حرصت إدارة النسخة الـ50 من مهرجان جمعية الفيلم في مصر على تكريم اسم الفنانة الراحلة هند رستم، باعتبارها من رواد السينما، وقدّمت العديد من الأفلام التي مثلت من خلالها دولتها في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية طول حياتها.
ابنتها السيدة بسنت رضا، ابنة المخرج الكبير حسن رضا، تسلّمت الجائزة، وسط ترحيب وتصفيق من الحضور تكريماً لها واعتزازاً بتاريخ والدتها السينمائي.
بسنت قالت في تصريحات خاصة لـ"النهار العربي" إنها تشعر بالفخر لكونها ابنة هند رستم، وتسعد عندما يحرص المسؤولون عن المهرجانات الفنية في مصر ومختلف دول العالم على تكريمها رغم رحيلها منذ سنوات طويلة.
وكشفت عن موقفها من الفنانات والفتيات اللاتي يحاولن تقليد والدتها، إذ أوضحت أن لكل إنسان شخصية ميّزه بها الله عن الآخرين، وما كانت تظهر به على الشاشة يمثل شخصيتها في الواقع، من الأنوثة والرقة وخفة الظل، وفي الوقت نفسه تتمتع بقوة شديدة، لذلك صنعت لنفسها شخصية من الصعب أن يتمّ تقليدها، حتى في أدوار الفتاة الشعبية التي تألّقت بها، حافظت على تلك الشخصية المتميزة.
لا تزال ابنة هند رستم عند رفضها تجسيد السيرة الذاتية لوالدتها في أي عمل فني، وذلك تخوفاً من تشويهها مثلما حدث مع كبار النجوم الراحلين، وتسبّب ذلك في توريط أسرهم وتزييف الحقائق، فضلاً عن أنها مصرّة على احترام رغبة والدتها، التي تلقّت قبل وفاتها العديد من العروض لتنفيذ ذلك، إلّا أنها رفضتها، والحال نفسها معها، حيث ترفض أي عرض حتى وإن كان من جهات إنتاجية كبيرة، حفاظاً على تاريخها الفني وسيرتها الطيبة بين الجمهور.
هند رستم، اسمها الحقيقي ناريمان حسين مراد، ولُقّبت من قبل النقاد "ملكة الإغراء" و"مارلين مونرو الشرق". يرجع دخولها مجال التمثيل إلى الصدفة، التى جعلتها تذهب مع صديقة لها إلى أحد مكاتب الإنتاج المعروفة لتجري اختبارات التمثيل لاختيار مجموعة من الوجوه الجديدة للمشاركة في فيلم "أزهار وأشواك" عام 1947، لكن أُعجب بها المخرج حلمي رفلة حينها وأعطاها دوراً صغيراً، ثم انطلقت وتألّقت في مشوارها الفني، حيث قدّمت ما يصل إلى 100 من أشهر أفلام السينما المصرية، وفي عام 1979 انتهت مسيرتها الفنية، حيث اعتزلت وهي في عز نجوميتها، وابتعدت عن الساحة الفنية، إلى أن توفيت في العام 2011.