توصّل باحثون إلى أنّ امرأةً رسمها مايكل أنجلو مكشوفة الصدر في سقف كنيسة السيستين، وقد أحاطت بها مياه الطوفان، ربما كانت مصابة بسرطان الثدي، مشيرين إلى علامات رئيسيّة حول حلمة الثدي الأيمن وتحت الإبط مرتبطة بالمرض.
كان الفنان الفلورنسي، الذي رسم لوحة "الطوفان" على سقف كنيسة السيستين بين عامي 1508 و1512 كواحدة من تسع لوحات من مشاهد سفر التكوين، مهتمّاً بشدّة بجسم الإنسان، إذ رسم التشريحات، ودرس الجثث وأجرى عمليّات تشريح.
وقد أشار الباحثون إلى أنّه "كان لديه معرفة بالأثداء السليمة بمختلف أحجامها وأشكالها"، وسيكون قد لاحظ أيضاً علامات السرطان.
في عمل لاحق له، وهو تمثال يُعرف بـ"الليل" ويرجع تاريخه بين عامي 1526 و1533، يُعتقد أنّه قد صوّر امرأة مصابة بسرطان الثدي، ويعتقد الباحثون أنهم رصدوا علامات مشابهة لدى المرأة التي تظهر على سقف الكنيسة في الفاتيكان.
وتُصوّر اللوحة الجدارية، المرسومة في الجزء الثاني من سقف الكنيسة، سفينة نوح في الخلفية. وتوضح صفحة متحف الفاتيكان أنّه في المقدّمة تظهر تلّة يتجه نحوها حشد من الناس محمّلين بأمتعتهم الشخصية أو أقربائهم، أملاً في تجنّب غضب الله. وفي مقدمة المشهد، تظهر امرأة تضع وشاحاً أزرق ومعطفاً فقط، وتستند بإحدى ساقيها على جذع شجرة، وتضع يدها أسفل صدرها الأيمن.
ونقلت مجلة "التايمز" عن رافائيلا بيانوتشي من جامعة باريس-ساكلاي في فرنسا، إنّ المرأة تبدو لديها حلمة مرتدّة وهالة على الثدي الأيمن محاطة بكتل وانبعاجات، ويوجد أيضاً انتفاخ بالقرب من إبطها الأيمن، ما قد يشير إلى تضخّم الغدد الليمفاوية، وفق ما أفاد فريقها في دراسة نشرت في مجلة "ذا بريست". وأضافت أنّ صدر هذه المرأة يتباين مع "الأثداء السليمة" لنساء أخريات صوّرهّن مايكل أنجلو في كنيسة السيستين.
وتختتم الدراسة بالقول: "استنتج فريق من الخبراء في تاريخ الفن، والفن، والطب، وعلم الوراثة، وعلم الأمراض أنّ المرض المصوّر هو على الأرجح سرطان الثدي، مرتبطاً ربما بالرمزية التي تعبّر عن حتمية الموت كما وردت في سفر التكوين".
ويُعرف البحث عن علامات الأمراض والاضطرابات الطبية في الأعمال الفنية باسم "التشخيص الأيقوني".