احتفل الوسط الفني في مصر أمس، بذكرى ميلاد الفنان الكوميدي الراحل يونس شلبي، فهو من مواليد 31 أيار (مايو) العام 1941 بالمنصورة، حيث يُعدّ واحداً من أشهر نجوم الكوميديا، وله أعمال كثيرة لم ينسها الجمهور، لعلّ أبرزها مسرحيتا "العيال كبرت" و"مدرسة المشاغبين".
نجله عمر، كشف في حديث خاص لـ"النهار العربي" عن أبرز ما كان يتميّز به والده وراء الشاشة، حيث قال إن طبيعة شخصيته لم تختلف كثيراً عمّا كان يظهر به للجماهير على خشبة المسرح وعبر شاشات التلفاز، فكان خفيف الظل، محباً للآخرين، ويعشق الأطفال وليس خبيثاً، وكان التعليق الذي يتلقّاه من الجماهير بأنه بريء مثل الأطفال، وهو ما كان ينطبق عليه بالفعل.
ابن الفنان الراحل كشف عن أن علاقة والده كانت طيبة بأصدقائه، وكان أبرز المقرّبين إليه الفنان الراحل سعيد صالح، حيث كانت تربطه به علاقة قوية طول حياتهما، إضافة إلى عدد آخر من نجوم الكوميديا الذين تعلّق بهم، منهم الراحلون: سمير غانم، محمد نجم، ومظهر أبو النجا، وكذلك الزعيم عادل إمام.
كشف عمر عن أن والده كان متعصباً لنادي الزمالك بشكل كبير، فكان الوقت الوحيد الذي يجد فيه والده عصبياً أثناء مشاهدة مباراة للزمالك، ولسوء الحظ لم يرث نجله الوحيد هذا الأمر، ويشجع الأهلي، فكان الصراع بينهما مستمراً بسبب ذلك، حتى وصلت الحال إلى أنه عند هزيمة الزمالك أمام الأهلي لا يصعد المنزل خوفاً من والده.
وأكّد أن الراحل لم يميزه عن إخوته البنات الست، حيث كان هو الوحيد وسطهن، مشيراً إلى أن فكرة تفضيل الصبية على الفتيات لم تكن في قاموسه، على العكس كان يتعامل معهن بشكل أفضل.
ورث عمر من والده صفات عدة، حسب حديثه، أهمها وجود شبه كبير بينهما، كما يجد نفسه تلقائياً يقوم بتعبيراته وحركاته، فضلاً عن أن المحيطين به يخبرونه بأنه يتمتع بخفة ظل كبيرة من والده، ويمتلك الموهبة الفنية أيضاً، وعلى الرغم من ذلك لم يدخل مجال التمثيل، وهو ما كشف عن أسبابه، حيث أوضح أنه يعمل في مجال البنوك والمال، وكان الزعيم قد عرض عليه الظهور في عمل فني كبير، لكن الظروف وقتها لم تسمح له بذلك، وانشغل في حياته العملية.
عاش الفنان الراحل سنواته الأخيرة بين آلام المرض، وسافر خارج مصر أكثر من مرّة لتلقّي العلاج... كواليس تلك الفترة كشف عنها نجله، حيث قال إن صحته تدهورت بعد وفاة والدته، حيث كان شديد التعلّق بها، وعندما كان يقدّم أحد عروضه المسرحية، تلقّى خبر وفاتها، لكنه أصرّ على الظهور للجمهور، رغم حالة الحزن التي سيطرت عليه، وبعد انتهاء العرض، أعلن مظهر أبو النجا، الذي كان يشاركه البطولة، عن نبأ وفاة والدته ليدخل في نوبة بكاء شديدة على المسرح، ومنذ ذلك الحين تدهورت صحته بشكل كبير.
في نهاية الحديث، كشف ابن يونس شلبي عن سرّ رفضه تلقيّه العلاج على نفقة الدولة، حيث قال إن والده تكفّل بمصاريف علاجه بنسبة 95 بالمئة، رغم أنه كان يسافر خارج مصر للعلاج، ووصل الأمر إلى تلقّيه مكالمة من الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، ليعرض عليه العلاج على نفقة الدولة، لكنه رفض، وكان دافعه وجود أشخاص غيره يستحقون ذلك.