احتفل الوسط الإعلامي في مصر، أمس، بعام الإذاعة المصرية الـ90، حيث تمّ الإعلان عن إنشاء أول محطة إذاعية مصرية، في العام 1934، بتعليمات من الملك فؤاد، لكن لم يوافق قادة الاحتلال الإنكليزي في مصر وقتها على الفكرة، إلّا بعد تنفيذ شروطهم، وهي أن تخضع لرقابتهم.
لم يقتصر الجلوس أمام ميكروفون الإذاعة على المذيعين والمثقفين، لكن هناك عدداً من نجوم الفن في مصر تركوا بصمة واضحة داخل استديوهات الإذاعة مثلما فعلوا ذلك في عالم الفن، أبرزهم النجمة لبنى عبدالعزيز، التي بدأت في تقديم البرامج الإذاعية قبل دخول مجال الفن، حيث كان عمرها لم يتخطّ السنوات العشر، وأقنعها صديق والدها - بعدما سمعها تلقي الشعر باللغة الإنكليزية ببراعة - بأن تشترك في الركن الأوروبي، وكانت وقتها تخضع الإذاعة المصرية للرقابة من الاحتلال الإنكليزي، وبعد تعلّقها الشديد بالإذاعة أسند إليها تقديم برنامج بعنوان "لولو"، ليتطور اسمه ويصبح "العمة لولو"، ويعدّ أحد أقدم البرامج الإذاعية عبر البرنامج الأوروبي في مصر حتى الوقت الحالي.
الراحل فؤاد المهندس، أحد نجوم الفن البارزين الذين ارتبط الجمهور بصوته في الإذاعة المصرية، حيث قدّم من خلالها واحداً من أشهر برامجها، والذي حظي بشعبية كبيرة بين المستمعين وارتبطوا به عشرات السنوات، وهو برنامج "كلمتين وبس"، حيث كان يذاع في الثامنة صباحاً، وينتقد من خلاله بعض الأوضاع السلبية في مصر، في النواحي كافة، إضافةً إلى العديد من المسلسلات الإذاعية التي كان يقدّمها وتعلّق بها الجمهور.
في السبعينات، قدّمت الفنّانة القديرة سميرة عبدالعزيز والفنان سعد الغزاوي، برنامجاً بعنوان "قال الفيلسوف" من إخراج إسلام فارس، الذي كان يكتب حلقاته أيضاً، وهو عبارة عن حوار يدور بينهما، حول قيم المجتمع المختلفة، منها الرضا والمحبة والصداقة والإخلاص وغيرها، واستمر تقديمه 40 عاماً منذ بث أولى حلقاته عام 1975.
ونظراً لاهتمام الفنانة المصرية الراحلة رجاء الجداوي، بعالم الموضة والمرأة والصحة، أُسندت إليها مهمّة تقديم برنامج إذاعي بعنوان "وإنتو بصحة وسلامة" تناقش من خلاله مشكلات تخص المرأة والصحة، لكن لم تستمر في تقديمه سنوات طويلة كغيرها من النجوم السابقين.
واحد من أشهر المذيعين في الراديو والتلفاز، وهو الراحل سمير صبري، حيث ظل يقدّم برنامجه الإذاعي الشهير "ذكرياتي"، حتى قبل وفاته بأيام قليلة، ويعدّ من أكثر الفنانين تعليقاً بميكروفون الإذاعة، حتى إنه كان يسجّل آخر حلقاته من داخل المستشفى الذي كان يرقد فيه في أيامه الأخيرة.