نجح الفيلم التسجيلي المصري "رفعت عيني للسما"، في حصد جائزة العين الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، في دورة هذا العام، ليكون الفيلم المصري الأول الذي يحصد هذه الجائزة في تاريخ السينما المصرية.
الفيلم يحكي عن فريق "بانوراما برشا"، الذي كوّنه عدد من الفتيات، من قرية بسيطة في صعيد مصر، اسمها "البرشا"، حيث اختير اسم فرقتهن نسبة إلى اسم قريتهن... فكرة هذه الفرقة تعتمد على تقديم العروض المسرحية في الشارع، ليس بغرض الترفيه، بل لمناقشة أوضاع سلبية في الريف الصعيدي، تخص المرأة...
الفيلم تعاون في إخراجه أيمن الأمير، وندى رياض التي كشفت في تصريحات خاصة لـ"النهار العربي" عن كواليس صناعة الفيلم، حيث قالت إنهم تعرفوا إلى فتيات الفرقة منذ العام 2016، وأُعجبوا كثيراً بمشروعهن وكيف تحدّين التنمّر والإهانات التي تعرّضن إليها، وحالة الإصرار على تقديم فكرتهن وعرضها. وبعد مرور فترة على متابعة أعمال تلك الفرقة تكوّنت بداخلهم رغبة لعمل فيلم تسجيلي عنها وأبرز التحدّيات التي تواجهها الفرقة.
كشفت المخرجة المصرية ندى رياض، عن وجود تحدّيات في البداية، من بينها رفض أهل القرية التصوير هناك، إضافةً إلى أن شرح فكرة الفيلم للفتيات عضوات الفريق استغرق وقتاً طويلاً، وكان عليهم أن يصنعوا حالة من الألفة بين فريق عمل الفيلم والفتيات حتى يخرج بالشكل المطلوب، لذلك تمّ عقد العديد من الجلسات الحوارية لتبادل الأسئلة في ما بينهم، وعند وضوح كل النقاط، تمّ الشروع في تصويره الذي تمّ على مدار 6 سنوات.
مخرجة "رفعت عيني للسما" أوضحت أنه لم يكن لديهم اليقين بأن الفيلم سيشارك في مهرجان "كان"، فكانت المفاجأة اختياره قبل انطلاق المهرجان بشهر واحد، فسعوا إلى تحضير أوراق الفتيات للسفر، وأصرّوا على ذلك.
وكشفت أيضاً عن أنهم عاشوا أجواء رائعة وتلقّوا دعماً واسعاً من الفنانين المصريين الذين شاركوا في المهرجان، على رأسهم يسرا وهنا شيحة، مؤكّدة أن ذلك منحهم دفعة قوية، إضافةً إلى عدم توقعهم الفوز بالجائزة على الإطلاق.
عبّرت رياض عن سعادتها بحفاوة استقبال الوسط الثقافي في مصر بهذا الإنجاز، حيث تلقّوا اتصالاً من وزيرة الثقافة لتهنئتهم، إضافة إلى مكالمات هاتفية من عدد كبير من الفنانين، ومن المُقرّر أن يتمّ تكريمهم في جمعية نقاد السينما الشهر المقبل.
وأشارت أيضاً إلى وجود تعاون قريب بين فريق عمل الفيلم والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.