كل هذا الاهتمام، فمن الطبيعي أن يثير قلقي.
*حدثينا عن استقبال أسرتكِ وأبناء قريتك لنجاحكِ في هذا المجال، لا سيّما بعد وصول "أنثى السنجاب" للمليار مشاهدة.
هناك حالة فرح وفخر تعمّ قريتي وأفراد أسرتي، حيث يؤكّدون لي أنّ نجاحي ليس فخراً لي فقط، ولكن لهم جميعاً، إضافة إلى أنّ أبنائي لم يستوعبوا ذلك ويضحكون مستغربين.
*هل هناك مشكلات تواجهكِ عند كتابة الشعر بالفصحى؟
نعم، كتابة الشعر باللغة العربية الفصحى أمر صعب للغاية، وتمكنت من التغلّب على تلك الأزمة بمساعدة زوج ابنتي. ومن خلالكم أود أن أشكره على جهوده معي.
*بماذا تحلمين؟
أحلم بأن أصل للعالمية، ليس لتحقيق إنجازات مادية، ولكن كي أتمكن من إيصال رسائلي التربوية والتعليمية والتوعوية للأطفال، وأسعد عندما أشاهد أعمالي مترجمة بلغات عدة، كما أحلم بأن تتبنّى الدولة المصرية مشروع قناة مخصّصة للأطفال فيها محتوى هادف بعيداً من القنوات التي تبث سمومها في عقول صغارنا في الأمة العربية.