تصدّر اسم المخرج المصري الكبير محمد فاضل ترند مواقع التواصل، بعدما حل ضيفاً على أحد البرامج التلفزيونية ووجّه من خلاله نصيحة إلى كُتاب السيناريو والدراما، بقراءة القرآن الكريم، وبخاصة السور القصصية للتعلم كيف تتم كتابة القصة الدرامية، مشيراً إلى أنّه مليء بالحكايات التي توضّح مفهوم الدراما المقدسة.
تلك التصريحات لاقت انتقاداً من جانب عدد من مستخدمي مواقع التواصل، ممن أكدوا ضرورة احترامه الكتب السماوية، وعدم مقارنتها بالأعمال الفنية، أو نصح المؤلفين بتقليدها، واستخدامها من أجل صناعة أعمال فنية، فكان حديثه وتشبيهاته بالنسبة إليهم غير موفقة هذه المرة رغم مكانته الأدبية والفنية الكبيرة وتقديمه العديد من الأعمال الدينية والدرامية الناجحة.
فاضل أوضح مقصود حديثه في تصريحات خاصة لـ"النهار العربي"، إذ أكّد أنه من المنطقي ألا يشبّه القرآن الكريم بالأعمال الفنية، لكن الهدف مما ذكره هو تأكيد أن القصة التي يقدمها الكاتب للجمهور، لا ينبغي أن تمر مرور الكرام عليهم ولا بدّ أن تكون ذات رسالة مهمة وعظة، وإلا فسيكون لا دور ولا أهمية لها، واستشهد بخير مثال على ذلك، وهو قصص القرآن الكريم مثل سورة سيدنا يوسف التي تم تقديم أهدافها في صورة قصة، ومن بين تلك الأهداف الصبر وعدم فقدان الثقة في الله.
استكمل المخرج المصري حديثه بأنه إذا كان الجمهور يفهم أن الهدف من تقديم رسائل وقصص القرآن الكريم، هو التقليل من شأن الكتاب المقدس، فلماذا سمحوا بعرض فيلم "أهل الكهف"؟ متسائلاً: هل معنى ذلك أنه كان من المفترض أن تتم إقامة الحد على الكاتب الراحل توفيق الحكيم؟
يرى فاضل أنّ فكرة تجسيد قصص الأنبياء في الأعمال الفنية العربية، تحتاج إلى جرأة وتخطي مرحلة التحديات، نظراً لأن الجمهور البسيط والجيل الحالي في حاجة إلى معرفتها حتى وإن كانت في شكل درامي هادف يتبع القواعد الصحيحة لتقديم مثل هذه النوعية من الأعمال.
كشف أيضاً عن أنه قدّم قصة دينية من خلال مسلسل كوميدي هو "صيام صيام"، الذي عُرض في عام 1980، وتحدث من خلاله عن فريضة الصوم ولكن في صورة كوميدية مبسطة وقريبة من الجمهور، فليس معنى ذلك سخريته من تلك الفريضة.
في نهاية حديثه أكد أنه لا يلتفت لمثل هذه الانتقادات السلبية غير الواعية والتي خرجت من منطلق المزايدة، فهو لا يقبل سوى الآراء المنطقية التي تطرح أسباباً معقولة للاعتراض على حديث الآخرين، لكنه وصف من اتهموه بالتقليل من القرآن الكريم بالجهلاء.