النهار

مسرحيّة "معمول" انتفاضة فنيّة لدراما الحياة
المصدر: النهار العربي
في إطار فني مسرحي، قرّر كل من كريم شبلي وسارا عبدو الانتفاضة ضد عادات وتقاليد لا بدّ من رفضها وأخرى لا بدّ من التمسك بها...
مسرحيّة "معمول" انتفاضة فنيّة لدراما الحياة
مسرحية "معمول"
A+   A-
كاتيا سعد
 
في إطار فني مسرحي، قرّر كل من كريم شبلي وسارا عبدو الانتفاضة ضد عادات وتقاليد لا بدّ من رفضها وأخرى لا بدّ من التمسك بها، منها الذي يحمل اسم المسرحية "معمول". وفي حديث لـ"النهار العربي"، يؤكد الكاتبان والمخرجان كريم وسارا أن المسرحية عبارة عن مجهود ذاتي و"استثمرنا بكل شيء لدينا ووقتنا وجهدنا لنخلق الفرصة بأيدينا". 4 شخصيات رئيسية وعنصر خامس مفاجئ تروي حكاية معمول، هم سارا عبدو وهيام أبو شديد وجوزيف آصاف وسينتيا كرم وندى أبو فرحات، وأجمل ما يميز العمل كمية الحب الموجودة في الفريق، والمسار الذي ساروا به كعائلة قبل الصعود بها إلى العروض.
 
 
الغضب في عمل فني
إن الغضب الذي يشعر به كريم شبلي وسارا عبدو، ترجماه من خلال كتابة مسرحية معمول. وتؤكد سارا أنه ضمنياً عندما باشرا بالكتابة، حاولا تسليط الضوء من خلال الشخصيات على مواضيع مختلفة، لكن الموضوع الأساسي هي العلاقات الإنسانية، وكيف أن كل شخص يبحث عن السعادة بطريقته، وفي الوقت نفسه هناك هروب من الوحدة. وخلال الإطار الزمني بالمسرحية، نرى كيف أنّ قراراتنا والبحث عن السعادة قد يتأثران بمسار ورأي غيرنا.
 
انطلق العمل المسرحي من خلال فكرة يرغب الكاتب بالتعبير عنها، والتعبير عن وجع وقصص نعيشها يومياً أو نسمع عنها. لكن "حاولنا أن نحوّل غضبنا إلى عمل مسرحي من خلال قصة، تجعلنا نأخذ قرارات حاسمة تجاه هذه العادات.. ولا نقدّمها وكأنها وعظة أو خطاب"، على حدّ قول كريم.
 
وترافق اختلاف المواضيع مع اختلاف أعمار الشخصيات، لأنه مع اختلاف العمر تختلف الخبرات الحياتية. وهو ما يؤثر على طريقة التركيبة، لنسمع مختلف وجهات النظر بحبكة بسيطة بين هذه الشخصيات. وبداية كانت سينتيا كرم على علم بالمسرحية، ليتمّ في ما بعد اختيار الممثلين الباقين، وعليه تمّ تنقيح النص، وإضافة بصمات من كل شخص و"تمكنا من تغذية النص من قصص سمعناهم عم يحكوا عنها، وإن ليست تجاربهم الخاصة". وتبادل الأفكار هو ما يميّز المسرحية وسرّ نجاحها كما تنوّه سارا، وتضيف: "نحنا عم نتسلى.. وأحلى شي هو المسار مع الممثلين وخلال التمارين والقراءات قبل الصعود إلى المسرح".
 
"نحن بالفعل نعيش كعائلة" كما يشير كريم. وهذا الحب والاهتمام والتكامل الذي يجمع بين الشخصيات، هو ما ينعكس إيجاباً في العمل ويعطيه حقه، وبالتالي يصل إلى الجمهور الذي بدوره يقول "مش معقول كمية الحب في ما بينكم على المسرح".
 
