هيام كيروز
واحد وثلاثون عاماً مضت على غياب الفنان الرسّام بول غيراغوسيان (توفي في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 1993)، الذي طوى سبعاً وستين عاماً من العمر في استلهام القضايا الإنسانيّة، الكبرى منها والصغرى، ليرسّخها في آلاف اللوحات موهبةً وتميّزاً. الفنان الذي انخرط في الحياة الثقافيّة والفنيّة اللبنانيّة، مشدّداً على إذكاء الروح الوطنيّة، وعلى مواجهة الحرب بالفنّ، وعدم الإنحناء عند أيّة عاصفة، وها هي ذكراه تأتي محمّلة بضياء العين، تنأى بها المسافة، لكنّها تنسلّ من ضباب الغياب نضرة ونقيّة.
السلك الفني الجمالي متواصل الحلقات بين بول غيراغوسيان وعائلته، والموهبة الفنيّة للأبناء نمت في تربة خصبة رواها الفنان مع زوجته الرسّامة جولييت التي كانت "الموديل" له، ومساعدته في التحضير للمعارض وتنظيمها. الموهبة سمة مشتركة بين أفراد العائلة، تتنوّع وتتكيّف مع خصوصيّة الأسلوب، لكنّها تلتفّ في عمل متكامل هو الحفاظ على الإرث الغيراغوسياني.
بول غيراغوسيان في الاستوديو الخاص به، برج حمود، لبنان في عام 1962 (مؤسسة بول غيراغوسيان)
حول هذا الإرث، كان لي لقاء مع ابنته الرسّامة مانويلا غيراغوسيان.
لنعد إلى طفولتك، ما هي البصمات التي بقيت حيّة من تلك المرحلة مع والدك؟
أنا صغيرة إخوتي، كانت أمي تردّد ما قاله والدي بعد تعرّضه لحادث في المصعد تسبّب في بتر رجله: "يا الله، دعني أعيش حتى تكبر ابنتي الصغيرة". ثمة علاقة خاصة نسجها معي. كنت أجلس وقتاً طويلاً كل صباح إلى جانبه في السرير. في الثانية من عمري، شجّعني على الغناء وعلى الرسم. كنّا نرسم معاً، وكل منّا يبتدع الآخر، كنت أغني في ذلك العمر الأغنيات الوطنيّة، ويصدح صوتي بأغنية "عم بحلمك يا حلم يا لبنان"، وكان هو جمهوري يصغي إليّ بإعجاب ومحبة ويصفّق لي. ولأني كنت أهوى الموسيقى، اشترى لي بيانو، لكنّه شجّعني على التوجّه إلى الرسم. كنت "أخربش ما يحلو لي". واكتشفت بعد وفاته أنه احتفظ بتلك الرسومات في مشغله، موثّقة بالتاريخ بخط يده، إذ لم أكن قد تعلّمت الكتابة، إضافة إلى رسومات خصّني بها في تلك المرحلة. وأيقنت مع العمر أن والدي حين فتح لي باب الفن، فتح ملجأً أحتمي به من مشاهد العنف والدمار والتقاتل التي كانت تمزّق الوطن. أشعر أني مدينة له بالكثير، لأنه بنزوعه الفطري إلى مساندة الضعيف وحمايته ودعمه، وبحبّه الكبير للبنان، وبشغفه بالطبيعة، أنار فكري، وشرّع أمامي آفاق التعاطي مع الآخر والإرتقاء اليه.
