حصد فريق عمل الفيلم التسجيلي المصري "رفعت عيني للسما" جائزة العين الذهبية، بمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السابعة والسبعين التي أقيمت فاعلياتها خلال الأيام الماضية.
ظروف صناعة هذا الفيلم تحمل العديد من قصص الإلهام والنجاح، حيث يرصد قصة فرقة فنية بعنوان "بانوراما برشا" كوّنتها مجموعة من الفتيات بقرية برشا، بمدينة المنيا إحدى محافظات صعيد مصر... لم تمنعهن العادات التي لا تزال تسيطر على فكر أهالي تلك المناطق من نشر مواهبهن الفنية، ولم يكتفين بذلك، بل اتّخذن من شوارع القرى وميادينها مسرحاً لعرض استعراضاتهن.
فكرة الفريق الفني "بانوراما برشا" تعتمد على مناقشة قضايا المرأة في الصعيد، والمشكلات التي تواجه فتياتها، ولكن من خلال عروض فنية، يفهمها البسطاء من أبناء تلك القرية.
في البداية لم تلق الفكرة ترحيباً واسعاً وتعرّضت الفتيات المشاركات في تقديم هذه العروض للمضايقات والسخرية، ووصل الأمر إلى حد التحرش، لكن مع مرور الوقت، نجحن في فرض فكرتهن على الجميع ولاقت حملات التوعية التي يقمن بها ترحيباً من الأهالي.
المخرجان أيمن الأمير وندا رياض، تعرّفا إلى أعضاء هذه الفرقة من خلال حملة تابعة لإحدى المنظمات النسوية في مصر، فلم يخطر وقتها في بالهما توثيق قصة هذه الفرقة في عمل تسجيلي، وبعد مرور فترة قرّرا العودة للخوض في مزيد من التفاصيل حول ظروف هذه الفرقة وكيف نجحت تلك الفتيات في الاستمرار رغم الظروف البيئية التي ربما ليست في مصلحتهن، ومن هنا جاءت فكرة فيلم "رفعت عيني في السما"، الذي حظي بإشادات عالمية وحصل على جائزة لم يحصدها أي فيلم مصري من قبل في التاريخ.
عدد من المشاهير في مصر أعلنوا دعمهم لصناع فيلم "رفعت عيني في السما" من بينهم الفنانة منى زكي التي شاركت متابعيها عبر "إنستغرام" بخبر الفوز، كما أعلن الكاتب المصري الأمير أباظة رئيس جمعية كتاب ونقّاد السينما، عن تخصيص احتفالية كبيرة لصنّاع الفيلم سوف تقام الشهر المقبل، ومن المُقرّر أن يتم تكريم صنّاعه أيضاً من جانب وزارة الثقافة في مصر عند عودتهم من فرنسا.