صحيح أنّ إقبال الجمهور وحبه للمسرحية والحديث عنها هو معيار نجاحها، خاصة بغياب الدعاية الإعلامية والإعلانية بسبب نقص الإمكانات المادية، لكن ما هو معيار النجاح بحسب كتّابها؟ إنّ التمكّن من القيام بمسرحية مع ممثلين، كنت أحلم بالعمل معهم هو النجاح بحدّ ذاته بالنسبة لسارا عبدو، و"على قدر إيماننا بما نقوم به، ومحبتهم لنا تمكنا من إنجاز العمل.. وهذا يجزم فكرة النجاح". ليكون النجاح الذي يأتي من بعد ذلك هو "نتيجة وهو قيمة مضافة".
 
من جهته، يرى كريم شبلي أن النجاح هو أولاً بكمية الذكريات التي نحملها معنا عند نهاية العمل والعلاقة مع الفريق. ثم تأتي عناصر أخرى، منها إقبال الجمهور ورأي النقاد والصحافيين ومن يعملون في المجال.
 
 
الفن حاجة وتعبير
هذا التمسك بكواليس العمل والقدرة على إنجازه، ينبع من المجازفة والمغامرة التي قامت بها سارا وكريم. هما متمسّكان بالفن المباشر وخلق هوية، للتعبير عن الذات من خلال الكتابة. تعتبر سارا أنّ الفن هو حاجة، خاصة بعد الأحداث الأمنية والاقتصادية التي عاشها لبنان، و"ما نقوم به جريء وانتفاضة فنية". لكن هو أيضاً "عزم منا أن نعمل ما يشبهنا، وألا ننتظر أحداً ليخلق لنا فرصاً" كما يراه كريم.
 
ويطمح الثنائي الذي سبق وعملا على مسرحية "غمض عين فتح عين"، والتي عرضت في لبنان ودبي، أن تصل هذه المسرحية إلى الخارج و"تصل أفكارنا وأعمالنا لأكبر عدد من المغتربين.. فالمواضيع تمسّ كل الشعوب، ولكن بالتحديد اللبنانيين".
 
 
فن في بلد مش عارف وين رايح..
إنّ مسرحية "معمول" هي كوميدية "ثقيلة"، لأنها تحتوي "دراما الحياة" وهذا ما يستقطب جمهوراً أكبر ليسمعوا الحقيقة، خاصة أنها تسلط الضوء على قضايا إنسانية "ونحن نكتب، نفكر بجمهورنا على مختلف أعمارهم.. ونفكر لو نحن كنا جمهوراً شو ع بالنا نحضر. لا نريد أن نكون فقط سلعة نبغي الربح، ونقدم للجمهور ما يريد ولكن أن نكون نحن كفنانين وكتّاب نوصل آراءنا وأفكارنا وكلماتنا".
 
لكن ما هي التحديات التي واجهتهما؟ يتحدث كريم عن عدم وجود عدد كاف من المسارح لاستقبال كل العروض. لكن التحدي الأكبر هو "أننا نضع كل ما لدينا لنستثمر بهذا العمل.. خاصة وإنو عم تخلقي فن ببلد مش عارف وين رايح"، على حدّ قول سارا.
 
هذا بالإضافة إلى تحديات أخرى منها: المشكلات الإنتاجية من حيث ارتفاع سعر إيجار المسرح وتكاليف العرض؛ عدم استقرار البلد واحتمال أن يحدث أي شيء يؤدي إلى إقفال البلد، و"كوننا عم نخلق اسم جديد ككتّاب ومخرجين.. التحدي الكبير انو نترك انطباع وانو في دم جديد".
 
مسرحية "معمول"، تُعرض على مسرح "دوار الشمس" من 9 تمّوز (يوليو) لغاية 21 منه. وتُباع البطاقات في مكتبة "أنطوان" وشباك تذاكر.
 
 

اقرأ في النهار Premium