النهار

"إيكروم الشارقة" تكرّم المشاريع الفائزة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي وجائزة التراث الثقافي العربية لليافعين
المصدر: النهار
شهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم، حفل تكريم الفائزين في الدورة الرابعة من جائزة "إيكروم" الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية والدورة الثالثة من جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، وذلك في مركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي "إيكروم" بالشارقة.
"إيكروم الشارقة" تكرّم المشاريع الفائزة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي وجائزة التراث الثقافي العربية لليافعين
حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي يكرّم الفائزين.
A+   A-

من جانبها، أعربت أرونا فرانشيسكا ماريا غوجرال، المديرة العامة للمركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية "إيكروم"، عن خالص امتنانها لحاكم الشارقة، على دعمه المستمر والثابت لأنشطة مركز "إيكروم" الإقليمي في الشارقة ورعايته السخية لهذه الجائزة المرموقة التي تسلط الضوء على المشاريع الاستثنائية التي تعمل على الحفاظ على التراث الثقافي بهدف تحقيق الفائدة للمجتمعات في المنطقة العربية.

وأكّدت غوجرال أنّ جائزة "إيكروم" الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي هي أكثر من مجرد اعتراف أو تقدير، إنها شهادة على القوة التحويلية للحفاظ على التراث واحتفال بالأبطال الذين يدافعون عن هذه القضية الحيوية، فالجائزة لا تكرم الخبرة الفنية فحسب، بل تعترف بالمساهمات العميقة غير الملموسة التي تدعم الهويات الثقافية وأساليب الحياة التي تميز مجتمعاتنا.

من جهته، ثمّن ناصر الدرمكي، نائب مدير مركز "إيكروم" الإقليمي في الشارقة، دعم القاسمي الكبير للمركز الذي يعمل وفق توجيهات ورؤية سموه من خلال المبادرات والمشاريع المختلفة. وتناول أهداف المركز، مشيراً إلى دوره في "تحسين قدرات المؤسسات التراثية والثقافية لإدارة المواقع التراثية والآثارية ومجموعة المتاحف على أسس مستدامة، من خلال مجموعة من النشاطات الإقليمية التعليمية والميدانية، وبناء القدرات والتدريب وتقديم الاستشارات وتطوير السياسات الوطنية، بالإضافة إلى نشر المعلومات وإقامة المؤتمرات وورش العمل والندوات".

واعتبر أنّ "التراث الثقافي هو ذاكرة الأمم والشعوب، وهو جسر التواصل بين الماضي والحاضر، وشاهد على تاريخنا المشترك وهويتنا الفريدة، وهو ما يميز مجتمعاتنا ويعزز فخرنا بانتمائنا، ومن هذا المنطلق جاءت هذه الجوائز لتكريم الجهود المبذولة لحماية التراث وتشجيع الابتكار والإبداع في صياغة حلول مستدامة لحفظ التراث الثقافي".

وتطرق نائب مدير المركز إلى النسخة الحالية من جائزة "إيكروم" الشارقة للممارسات الجيدة، قائلاً: "استلمنا عدداً غير مسبوق من المشاركات من جميع أنحاء المنطقة العربية، إن هذه المشاركة الواسعة والاهتمام الكبير كان مفاجأة سارة لنا، خاصة في ظل بعض الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة، ونحتفل بمجموعة مختارة من هذه المشاريع التي أظهرت التميز في حفظ التراث الثقافي وحمايته من التدخلات والحفاظ على العمارة التاريخية الهامة، وصولاً لعمليات الترميم والتدعيم الدقيقة التي تهدف إلى إعادة تأهيل المواقع التاريخية والأثرية".

