بعد النجاح الذي حقّقه فيلم "غينسبور: حياة بطوليّة" للمخرج جوان سفار عام 2010، والذي جسّد فيه إيريك إلموسنينو شخصيّة المغنّي وكاتب الأغاني الأسطوري، يعود غينسبور مرّة جديدة إلى الشاشة عبر وثائقيّ يستند إلى مقابلة أجريت معه قبل وفاته بعامين، مع المجلة الثقافيّة الفرنسيّة "ليزانروكوتيبل" عام 1989، فيما موعد الإصدار لم يُعلن بعد.
يرصد "غينسبور: شارع فيرنوي" حياة موسيقيّ تميزت مسيرته بالفضائح والعلاقات العاطفيّة المضطربة والمتوتّرة، والتي جذبت الكثير من اهتمام الإعلام إلى هذه الشخصيّة الباريسيّة الشهيرة التي رحلت عام 1991 عن عمر ناهز 62 عاماً.
الفيلم من تأليف جيل كايات ودانييلا دي فيليس وإخراج كايات، بينما تولّى سيريل هوپلان دور المخرج الفني. ويمتدّ تاريخ المشروع الطويل إلى أواخر العقد الأول من الألفيّة الثانية، حين التقت منجة العمل كارول ميرابيلو بالصحافي الفرنسي كريستيان فيفره، الذي أجرى في عام 1989 مقابلة حميمية مع غينسبور.
(سيريل هوپلان)
في هذا الحوار الطويل، تحدّث المغنّي عن طفولته والحرب العالمية الثانية ومعاداة السامية، بالإضافة إلى علاقته بالفن والشهرة. وتضمّنت أشرطة المقابلة أكثر من 11 ساعة، وشملت عدداً من "التأمّلات الداخليّة الحسّاسة" التي لم تُنشر من قبل، مما شكّل التحدّي الأكبر أمام هوپلان، الذي أراد العثور على "أسلوب بصري ومادة تصويريّة متكاملة، مشحونة بروح غينسبور من اللحظة الأولى".
مع ذلك، يؤكّد صنّاع الفيلم الواثائقي أنّ هدفهم ليس الحكم على غينسبور، بل طرح أسئلة حول طبيعة العبقريّة والسلوكيّات التي تصاحبها. وقد أكّد كايات لمجلة "فارايتي" أنّ العمل "لا يحاكم الرجل، فهذا ليس الهدف"، مؤكّداً أنّ "الفيلم يأمل في طرح السؤال حول ما إذا كان من الطبيعيّ أن يمرّ المرء بكلّ هذا ويُعتبر عبقريّاً"، سائلاً: "هل يكفي أن تكون عبقريّاً لتبرير هذا السلوك؟".