النهار

كيف تختار الكتاب المناسب للقراءة؟
المصدر: النهار
لعلّ أشدّ ما يجعل القراءة فعلاً استثنائيّاً هو غياب القاعدة الثابتة لانتقاء الكتاب المثالي؛ فعل القراءة بحدّ ذاته لقاء جديد مع جوانب مختلفة من العالم ومن أنفسنا.
كيف تختار الكتاب المناسب للقراءة؟
كيف تختار كتاباً؟ (تعبيرية)
A+   A-

اختيار الكتاب انعكاس لرغبتنا في المعرفة والفهم. قد نهرب من يوميّاتنا الثقيلة عبر صفحات رواية وكوب دافئ، وقد نحاول استكشاف أعماق الفكر البشري عبر الفلسفة، أو ربما نرغب في معرفة جديدة تتحدّى مفاهيمنا السائدة، ولِمَ لا، تقلبها رأساً على عقب.

في الآتي، نقدّم لكم جملة نصائح، إذا ما اجتمعت شكّلت محاولة لإعادة تعريف عملية اختيار الكتاب المناسب، المرشّح ليكون "خير جليس".

 

 

- حدّد اهتماماتك: نصيحة بديهيّة؟ هل فكّرت يوماً بأهمّية التعرّف على ما يهمّك فعلاً؟ إبحث عن الكتب التي تتناسب مع اهتماماتك الشخصية، سواء كنت تنجذب للروايات الحديثة أو الكلاسيكيّة، أو الروايات الفلسفيّة أو الخياليّة أو التاريخيّة، أو حتى كتب التنمية الذاتيّة. خذ وقتك بالتفكير بما يعنيك وبما ينقصه التطوير في شخصيّتك.

 

 

- راجع قوائم الكتب الموصى بها: ثمّة عدد هائل من القوائم التي تصدر سنويّاً لتصنيف أفضل الكتب أو الأكثر تأثيراً. مثقّفون، مؤثّرون، قادة رأي وسياسيّون، جميعهم يشاركون "جردة" العام قُبَيل رأس السنة. يمكنك الاستعانة بهذه القوائم للعثور على كتب تستحق وقتك. ولا تنسَ الاستعانة بصديق!

 

 

- قراءة المراجعات: قد تبدو نصيحة عادية، ولكنها تنطوي على تحذير! تقدّم المراجعات التي يتركها قرّاء على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المتاجر الإلكترونية ومواقع التقييمات، فكرة مبدئية عن محتوى الكتاب وأسلوب الكاتب. ومع ذلك، فهي لا تتعدّى كونها مجرّد آراء شخصيّة لقرّاء، بعضهم يشبهك تماماً، وغير نابعة من قراءة نقديّة علميّة، لذا لا تسمح لها بتوجيهك تماماً. رأي الجماعة ليس دائماً صائباً.

 

 

- استسلم للتلقائيّة: أحياناً، يكون انتقاء كتاب عشوائيّ فكرة جيّدة. اختر كتاباً ورقياً أو إلكترونياً وابدأ في قراءته. أخفض سقف توقّعاتك وتخلَّ عن الأحكام المسبقة. كم مرّة أدركت أنّ أفضل الأحداث كانت تلك التي لم تخطّط لها؟

 

 

- اتّخذ الكتاب رفيقاً: اختر كتاباً يتناسب مع مزاجك. لا تريد أن تزيد همّاً على قلبك أو تُتعب دماغك بما لا يناسبك. إذا كنت تمرّ بفترة صعبة مثلاً وتحتاج إلى صفاء ذهنيّ ووقت للتأمّل والتشافي، قد تجد الراحة في كتب الفلسفة أو الأديان أو التنمية الذاتية، أو حتى في السير الذاتية والغيريّة.

 

 

- امنح الكتب المغمورة والكتّاب الشباب فرصة: من قال إنّ اليافعين أو المبتدئين ليس لديهم شيئاً عميقاً يقولونه؟ ليس عليك أن تتّجه نحو كلاسيكيات الأدب أو الأكثر رواجاً لتخلق علاقة جيدة مع الكتاب. تجنّب السعي وراء "الكمال الأدبيّ"، وجرّب قراءة كتب لم تحظَ باهتمام إعلامي كبير. قد يكمن صدق المشاعر في الكنوز المخفيّة.

 

 

- اقرأ الكتب الجدليّة: تحدّى نفسك والمفاهيم السائدة. ثمّة كتب تُثير النقاشات من دون الانحراف نحو الابتذال، وتستحقّ فرصة الاطّلاع عليها، إذ يمكن أن تساعدك في التمسّك بمعتقداتك أو تمنحك منظوراً جديداً. القاعدة الذهبيّة هنا هي أن تبقى منفتحاً على الآخر ومستعدّاً للتفكير.

 

 

- اطّلع على الكتب التي تحولت إلى أفلام ومسلسلات: إذا أعجبك عملاً مصوّراً، جرّب قراءة الكتاب الأصلي الذي استُلهم منه للغوص بعمقٍ في التفاصيل، وفهم الشخصيات، واكتشاف ما لم يسمح ضيق الوقت بعرضه على الشاشة.

يُقال إنّ اختيار الكتاب يشبه الوقوع في الحب؛ لن تعرف أنك وجدت المناسب إلّا عندما تشعر بأنك لا تريد أن تتركه. لكنّ الأكيد أنّ القراءة رحلة، وليست سباقاً. اقرأ لاستكشاف عوالم جديدة وأفكار مثيرة، وليس لإنهاء قائمة لا تنتهي.

 

اقرأ في النهار Premium