النهار

حاكم الشارقة يفتتح الدورة الـ 43 من معرض الكتاب... واكتمال مشروع "المعجم التاريخي للغة العربية"
المصدر: النهار
افتتح عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، صباح اليوم، فعاليات الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار "هكذا نبدأ"، في الفترة من 6-17 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في مركز إكسبو الشارقة.
حاكم الشارقة يفتتح الدورة الـ 43 من معرض الكتاب... واكتمال مشروع "المعجم التاريخي للغة العربية"
حاكم الشارقة سلطان القاسمي يتوسّط الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي وأحمد بن ركاض العامري. (هيئة الشارقة للكتاب)
A+   A-


في حفل الافتتاح، أعلن القاسمي إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية بأجزائه الـ127، وتناول جهود نشر اللغة العربية وآدابها وعلومها وتاريخها، وأهمية المعجم التاريخي في هذا الاتجاه، مشيراً إلى العزم الأكيد على مواصلة مسيرة العلم ونشر الثقافة والتمكين للسان العربي في مشارق الأرض ومغاربها.

ورحّب القاسمي بالحضور الدولي الكبير في افتتاح المعرض الذي ييستضيف هذا العام ألفين و522 ناشراً وعارضاً من 108 دولة، وينظّم أكثر من ألف و357 فعالية متنوعة، يشارك فيها 250 ضيفاً من 63 دولة، منها 500 فعالية ثقافية، تتضمن جلسات وورش عمل وندوات حوارية يناقش فيها الأدباء أبرز القضايا الثقافية والأدبية، وأحدث التوجهات الأدبية العربية والعالمية.

 

إنجاز حضاري وثقافي

وأعرب حاكم الشارقة عن سعادته بالمناسبة الكبيرة التي تحتفي بالكتاب على أعلى المستويات، وبأرقى ما يمكن ترجمته وإنتاجه من فعاليات متنوعة، وإنتاج نوعي غير مسبوق تمثل في المعجم التاريخي للغة العربية الذي كان حلماً تحقق للأمة العربية جمعاء وتحقّق بقيادته خلال سنوات من الجهد والعلم والاجتهاد.

 

 

"أعلم أنّ حفظ اللغة هو حفظ لأبنائها وحفظ لتاريخها المجيد وحفظ لآدابها وأصالتها وهويتها"، قال القاسمي، مستذكراً جهود الأسلاف الذين "عملوا في هذا المشروع على مدى سبع سنين متواصلة من التخطيط والترتيب والتنفيذ، جمعوا لنا اللغة العربية، وحفظوا لنا أشعار السابقين ودونوا قواعدها وكتبوا أخبارها".

 

والمعجم التاريخي للغة العربية هو مشروع ضخم يؤرّخ لألفاظ اللغة العربية وتاريخ استخدامها وتطور دلالاتها عبر العصور، في إنجاز حضاري وثقافي يهدف إلى توثيق ذاكرة الأمة اللغوية.

 

كما أعلن القاسمي البدئ في مشروع علميّ عظيم آخر، "لا يقلّ أهمية عن المعجم التاريخي للغة العربية وهو الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والأعلام". واعتبر أنّ "هذا المشروع الثقافي الكبير سيعود بالأمة أيضاً إلى علومها وفنونها وآدابها، وإلى دراسة سير وتراجم كبار إعلامها من العلماء والفقهاء والمفسرين والفلاسفة والأدباء والشعراء وغيرهم الكثير، وهذا هو الربط الحقيقي بين حاضر الأمة وماضيها المجيد".

وخاطب القاسمي أهل الثقافة والعلم والمعرفة، منوّهاً بتواصل المشروعات العلمية وبالمستقبل الزاهر للغة العربية، قائلاً: "أقول لأبنائي إنّ المستقبل حافل بالمشاريع العلمية الكبرى، وإني تواق بأن مستقبل العربية واعد ومبارك وميمون".

وكرّم حاكم الشارقة الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، شخصية العام الثقافية في المعرض لهذه الدورة، كما كرّم رؤساء المجامع اللغوية العربية الذين أسهموا في إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية، ومنشورات القاسمي التي عملت على تنفيذ وطباعة وإخراج المجلدات كاملةً، وذلك تقديراً لدورهم الجليل في هذا المشروع اللغوي العلمي الكبير. والتقط سموه معهم الصور التذكارية بهذه المناسبة.

 

"نحو آفاق بعيدة"

من جانبه، أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري استمرار معرض الشارقة الدولي للكتاب في حصوله على المركز الأول عالمياً، وللعام الرابع على التوالي، على مستوى بيع وشراء حقوق النشر، مؤكداً أن إنجازات المعرض على أرض الواقع هي حصيلة إيمان عميق بأن الكتاب ليس مجرد حامل للمعرفة وحسب، بل هو المحرك الأصيل الذي تبني من خلاله الأمم مكانها في تاريخ الحضارة الإنسانية.