بعد وفاة والدك، ما الذي قمتم به لتكريمه؟
بعد وفاته، نظّمنا عدّة معاض لتكريمه، وذلك في غاليري Emmagos، الاسم مكوّن من اسم شقيقي إيمانويل والعائلة. تلك المساحة كان يقصدها التلاميذ لتعلّم الرسم، وكانت تستقبل معارض لفنانين مختلفين، ومعارض بعناوين محدّدة: مائيات، طبيعة... وتقيم معارض تكريميّة لبعض الفنانين، ويتم التبادل الثقافي من خلال السفارات، أذكر منها التشيلي والأرجنتين وفنزويلا وإيطاليا وغيرها... وبين عامي 2003 و2006، نظّمنا المعرض الأخير للبيع في مدينة دبي بالإمارات. في هذا السياق، أذكر اننا لمسنا إعجاباً كبيراً وتقديراً ومحبة لوالدي في دول الخليج، علماً أنه أقام معارض لرسوماته في الكويت والعراق والسعوديّة والأردن، وفي سوريا ومصر.
كيف نشأت فكرة "مؤسّسة بول غيراغوسيان"؟ ما أهدافها، وما الخطوات التي أنجزتها؟
بديهي أن تقوم عائلة الفنان المتوفى بجمع إرثه من خلال مؤسسة لها كيانها الخاص، مؤسسة لا تهدف إلى الربح، بل تهتم المحافظة على أعمال الراحل. لمّا ابتدأنا مع والدتي بالعمل على إنشاء المؤسّسة، كنّا ندرك أننا بصدد مهمة تتطلب مجهوداً ضخماً، وتمويلاً وفيراً. إلاّ أن الهدف سما على الصعوبات، فأنشأنا Paul Guiragossian Foundation. أهدافها، إلى جانب الحفاظ على إرث بول غيراغوسيان، والتعاون مع متاحف ومؤسسات حول العالم، لتبادل لوحاته، وعرضها أمام الجمهور في كافة البلدان، في الوقت عينه، تتعمّق المؤسّسة بأعمال الفنان، بأحاديثه، بفلسفته الخاصة. غالباً، لا نقوم كعائلة بهذا العمل، بل باحثون يحوّلون هذه الأعمال إلى معلومات رقميّة Digital Information، حيث يكون كل أمر جاهزاً: من ترميم اللوحة إلى توثيقها. وتتمّ عمليّة التوثيق من خلال البحث في المراحل الفنيّة للّوحات الموجودة في المؤسّسة، فالمرحلة تحدّد الأسلوب في تغيّره وتطوّره. وبناءً على الأسلوب، توضع اللوحة في سياقها الزمني أي يحدد تاريخها، إذ إن الملفات الموثّقة على الكمبيوتر تضمّ صور المعارض، وكل معرض يحتوي على تاريخ العرض، وعلى صور الافتتاح، وعلى لائحة بعناوين اللوحات التي عرضت. وتصعب المهمّة حين تغيب عناوين اللوحات وتاريخ العرض، حيث لم يكن يتم التدقيق فيها آنذاك، لا سيّما أن بول غيراغوسيان كان يقيم أحياناً عدّة معارض في السنة الواحدة. عندها، نعود إلى الصحف الصادرة في ذلك الحين. وهنا، لا بدّ من أن أذكر أن عناوين اللوحات كانت تحدّد بالتشاور بين والدي ومجموعة من أصدقائه من مفكرين ورجال مسرح وإعلاميين، ما يدفعنا بالمؤسّسة إلى الاستعانة بهم. واستطراداً، أذكر أن والدي كان يتشارك مع أولئك الأصدقاء في وضع النصوص المسرحيّة، وفي وضع تصاوير لأغلفة كتب الأدب والشعر، مثالاً على ذلك التعاون مع جريدة "النهار" والشاعر أنسي الحاج في عام 1968، حين وضع غيراغوسيان رسومات كتاب "نشيد الأناشيد" الذي استوحاه الحاج من "العهد القديم". واللافت أيضاً في هذا المجال تعاون العديد من مقتني لوحات بول غيراغوسيان، من هواة ومن صالات عرض حول العالم، الذين اتصلوا ويتصلون لتحديد زمن شراء اللوحة، بعد أن انتشر اسم المؤسّسة. وأنوّه بتعاون القيّمين على "دار كريستيز" للمزاد العلني، هذه الدار لم يكن لديها فرع خاص في العالم العربي والشرق الأوسط قبل عام 2006، حين افتتحت أول مزاد لها في دبي، وتصدّرت غلاف فهرست (Catalogue) المزاد لوحة لبول غيراغوسيان كانت العائلة قد زوّدتها بها، إضافةً إلى لوحة أخرى. وحقّقت اللوحتان في البيع مردوداً كبيراً. من خلال هذه الدار، تعرّفت بالكثيرين ممن اشتروا اللوحات، اتصل بهم عندما أسافر، وأتابع مسيرة اللوحة إذا كانت قد بيعت، وكذلك أدوّن ذكريات الذين كانوا أصدقاءً لأهلي في أيام العصر الذهبي لبيروت قبل الحرب، فعدد من هؤلاء أو ورثتهم يحتفظون بلوحات وبتوقيع والدي، نضيف صورها إلى أرشيف المؤسّسة، كما أضفنا إلى المجموعة صوراً لجداريات رسمها في عدة مناطق في لبنان.
بائعة الزهور (1958) - زيت على قماش - 95 × 70 سم (Paul Guiragossian Estate Collection)
من أهداف المؤسّسة أيضاً ضبط عمليّة تزوير اللوحة، أي حماية الملكيّة الفنيّة. كيف يتم ذلك؟
في عام 2006، عقب النجاح في البيع الذي حقّقته اعمال والدي عندما عرضت في "دار كريستيز" للمزاد العلني، انتشرت عمليّة التزوير. ثمة فنانون غير أصيلين، تسيطر عليهم فكرة الربح المادي، ينسخون اللوحة للضرورة التجاريّة بطريقة تشوّه اللوحة وتمسخها. والذي يشتري اللوحة يهتم بالتوقيع، أي باسم الرسّام، من دون الانتباه لأدق التفاصيل فيها. ولأن الاستنساخ يقضي على الأصالة، ومنعاً للمزيد من التزوير، وضعنا شهادة لإثبات هوية اللوحة Certificat d’authenticité تحمل تاريخ الرسم، وتاريخ العرض، من خلال البحث عن المعلومات التي تخص اللوحة في أرشيف المؤسّسة. هذه الشهادة تحمل تواقيع ثلاثة من أفراد العائلة الخبراء، علماً أن عين الخبير قادرة على تعرية المزيّف، نمنحها لمن يطلبها عندما نتأكّد من أصالة اللوحة. وورقة الشهادة مرقّمة كما الأوراق النقدية، ومغلّفة بحماية تحول دون تقليدها، ولا يمكن تزويد من يطلبها بها أكثر من مرّة واحدة في حال فقدانها، ما يجعل مستحيلاً بعد الآن بيع لوحة مزوّرة. إذ إنه بعد الإنتشار الواسع للمؤسّسة على المواقع الإلكترونيّة، وفي الصحف والمجلات الفنيّة العالميّة، يعود إلينا كل راغب في الشراء ليحصل على الشهادة لقاء مبلغ محدّد، بمن فيهم صالات العرض للمزادات العلنيّة التي ترسل لنا صورة اللوحة على الأقل قبل ثلاثة أشهر من تاريخ عرضها كي يتمّ التدقيق في مدى أصالتها. ما يجعل من عمليّة البيع دون موافقتنا انتهاكاً لقانون حقوق الملكيّة الفنيّة. في السياق ذاته، لا يمكن طبع صورة للّوحة من دون الحصول على إذن من المؤسّسة. كذلك، تتم متابعة وملاحقة كل تدوين خاطىء يتعلّق بسيرة والدي، في كتب أو وسائل إعلام وتواصل إجتماعي، إن في لبنان، أو في بلدان العالم. الحرب دمّرت الكثير، وأحرقت الكثير، وطاولت أعمال بول غيراغوسيان، الفنان يغيب، لكن فنّه يبقى، يتحدّى الزمن ومتاهاته، لذا من الضروري الحفاظ على الإرث الفني الذي هو بمثابة ذاكرة شعب. وكذلك إنعاش هذا الإرث بحكايات المناسبات التي رافقت أعمال الفنان. للأسف، البعض لا يتعاون، والكثير من لوحات بول غيراغوسيان فُقدت أو تُلفت خلال الحرب، ولا نعرف عنها شيئاً، لذا نرجو ونتمنى على من يملك أية لوحة، أو معلومة بهذا الشأن تزويد مؤسّسة بول غيراغوسيان بها، مع الإشارة إلى أن أهميّة اللوحة تزداد عندما تضاف إلى التوقيع معلومات موثّقة عنها. وعلى هامش هذه الفقرة أشير إلى أن لوحة بائعة الزهور Vendeuse Des Fleurs التي رسمها في عام 1958، ومثّل من خلالها لبنان في أول بينالي باريس Biennale de Paris عام 1959، لا تقدّر بثمن.
