تستعد مدينة مالمو السويدية اليوم السبت للتصفيات النهائية بمسابقة "يوروفيجن" الغنائية وسط أجواء من الإثارة الممزوجة بالتوتر الناجم عن تهديدات أمنية متزايدة واحتجاجات سياسية على مشاركة إسرائيل.
وتقام النسخة الثامنة والستون من المسابقة التي توصف دوما بأنها غير سياسية في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والتي اندلعت بعد هجوم مباغت شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وجرى دفع المسابقة إلى ساحة صراع سياسي عبر الإنترنت وفي شوارع مالمو مع محتجين يطالبون باستبعاد إسرائيل من المنافسة.
ويعتبر مراهنون أن المرشح الأوفر حظا للفوز بالمسابقة هو الكرواتي ماركو بوريشتش (28 عاما) المعروف باسم "بيبي لازانا" والذي ينافس بأغنية "ريم تيم تاجي ديم" التي تدور عن شاب يترك مسقط رأسه سعيا للحصول على فرص أفضل في المدينة.
كما تشير الرهانات إلى أن من أبرز المنافسين على الفوز المغنية الإسرائيلية إيدن جولان (20 عاما) التي تأهلت أيضا إلى نهائيات اليوم السبت بأغنية "هوريكين" أو "إعصار".
وتضم القائمة كذلك مغني الراب السويسري نيمو (24 عاما).
وتشمل القائمة منافسين آخرين من فرنسا وهولندا وإيطاليا وأوكرانيا وأيرلندا فيما تشير بيانات "سبوتيفاي" إلى وجود فرصة للدولة المضيفة السويد.
تشير التقديرات إلى أن أكبر حدث موسيقي حي في العالم اجتذب حوالي 100 ألف زائر إلى مالمو، ثالث أكبر مدينة في السويد، في حين أن ملايين آخرين في أوروبا وخارجها يتابعون البث.
وقاوم منظمو "يوروفيجن" دعوات لاستبعاد إسرائيل بسبب حملتها العسكرية في غزة قائلين إن المسابقة حدث غير سياسي. ومع ذلك طالب المنظمون إسرائيل بتعديل كلمات الأغنية التي تشارك بها، والتي كانت في الأصل بعنوان "مطر أكتوبر"، لحذف ما قالوا إنها إشارات إلى هجوم السابع من تشرين الأول.
وتم تغيير الكلمات للسماح لإسرائيل بالمشاركة، وتقول جولان عن أغنيتها إنها قوية تصف شخصا يمر بعاصفة من العواطف.
وقال صحفي من رويترز كان في القاعة إن بعض صيحات الاستهجان انطلقت من الجمهور قبل وأثناء وبعد أداء جولان لكن كان هناك أيضا تصفيق وتلويح بأعلام إسرائيلية.
وانضمت ناشطة المناخ السويدية غريتا تونبري يوم الخميس إلى ما يزيد عن 10 آلاف مؤيد للفلسطينيين في احتجاج سلمي خلال الساعات التي سبقت نصف نهائي المسابقة، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية ورددوا هتاف "قاطعوا إسرائيل".
ونظمت مجموعة أصغر من المؤيدين لإسرائيل، بعضهم من أعضاء المجتمع اليهودي في مالمو، مظاهرة سلمية في المدينة للدفاع عن مشاركة جولان في المسابقة.
ومن المزمع تنظيم المزيد من المظاهرات اليوم السبت ومن المتوقع أن تجتذب آلاف المتظاهرين أيضا. كما سيقام مهرجان موسيقي بديل في المدينة والذي يصف نفسه بأنه "مسابقة أغاني خالية من الإبادة الجماعية".
وندد المتظاهرون بازدواجية المعايير إذ منع اتحاد البث الأوروبي روسيا من المشاركة في مسابقة "يوروفيجن" عام 2022 بعد أن دعت عدة هيئات بث إلى استبعاد الدولة بعد غزوها لأوكرانيا.
وقال ماركوس جونارسن، وهو واحد من الثنائي ماركوس ومارتينوس الذي يمثل السويد، لرويترز: "بالطبع يريد الناس التعبير عن آرائهم وأشياء من هذا القبيل. لكن بالنسبة لنا، كما تعلمون، إنه مجرد حلم وشرف أن نكون جزءا من يوروفيجن".
وأضاف: "لذلك لم نركز كثيرا على ذلك ونعلم فقط أن مسابقة يوروفيجن تهدف لجمع الناس وإقامة حفل وقضاء وقت ممتع معا".
وتحل هذا العام الذكرى السنوية الخمسون لفوز الفرقة السويدية "آبا" في مسابقة "يوروفيجن".