سارة سلامة
ينتقي الممثل اللبناني جهاد الأندري تفاصيل مشواره بعناية ويدقق ويهتم بكل جزء منه، حتى في طريقة كلامه الموزون والمنطقي يروي الكثير عن احترامه لذاته ولتاريخه الفني. هو الآن يكتب كثيراً، ورغم غيابه عن الساحة اللبنانية إلّا أنه منفتح لأي تجربة تعزز وجوده.
المتابع لمسيرته يرى حقاً كم هو فنان مسرحي، تتجلّى أدواته في أي دور تفرض نفسها، سواءً بفيلم سينما أو مسلسل درامي أو على المسرح الفعلي من الصوت وردات الفعل وتقمّصه الشخصية إلى الحدّ الأقصى.
بعد فترة غياب عن الساحة اللبنانية ربما تجاوزت الـ 5 سنوات، التقى "النهار العربي" بالأندري في الإمارات العربية المتحدة حيث يعمل شغفاً بالفن ويتطلع للمزيد.
في حياته العادية ودود لا يبخل في تقديم النصيحة للجميع، يجلس في زاويته مبتعداً عن منصات "السوشيال ميديا" التي أرهقت الفنانين في هذا العصر، له موقفه منها ويرى أن الفنان وظيفته أكبر من أن يطل على جمهوره ويخاطبهم بقميص النوم!
ليس لك وجود على "السوشيال ميديا"، لماذا؟
أرى أن العمل هو من يوصل الفنان للناس، بالطبع موقفي ليس سلبياً تجاهها، ولكن في الوقت نفسه ليس إيجابياً، والمهمّ أن الأعمال التي أشارك فيها يستطيع الجميع مشاهدتها من خلال تطبيق "يوتيوب".
ألا ترى أن اقصاءك لها بحدّ ذاته موقف سلبي؟
شخصيتي لا تميل أو تنتمي إلى مدرسة التهكّم ومدرسة استسهال وتسطيح ذهن المتلقّي، ولا أميل إلى لقاءات تهدف إلى تسمية الناس والتشهير بصورهم وسمعتهم.
لا أعتقد أن الخطاب الفني يتمّ بهذا الشكل، وأنا كفنان اعتبر نفسي مسؤولاً مثل المنتج والمخرج، لتقديم المشهد الإبداعي في الساحة الفنية، وتكمن وظيفتنا في نقل الصورة أو التحريض الإيجابي.
لا تكترث بأهمية "السوشيال ميديا" للفنان في هذا الوقت!!
لا شك أن التكنولوجيا في هذا العصر غيّرت الكثير من المعايير، واتوقع أنها تحتاج إلى وقت حتى تنضج وتأخذ مكانها، وليس كل الذين يستخدمون "السوشيال ميديا" يعرفون قيمتها، ولا أتوقع أنها تنحصر فقط بإطلالة الفنان مثلاً صباحا على "فانزاته"!!.
كيف ترى الأعمال المستنسخة عن الأعمال التركية، وهل ممكن أن نراك فيها؟
لم يسنح لي الوقت متابعة أي منها، ولكن ليس لديّ مشكلة مع الدراما المشتركة، ولا أفضل تسميتها الدراما المستنسخة، بل نستطيع القول عنها الدراما المقتبسة، بما يتلاءم مع المجتمع الذي يستضيفها، لأن مهمّة الدراما تحريضية تغييرية أو نقل صورة الواقع، أما المستنسخة فهي لا تعبّر عن واقع بلاد الشام.
وبالتأكيد، ممكن أن أكون موجوداً فيها إذا عُرض عليّ دور يتناسب مع تطلعاتي.
كيف ترى الأعمال التي تُقدّم على الساحة اللبنانية؟
أنا جزء من هذه الدراما، إذا نجحت سأنجح وإذا فشلت سأفشل، وأرى أن جميع المحاولات مهمّة، وربما أكثر ما تحتاجه الدراما اللبنانية هو النص الجيد، والخروج قليلاً من التركيز على الشكل والتجميل، لأن الكاميرا لا تبحث فقط عن الوجوه والشفاه الممتلئة، أو ديكور المنازل الفخمة. هي مسألة إعادة النظر حتى تشمل جميع زوايا الحياة في مجتمعنا.
منذ عامين غائب عن الساحة الفنية، ولبنانياً لك ما يقارب 5 سنوات.. هل تحضّر شيئاً حالياً؟
شاركت في مسلسل إماراتي اسمه "60 يوم"، ومسلسل 10 حلقات اسمه "راكان" سعودي إماراتي لبناني، واكتب فيلماً بعنوان"موعد مع الضوء" من خلال سجين يلتقي كل يوم بالضوء من زنزانته.
وصورت مسلسلاً من تأليفي اسمه "سراب للإيجار" مع شركة "MAP برودكشن" وإخراج نويل باسيل.
وشاركت في فيلم سينمائي نلت عليه 16 جائزة اسمه "لحظة" في عام 2020، وشاركت بطولة فيلم see you tomorrow يُعرض الآن في شيكاغو.
عمّا تبحث في هذه المرحلة؟
أبحث عن تجربة كبيرة أوقّعها مع مخرج أو منتج أو كاتب. أدقّق كثيراً في الورق لأنني إذا لم أتقدّم إلى الأمام لا أرغب في إلغاء ما كنت قد قدّمته. أحترم الأعمال التي شاركت فيها، والناس الذين اشتغلت معهم كانوا بديعين في لبنان والعالم العربي، مثل المخرج السوري نجدة أنزور، الذي له الفضل الأكبر في دخولي الدراما السورية، وايضاً اشتغلت مع رامي حنا والليث حجو ومحمد الشيخ نجيب، لذلك إذا لم يكن العمل على المستوى المطلوب فلن أشارك فيه.