النهار

مغنّ من قبيلة الماساي يرنّم للعدالة المناخية "في كوب 29": أرضنا ثروتنا وتدميرها يُنهينا
المصدر: النهار
مغنّ من قبيلة الماساي يرنّم للعدالة المناخية "في كوب 29": أرضنا ثروتنا وتدميرها يُنهينا
رسم يمثل ليشاو الكيني، الناشط في حماية قبيلته من التغير المناخي
A+   A-

باكو – سماح زيدان

 

ليشاو ليشاو ناشط ومغن كيني يتحدّر من قبيلة الماساي للشعوب الأصليين التي ترتبط بالأرض رعياً وصيداً، وتتخذ من الغابات مصدراً أساسيا للحياة، ومورداً للقوت.

يبدو ليشاو فخوراً وقلقاً في الوقت نفسه. ففي الأسطورة الشعبية أن إله القبيلة "إنغاي" منحهم الماشية وأعطاهم مكاناً خصباً لتنميتها وسماء تمطر غيثاً مستمراً، ولذلك فإنهم كانوا في الماضي لا يرون بأسا في أخذ مواشي القبائل الأخرى، لأن إلههم أوكل إليهم  وحدهم رعايتها. 

لكن قلقه ينبع من الفيضانات التي تسببها التغيرات المناخية والتي قضت على جزء كبير من "ثروات" القبيلة ودفعت أفرادها الى التفتيش عن مصادر أخرى للقوت والربح، وهو ما يتعارض مع التقاليد والوصايا.

حمل ليشاو القلق على قبيلته ومصادر قوتها صوته من كينيا الى أذربيجان، وتحديداً الى قمة "كوب 29" المناخية في باكو، حيث يعرض مع ناشطين آخرين الخسائر التي تتكبدها إحدى اكبر قبائل السكان الاصليين والمخاطر المحدثة بإرث هذا الشعب.
"النهار" التقت ليشاو في باكو واستمعت منه الى قصص غريبة عن تقاليد قبيلته واستمعت إلى أغانيه التي تطالب بالعدالة المناخية.

أخبرنا عن قبائل الماساي؟  
يُعد شعب الماساي مجموعة من شبه الرحّل في كينيا ويزيد عددهم عن أربعين قبيلة. حافظت قبائلنا على أساليب الحياة التقليدية واللباس المميز ولم ننتقل الى العيش في المدن. الماشية من الأبقار والماعز مصدر الدخل الوحيد حيث تزداد ثروة أفرادها بازدياد عدد قطعان الماشية.

ما هي بنية قبيلة الماساي ومعتقداتها؟
تعيش القبيلة في بنية هرمية يحكمها نظام أبوي قوي يقوده كبار السن، فيدبرون شؤوننا ويديرون مصالحنا ويتولون القضاء في الخلافات. لنا معتقداتنا الدينية الخاصة، بتقديس الخصب والنمو والخير الذي يمثلها الإله "أنغاي ناروك" الأسود، وهو يتحول إلى إله للشر والانتقام ليكون الإله "أنغاي نانيوكي" الأحمر. وهكذا، البقرة السوداء هي ظلّ إله الخير، والحمراء ظل إله الشر.

أخبرنا عن تقاليدكم؟ 
نعيش حياة متواضعة ضمن دائرة من الأكواخ مصنوعة من العصي والطين وروث الماشية. وفي عاداتنا تقوم المرأة مثلاً ببناء الكوخ، أما الرجل فهو مسؤول عن حماية القرية من كل ما يعرض حياتهم وقطعانهم للخطر. وتحكم علينا تقاليدنا بأن أعيش أنا رجل الماساي أول ثلاثة عقود من حياتي في تقشف وعمل، سعياً كي أثبت نفسي، فلا أدخن ولا أشرب خمراً ولا أتزوج. وحين أتم ثلاثين عاماً، أتزوج وأعمل لأحصّل ثروة من المواشي، فبالنسبة إلينا توازي الماشية العملة الوطنية في بلدان أخرى،  نقايض بها للحصول على الحبوب والخضار وحيوانات أخرى. 

ألهذا السبب تعتبر الحيوانات مهمة بالنسبة اليكم؟
أكثر من ذلك. في كينيا، تقاس ثروة وقيمة الرجل بعدد الماشية التي يمتلكها. وعندما نريد الاحتفاء بضيف مهم نقدم له وجبة مقدسة عبارة عن خليط غريب من دم البقر ولبنها.

كيف يؤثر التغير المناخي على تقاليدكم وثرواتكم؟
نحن نواجه الكثير من المشاكل فقط بسبب غياب العدالة المناخية. مجتمعنا هو الأكثر أصالة، وكما أخبرتك نعتمد كثيرًا على الزراعة والثروة الحيوانية. لذا، يموت الكثير من القطعان بسبب التغير الماخي، وثمة الكثير من الخلل، والتغيرات غير المتكافئة.
تدمر أراضينا، وتدمر حيواناتنا، وتدمر سبل عيشنا، لذلك ينتهي بنا الأمر إلى الفقر. كما تعلمون، عندما يكون هناك الكثير من الفيضانات، والكثير من الجفاف، تموت مواشينا كلها.  

أنت كفنان كيف تستطيع تغيير الواقع. ولماذا أتيت إلى "كوب 29" في أذربيجان؟
أنا أستخدم فني، وأستخدم إبداعي كفنان  لأغني وأرفع صوتي مطالباً بالعدالة المناخية. هذا يخلق الوعي في مجتمعي. هنا أحاول لقاء المنظمات للحديث عن وضعنا والمطالبة بالعدالة المناخية. صندوق الخسائر والأضرار ضرورة قصوى لتحقيق العدالة المناخية في مناطق شعوب الماساي. 

اقرأ في النهار Premium