نالت الممثلتان جوليان مور وتيلدا سوينتون أعلى مدة تصفيق في مهرجان البندقية السينمائي بنسخته الحالية حتى الآن، إذ وقف جمهور فيلم The Room Next Door (الغرفة المجاورة) وصفّق وهتف مدة تتراوح بين 17 و18 دقيقة متواصلة.
ولفّت سوينتون ذراعيها حول مور، كما صفّق المخرج بيدرو ألمودوفار أيضاً للممثلين، قبل أن تستدير سوينتون لمواجهة الجانب الآخر من الجمهور، وتنفخ قبلة وتضع يدها على صدرها لإظهار تقديرها.
وبحسب موقع Variety، شوهد ألمودوفار وهو يوقّع على التذكارات ويلتقط صوراً ذاتية مع المعجبين بعد مرور 14 دقيقة تقريباً من التصفيق الحار.
وتصدّر "الغرفة المجاورة" قائمة الأفلام الأعلى تصفيقاً في النسخة 72 من المهرجان الدولي، متفوقاً على ما حصلت عليه أفلام The Brutalist (12 دقيقة)، وJoker: Folie à Deux (11 دقيقة)، وI’m Still Here (10 دقائق)، وQueer (9 دقائق)، وBaby Invasion (8.5 دقائق)، وMaria (8 دقائق)، وHarvest (7.8 دقائق)، وThe Order (7 دقائق)، وBabygirl (6.8 دقائق)، وWolfs (4 دقائق)، وBeetlejuice Beetlejuice (3.8 دقيقة).
وفق ملخص الفيلم، تلعب مور دور "إنغريد" إلى جانب "مارثا" التي تلعب دورها سوينتون. ويعود الثنائي، اللذان عملا معًا في مجلة في نيويورك في الجزء الأول من حياتهما المهنية، للتواصل "في موقف متطرّف ولكنه لطيف بشكل غريب"، بعد أن أصبحت "إنغريد" مؤلفة من أكثر المؤلفين مبيعاً، إذ واصلت مسيرتها لتصبح روائية ذاتية، بينما تعاني" مارثا" التي أصبحت مراسلة حربية، من السرطان.
التصفيقات لا تعني الجودة!
وفي مقابل التصفيقات التي باتت شائعة في دائرة المهرجانات السينمائية الدولية، بعدما كانت لا تأتي إلّا بشق الأنفس، تصاعدت موجة مضادة ترى أنها فقدت أي تأثير حقيقي من ناحية القيمة والجودة الفنية، وربطتها أكثر بالجوانب الترويجية والتسويقية والتجارية.
وأكّد أحد المصادر في إحدى وكالات المبيعات الأوروبية لصحيفة "غارديان" البريطانية: "أصبحت مدة التصفيق الدائم في طريقة غير رسمية لقياس معدل الموافقة. بالطبع، لا شيء مضموناً ولا يعني التصفيق بالضرورة المبيعات أو الجوائز، لكنه يصبح شيئاً إيجابياً كمقياس بديل".
وقال كينت ساندرسون، رئيس شركة توزيع الأفلام المستقلة الأميركية Bleecker Street: "إنها آلة ذاتية التجديد بين المهرجان والحرفيين في الولايات المتحدة والجمهور".
وأشار باري هيرتز، محرر الأفلام والناقد في صحيفة "غلوب آند ميل" الكندية، إلى أن "التصفيق الحار يحدث لأن الجمهور يعرف أو وُعد بأن الموهبة موجودة في الغرفة، وأنهم يُظهرون هذا الحب للأشخاص الذين هم في مرمى بصرهم".
وأضاف: "لكن التصفيق الحار أصبح الآن في خطر تحوّله إلى نظام جديد لتصنيف النجوم. فبدلاً من حصول الفيلم على أربع نجوم، يحصل على 10 دقائق من التصفيق الحار. لم تصل أقسام التسويق بعد إلى مرحلة وضع تحية الوقوف لمدة 20 دقيقة في أعلى الملصق، لكن الأمر بدأ يقترب".
ومع اقتراب "مهرجان البندقية السينمائي" من نهايته يوم السبت المقبل، هل يتمكن فيلم جديد من التفوق على The Room Next Door بمدة التصفيق؟! ولكن ما أهمية السؤال، إذا كان التصفيق الدائم الذي كان ذات يوم علامة على حماس استثنائي من الجمهور، أصبح متوقعاً الآن في نهاية أي عرض!