النهار

تجاوزات أطباء المشاهير في هوليوود إلى الواجهة بعد تطورات قضية وفاة ماثيو بيري
المصدر: "النهار"
تسلّط وفاة نجم مسلسل "فريندز" ماثيو بيري، والتوقيفات التي حصلت في إطارها هذا الأسبوع، الضوء على العلاقات السامّة التي تربط بعض مشاهير هوليوود بالأطباء المسؤولين عن إدارة إدمانهم.
تجاوزات أطباء المشاهير في هوليوود إلى الواجهة بعد تطورات قضية وفاة ماثيو بيري
ماثيو بيري
A+   A-
تسلّط وفاة نجم مسلسل "فريندز" ماثيو بيري، والتوقيفات التي حصلت في إطارها هذا الأسبوع، الضوء على العلاقات السامّة التي تربط بعض مشاهير هوليوود بالأطباء المسؤولين عن إدارة إدمانهم.

فقد توفّي بيري عن عمر ناهز الـ54 عاماً في تشرين الأول 2023، بعد العثور عليه غارقاً في حوض الاستحمام الساخن في منزله بلوس أنجلوس. وفي كانون الأول 2023، كشف مكتب الفحص الطبي في لوس أنجلوس عن أن بيري توفّي بسبب "الآثار الحادة للكيتامين".

هذه المادة المخدّرة التي يُحوَّر استخدامها أحيانا لأغراض التحفيز أو النشوة، كان يأخذها الممثل تحت إشراف طبيّ كجزء من جلسات العلاج للاكتئاب.

ولكن عندما رُفض طلبه بزيادة الجرعة، وقع الممثل في الإدمان في خريف عام 2023، وفق مكتب المدعي العام الفيديرالي، ولجأ إلى تجّار وأطباء لا يلتزمون بالضوابط المعمول بها في هذا المجال.


في هذا الشأن، تقول "آن ميلغرام" من وكالة مكافحة المخدرات الفيديرالية إن وفاة ماثيو بيري سببها طبيبان "متفلّتان من أيّ ضوابط". وندّدت بـ"استغلال" الممثل من جانب سلفادور بلاسينسيا، ومارك تشافيز، اللذين "انتهكا قسم" أبقراط، وهو نصّ يقسمه الأطباء قبل مزاولة المهنة.

والطبيبان المتورطان في وفاة بيري، هما د. سلفادور بلاسينسيا "د. ب" (طبيب مرخص من قبل إدارة مكافحة المخدرات، لصرف وإدارة ووصف المخدرات والموادّ الأخرى الخاضعة للرقابة لأغراض طبية مشروعة فقط)، ود. مارك شافيز (طبيب مرخص ومصرح له من إدارة مكافحة المخدرات، لصرف وإدارة ووصف المخدرات والموادّ الأخرى الخاضعة للرقابة لأغراض طبية مشروعة فقط)، بالتعاون مع كينيث إيواماسا (المساعد الشخصي لـ بيري)، و"ملكة الكيتامين" جاسفين سانغا (موردة مزعومة للمخدرات تتعامل مع المشاهير وتعمل من منزلها، الذي يطلق عليه اسم "Sangha Stash House")، بالإضافة إلى إريك فليمنج (تاجر مخدرات مزعوم ووسيط مزعوم بين سانغا وبيري عن طريق إيواماسا).

وعلى الرغم من طابعها الصادم، ليست هذه القضية بالأمر الجديد، إذ سبق أن أدين طبيب مايكل جاكسون في عام 2011 بالقتل غير العمد، لأنه أعطى نجم البوب الراحل جرعة مميتة من مخدّر جراحيّ قويّ.

وقد توفّي العديد من النجوم بعد تناول موادّ مسموح بها قانوناً، استحصلوا عليها من متخصّصين في مجال الصحّة: أبرزهم إلفيس بريسلي ومارلين مونرو وبرينس.

ويقول هاري نيلسون، محام من لوس أنجلوس، متخصص في الشؤون الصحية، لوكالة "فرانس برس" إن "القواعد تُنتهَك مع المشاهير، وهذا يؤدي باستمرار إلى مآس"، مضيفاً "هذا جنون!".

وفي حالة ماثيو بيري، كان الطبيب بلاسينسيا يستحصل على مادة الكيتامين من زميله تشافيز، بحسب الادعاء. وكانت العبوات التي تبلغ قيمتها 12 دولاراً، تباع للنجم بمبلغ يصل إلى ألفَي دولار.

ولفت التحقيق إلى أن المتورّطين في المخطط حاولوا الاستفادة من قضايا تعاطي المخدرات المعروفة لدى بيري. ويُزعم أن أحد الأطباء، سلفادور بلاسينسيا، كتب في رسالة نصية: "أتساءل كم سيدفع هذا المعتوه".


ووفقاً للائحة الاتهام، قام بلاسنسيا (42 عاماً) بتزويد بيري بالكيتامين "خارج المسار المعتاد للممارسة المهنية، ومن دون غرض طبي مشروع".

وتقول لائحة اتهام الشرطة إنه قام أيضاً بتعليم إيواماسا كيفية حقن بيري بالكيتامين من دون إجراءات السلامة والمراقبة المناسبة.

وفي الأيام الأربعة التي سبقت وفاته، أعطى إيواماسا بيري ما لا يقلّ عن 27 جرعة من الكيتامين، حسبما أكّد ممثلو الادعاء.


وقال ممثلو الادعاء، إنه فعل ذلك حتى بعد أن تسبّبت جرعة كبيرة من الكيتامين في وقت سابق من ذلك الشهر بـ"تجميد" بيري، ممّا دفع بلاسينسيا إلى تقديم نصيحة بعدم تناول جرعة مماثلة في المستقبل.


ويشير المحامي إلى أن "النجوم يحتاجون حقاً إلى حماية خصوصيتهم، إذ إن ذهابهم إلى الطبيب للحصول على وصفة طبية، ثم إلى الصيدلية للحصول على الدواء أمر غير وارد في ظلّ ملاحقتهم من جانب المصوّرين بشكل يوميّ".

لكن بعض الأطباء قد ينجرفون بعد ذلك في "سحر وإثارة" العلاقة مع مريض مشهور، والذي قد يكون متطلّباً للغاية. وفي بعض الأحيان، ينغمس الأطباء في هذا المسار رغبة منهم في "الإبقاء على العلاقة الطيبة" مع النجم المعنيّ، حتى لو كان ذلك "يتعارض" مع حكمهم الطبيّ.

ويصف نيلسون، الذي تدخّل في عشرات القضايا المأسوية المرتبطة بالنجوم، هذه العلاقة بأنها "فخّ لكلّ من المريض المشهور والطبيب".

"مخدر للحفلات"

وبفعل تسببه بالهلوسة والانفصال على الواقع، كان الكيتامين شائعاً بين أوساط النخبة في كاليفورنيا باعتباره "مخدراً للحفلات" منذ أكثر من عشرين عاماً.

في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، "تولّى عدد قليل من الأطباء في لوس أنجلوس تيسير هذه الحفلات، حيث كان الجميع يتلقون حقن الكيتامين في منزل أحد المشاهير، في ماليبو، على الشاطئ"، وفق نيلسون.

وحاولت نقابة الأطباء التصدّي لهذه الممارسات، وسحبت تراخيص الأطباء المتورطين في بعض هذه الحالات.

أما اليوم، فيُستخدم الكيتامين بشكل قانوني بشكل متزايد لعلاج الاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. وتضمّ كاليفورنيا عيادات خاصة تتقاضى مبالغ طائلة من عملاء مشهورين، بحسب المحامي.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium