نهى العمروسي، واحدة من فنانات مصر اللاتي ابتعدن بشكل مفاجئ عن الساحة الفنية، بعد سلسلة طويلة من النجاحات من خلال مشاركتها في العديد من الأفلام والمسلسلات، تعاونت فيها مع كبار النجوم والكتّاب والمخرجين، فكانت بدايتها من خلال فيلم "حدوتة مصرية" مع المخرج الراحل يوسف شاهين، ثم توالت أعمالها، أبرزها "شمس الزناتي" مع الزعيم عادل إمام، و"حلق حوش" مع الفنانة ليلى علوي.
العمروسي، تحدثت لـ"النهار العربي" عن سبب غيابها المفاجئ رغم تألّقها في الأعمال التي ظهرت فيها، وأصبحت شخصية فنية ميّزتها عن غيرها من فنانات جيلها، فأكّدت في البداية أنها لم تعتزل التمثيل حسبما يعتقد البعض، لكن لم تُعرض عليها مشاريع فنية منذ فترة كغيرها من باقي نجمات جيلها، مشيرةً إلى أنها ابتعدت عن الساحة الفنية، ولم تعد متابعة لأبرز أحداثها، فاختارت أن تعيش حياة هادئة.
حرصت الفنانة المصرية على التمسّك بمبادئها والحفاظ على كرامتها، فحسبما صرّحت، عُرضت عليها المشاركة في أفلام فيها أدوار إغراء لكنها رفضتها، رغم أن ذلك قد يضعها في مكانة ثانية، وتحقّق انتشاراً كبيراً، لكنها فضّلت الحفاظ على مبادئها ورفض تلك الأعمال، حتى وإن كان ذلك سيتسبّب في قلة ظهورها، مشيرةً إلى أنها قدّمت دور إغراء في فيلم "حلق حوش" لكونها كانت تظهر بشخصية راقصة، لكن لا يعني ذلك أن يتمّ حصرها في هذه الأدوار.
رفضت العمروسي فكرة مخاطبة شركات الإنتاج من أجل توفير فرص عمل لها، حيث أكّدت أن كرامتها لا تسمح، حيث ترى أن ذلك قد يقلّل من قيمتها الفنية، لكن لا يعني أن من يفعلون ذلك مخطئون، ولكن ربما دفعتهم ظروفهم الاجتماعية والمادية الصعبة إلى ذلك، فليس صحيحاً أن تهاجمهم أو تنتقد تصرفهم، كما أكّدت أنها تشعر بالفرح عندما ترى أبناء جيلها يعودون للظهور بعد غياب سنوات.
لم توجّه العمروسي اللوم لنقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي، بسبب عدم توفير فرص عمل لها، مثل بعض الفنانين، مؤكّدةً أنه ليس دوره توزيع الأعمال على الممثلين، ولكن الأمر كله في يد شركات الإنتاج والمخرجين، وحالياً أصبح نجم العمل يتدخّل أيضاً لتوزيع الأدوار.
كشفت العمروسي، عن أن علاقتها بمواقع التواصل ليست جيّدة، فلم تفكر يوماً في اللجوء إليها لتحقيق مكاسب مادية، وليس شرطاً أن يسير الفنان وراء الجميع ويفعل مثلهم، لذلك لا تتابع ما يدور فيها، ولا ترغب في أن تكون من المتفاعلين معها، وتحب حالة الهدوء التي تعيشها.
كثيرٌ من الفنانين اتجهوا حالياً لافتتاح مشاريع تجارية خاصة بهم بعيداً من الفن، حتى لا يقعوا تحت تأثير غدر مهنة الفن بهم، وكي يجدوا مصدراً للرزق في ما بعد، وهو ما شجعته العمروسي، لكنها لم تفكر في الأمر بسبب عدم درايتها بالأمور التجارية، وبالتالي لم تلجأ لافتتاح أي مشروع خاص بها يعوّضها أزمة غيابها عن الجمهور.
في نهاية حديثها، كشفت عن أنها اشتاقت للجمهور وتهوى الوقوف أمام الكاميرا، ومن المؤكّد أن غيابها عنهم أثّر بها نفسياً، لكن لديها حالة من الرضا، مؤكّدةً أن العودة للفنانين الغائبين سيصبّ في مصلحة شركات الإنتاج والجمهور، لإيجاد حالة من التنوع بين الوجوه، وعدم اقتصار الأعمال الفنية على عدد محدود من الفنانين.