وضع المؤسّسة حالياً؟
في عام 1982، صدر عن غاليري إيماغوس كتاب "بول غيراغوسيان" الذي أعدّه جوزف طراب، وكان والدي لا يزال حيّاً. ضمّ هذا الكتاب لوحات لوالدي، لغاية تاريخ إصدار الكتاب في عام 2018 أعدّت مؤسّسة بول غيراغوسيان بالتعاون مع سام بردويل وتيل فيلرات كتاب Paul Guiragossian Diplacing Modernity الذي شمل سيرته كاملة ومجموعة من اللوحات التي رسمها في كل مراحله الفنيّة والموجودة حول العالم. امتد الجهد الذي بذلناه لإنجاز هذا الكتاب عشر سنوات من البحث، ومراجعة الأرشيف، وقراءة المقابلات في الصحف والمجلات، ومتابعة اللقاءات المصوّرة تلفزيونياً. صرنا نعرف أكثر عن إنجازاته، عن المعارض وعن الجوائز والأوسمة، ولاحظنا أن كل تفصيل في الكتاب يحتاج إلى كتاب مستقل وفقاً للمحور. مثلاً، بول غيراغوسيان والطبيعة، بول غيراغوسيان والأمومة، التهجير، جبران خليل جبران، الحرب وتداعيات الحرب وغيرها من المحاور. تجلّت هذه المحاور في اللوحات التي عرضها أواخر السبعينيات والتي عاد ريعها لمعاقي وأيتام الحرب، لأنه كان يتفهّم معاناة اليتم والإعاقة، وهما الحالتان اللتان رافقتاه منذ توفي والده وهجّر من القدس، وبترت رجله.
حالياً، نعمل على عدة كتب، وعلى عدة مراحل. وهذا عمل لن ينتهي وأنا على قيد الحياة، بدأته في الولايات المتحدة الأميركية في عام 1997، حيث كنت طالبة، وتواصلت هناك مع أصدقائه من الجاليتين اللبنانيّة والأرمنيّة الذين هاجروا وحملوا معهم لوحاته، وسمحوا لي بتصويرها. ومنذ ذلك الحين وأنا أعمل لتجميع إرثه وتخليده. في العائلة نعمل كفريق: شقيقي جان بول يحافظ على اللوحات وفقاً لشروط الحفظ ويهتم بالأمور اللوجيستيّة. شقيقي إيمانويل يقوم بترميم اللوحات وبالترقيم والتصوير والأرشفة، والإثنان خبيران بعمل والدي والتقنيّة. شقيقتي سيلفا كانت مديرة غاليري إيماغوس لغاية عام 2020، تاريخ إقفال الغاليري الذي تزامن مع أزمة عام 2019، ثم مع جائحة كورونا، وبعدها انفجار مرفأ بيروت. وأنا أعطي معظم وقتي للمؤسّسة لمتابعة كل ما سبق وذكرته. ويتم تمويل المؤسّسة من شهادة الأصالة، ومن إصدار الكتب، ومن المبادرات العائليّة. وحاليّاً نتعاون مع كتّاب عالميين في تاريخ الفن ونطمح إلى المزيد. في عام 2013، أقمنا معرضاً استعاديّاً في السوليدير، أذيعت خلاله محاضرات لوالدي عن تاريخ الفن والحضارات القديمة، ووضعناها بتصرّف الزائرين.