 

وقال العامري إنّ "قوة الشارقة كما أرادها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليست في بناء المباني والعمران فقط، بل في بناء الإنسان من خلال المعرفة، لهذا ظل الكتاب دائماً في مقدمة كل خطوة ينير الفكر ويفتح الأبواب نحو آفاق بعيدة".

بدورها، ألقت لطيفة مفتقر، مدير مؤسسة أرشيف المغرب كلمة ضيف شرف الدورة الـ 43 من المعرض، عبّرت فيها عن بالغ التقدير والامتنان لحاكم الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، على تشريف المغرب بدعوتها لتكون ضيف شرف الدورة الـ 43 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب.

وأشارت مفتقر إلى الروابط الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المغربية على مدار التاريخ، مشيرة إلى الدور الثقافي البارز لإمارة الشارقة في تطوير العلاقات وتعزيز حضور الثقافة، ومعتبرة أنّ "الجسور الثقافية بين بلدينا الشقيقين ظلت دائمة الحركة في الاتجاهين معاً، إلى درجة أننا لم نعد أجانب عن بعضنا البعض رغم بعد المسافة، بل إن كلينا لا يحتاج إلى أي إرشاد لمعرفة التفاصيل الثقافية والفنية بالبلدين.".

 

"نخلة باسقة في صحراء عروبتنا"

أمّا الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي التي أعربت عن حزنها لما تمرّ به المنطقة العربية، قائلة إنّ لا شخصية هذا العام على أطفال لبنان وغزة، فاستعادت بدايات حضورها إلى الشارقة وتعرفها على بيئتها المعرفية والثقافية المتكاملة، مشيدةً بما تعمل عليه الإمارة الباسمة من ترحيب وتكريم لكل من يحمل القلم ويكتب، وما تقدمه من معاني الأصالة والعروبة والثقافة، قائلةً: "قبل عقدين من الزمان وصلتً لأول مرة إلى الشارقة بزي غربي لحضور معرض الكتاب، ثم صليت في مساجدها، وخبرت طمأنينة بيوتها وطيبة أهلها وبساطتهم أياً كان مقامهم، ومن يومها وقعت في حب الشارقة، وما عدت إليها إلا مرتديةً عباءتي إجلالاً لمقامها. لقد بلغت من الحبر عمراً لا وقت لي فيه إلا لقول ما في القلب. ومن القلب أقول: أحبكم".

 

 

وتحدّثت مستغانمي عن تجربتها القرائية مع أحد إصدارات حاكم الشارقة "الخنجر المرهون" والذي جعلها تعرف سر ارتباط الشارقة بالكتاب، وتعزيز ذلك الشغف لدى أبنائها وبناتها وكل ما يقيم فيها، لافتةً إلى ما تقدمه الإمارة من تسهيلات كبيرة تضاف إلى الاحتفال والتكريم للكاتب والذي يعتبر تكريماً لوطنه كله، وقالت: "شكراً للشارقة، النخلة الباسقة في صحراء عروبتنا، المشرقة على مدار السنة احتفاءً بالكلمات، شكراً على تكريمي".

وعقب نهاية الحفل، تفضّل حاكم الشارقة بقص شريط افتتاح المعرض ليتجول بعدها في أروقة المعرض، مستمعاً إلى شرح من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب حول ما يضمه المعرض وما ينظمه من أنشطة وفعاليات بالإضافة إلى أبرز الأجنحة والمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة.

واستهلّ جولته في المعرض بزيارة جناح المملكة المغربية، ضيف شرف المعرض لهذا العام، مستمعاً سموه إلى شرح مفصل عما يقدمه الجناح في مشاركته المتميزة لهذه الدورة، كما تعرف على أبرز الأنشطة والفعاليات التي سيقيمها جناح المغرب بمناسبة اختيارها ضيف شرف المعرض.

 

وتوقّف القاسمي في أجنحة العديد من المؤسسات الثقافية في إمارة الشارقة مطلعاً على أبرز الجهود المبذولة في دعم الحركة الثقافية وتعزيز الإنتاج الأدبي والثقافي والعلمي للكتاب والمثقفين الإماراتيين والعرب، كما زار أجنحة دور النشر المحلية والخليجية والعربية واطلع على أحدث إصداراتها في مختلف القطاعات المعرفية والثقافية والعلمية.

ويشارك في المعرض أكثر من 85 أديباً إماراتياً وعربياً من مجالات الرواية والشعر والمسرح، ممن حصدوا جوائز رفيعة المستوى، إلى جانب 49 ضيفاً دولياً من كبار الكتاب والشخصيات الثقافية من 14 دولة، منهم حائزون على جوائز عالمية ومؤلفو كتب مشهورة، إضافة إلى توقيع 400 كاتب جديد إصداراتهم خلال أيام المعرض.


الأكثر قراءة

سياسة 11/23/2024 7:37:00 AM
أعلن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار أميركي مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني
سياسة 11/23/2024 9:48:00 AM
إسرائيل هاجمت فجر اليوم في بيروت مبنى كان يتواجد فيه رئيس قسم العمليات في "حزب الله"، محمد حيدر

اقرأ في النهار Premium