الرسالة، (1978) - زيت على قماش - 100 × 65 سم (Manuella Guiragossian Collection)
طموحاتكم المستقبليّة؟
تصادف في عام 2026 مئويّة ميلاد بول غيراغوسيان. من المفترض أن نحضّر لعدة معارض. وقد تواصلت لهذا الغرض مع القيّمين على المتاحف ومنظّمي المعارض، هم يحضّرون لبرامج تمتد لعامين وأكثر. إلاّ أن دون هذا معوقات كثيرة، أهمّها الإمكانات الماليّة، فضلاً عن الوضع الأمني في لبنان. ونخطط في المؤسّسة، إذا توفّر الأمان، لننشىء متحفاً مفتوحاً للجمهور، ولمعارض يكون فيها جناحاً لمعرض دائم وثابت، وصالة أرشيف للباحثين والطلاّب، ونطمح أن نتمكّن من دعم التلاميذ الموهوبين في الفن، لأن والدي كان يساعد في رعايتهم وفي توفير المنح للدراسة في لبنان والخارج. كما نطمح أن يكون هناك تعاون أوثق مع مؤسّسات كبيرة في لبنان والخارج ، لإقامة معارض لأعماله للتعريف عنه حول العالم.
ماذا عنك، مانويلا الفنانّة؟
ينتمي أسلوبي الفنّي في الرسم إلى Naïve Art، وهذا عملٌ ينزع إلى الفن الفطري، توصّلت إليه من تجربتي الخاصة منذ الطفولة، حين وفّر والدي لي ولإخوتي البيئة الملائمة لممارسة الفن بحريّة ومن دون تدخّل منه. كنت حينها أرسم خطوطاً تتحرّك معها الريشة وتنساب بسلاسة ورشاقة، وتنتج أشكالاً عفويّة تعبّر عن معالم أحاسيسي وخصائص تصوّراتي، ودقائق فكري ومخيلتي. تعمّق هذا النسق مع تنامي خبرتي، ولم يؤثّر اضطلاعي على الفنين التجريدي والتشكيلي خلال دراستي على أسلوبي، إنما بلور التقنيّة فحسب، وأكّد انحيازي إلى الفن الفطري. وكم كانت دهشتي كبيرة عندما اكتشفت بعد وقت طويل أن أسلوبي يتوافق إلى حدّ بعيد مع الرسومات التي كنت أرسمها في طفولتي والتي احتفظ بها والدي. من رسومات تلك المرحلة أستوحي الفرح والبراءة وأعكسهما في ألوان زاهية تمنح اللوحة بعداً صفائيّاً. وبهذا النسق الفني أقاوم الحرب وكل أنواع العنف. هي مقاومة استقيت جذورها من طينة والدي المسالمة، ومن التزامه بهموم الإنسان، وله أدين بما أحمله من مفاهيم جماليّة، فنيّة وأخلاقيّة. وأشعر أن ما ورثته عنه من غنىً إنساني، يشكّل نافذة أطلّ منها على ذاتي وعلى العالم. ويكفيني من أسلوبي الفنّي هذا التفاعل الثري بين لوحاتي وبين من يشاهدها، حيث تترك انطباعاً فرحاً وغبطة، لأن رؤاي الشخصيّة تستحضر الطفولة وتمهر اللوحة بنكهة البراءة، وما يشعّ داخلي يرتسم إبتسامة على وجه الآخر، ما يثبت أن أعمالي ليست للأطفال، بل للطفل الموجود داخل كل منّا.