وعاين حاكم الشارقة مادةً مصورةً استعرضت جميع الأعمال المشاركة والتي تأهلت للمرحلة النهائية بفئاتها المختلفة، قبل أن يكرّم الفائزين بالدورة الثالثة من جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، حيث فاز بالمركز الأول بالشراكة عن فئة الرسم الطالب سعود شهيل زامل الشهيل، من متوسطة الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية، والطالب فهد شهيل زامل الشهيل، من مدرسة المقداد بن عمرو في المملكة العربية السعودية، بينما فازت بالمركز الثاني الطالبة مريم يونس عبد الرحمن الفيل، من مدرسة التكنولوجيا التطبيقية في الإمارات العربية المتحدة، وحلت الطالبة حلا ظافر شغليل في المركز الثالث، من مدرسة الرؤية الجديدة في الجمهورية العربية السورية. كما تم منح جائزة تكريمية خاصة في فئة الرسم قدمتها لجنة التحكيم وإدارة الجائزة تقديراً للأعمال الفنية الاستثنائية وحصل عليها الطالب عبد الرحمن حسان الأسعد من مدرسة الخنساء الخاصة في الجمهورية العربية السورية.

أما لفئة التصوير الفوتوغرافي، فقد فاز بالمركز الأول الطالب نديم عبد الرحمن علي قائد، من مدرسة النبراس الأهلية بمدينة تعز في الجمهورية العربية اليمنية، وبالمركز الثاني الطالبة ربى علي عبد الرحيم طوالبه من أكاديمية لوريت التربوية، في المملكة الأردنية الهاشمية، فيما جاءت في المركز الثالث الطالبة سيلينا فخر الدين من مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري بصيدا في الجمهورية اللبنانية.

وفي فئة الرقص الفولكلوري، فازت بالمركز الأول مدرسة التقدم للتعليم الأساسي في طرابلس في الجمهورية العربية الليبية عن رقصة ممثلة للزي الليبي؛ وحلت مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري بصيدا في الجمهورية اللبنانية عن رقصة فلكلورية في خان الإفرنجي بالمركز الثاني، بينما فازت بالمركز الثالث بالشراكة عن نفس الفئة، جمعية مياسم للثقافة والفنون في غزة، فلسطين، عن دبكة فلسطينية في موقع دير القديس هيلاريون، تل أم عامر، ومدرسة المدينة الوردية الأساسية المختلطة في المملكة الأردنية الهاشمية، عن دبكة من التراث الأردني القديم.

وفي فئة الفيلم التوعوي فاز بالمركز الأول بالشراكة كل من مدرسة الفردوس الأهلية في جمهورية العراق عن فيلم قصير بعنوان أسواق الموصل، وثانوية روضة الفيحاء في الجمهورية اللبنانية عن فيلم قصير بعنوان خان الخياطين في طرابلس، كما فازت بالمركز الثاني الطالبة هيلين محمدة البلال من مدرسة الشهيد حكمت نديم مبارك بحمص، في الجمهورية العربية السورية، عن فيلم قصير بعنوان أحد الخمسانات، وأخيراً، فازت بالمركز الثالث الطالبة ريتاج بوفاتح من مدرسة البشائر الخاصة بالأغواط في الجمهورية الجزائرية عن فيلم قصير بعنوان من عبق التراث.

كما كرم حاكم الشارقة المشروع الفائز بالدورة الرابعة من جائزة "إيكروم" الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية، وفاز بها مشروع إدارة التراث الثقافي في ليبيا (MaLiCH)، وذلك لكونه مشروعاً شاملاً يدير التراث الثقافي في منطقة غدامس، مع التركيز على التعاون المجتمعي وبناء القدرات، ويعالج تحديات الترميم وإعادة تأهيل المباني التقليدية الطينية وإدارتها بشكل فعال ومتكامل لخدمة المجتمع المحلي.

أما في درجة التميز الخاص فازت خمسة مشاريع أخرى بجوائز تقديرية، وهي مشروع الحفاظ على سوق القيسارية العريق في غزة، فلسطين، ومشروع إرث معجم: إدارة وحفاظ وتوثيق قاموس أحمد باشا كمال في مكتبة الإسكندرية في مصر، ومشروع تلمذة البناء التقليدي: بناء الكوادر الوطنية لصون التراث العمراني في منطقة الرياض، المملكة العربية السعودية، ومشروع "توثيق الفن الصخري في الشارقة: من التقليدي إلى الرقمي"، ومشروع ترميم دار طوقان التاريخي، العلامة قدري والشاعرين فدوى وإبراهيم طوقان في مدينة نابلس، فلسطين.

على هامش الاحتفالية قام مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة بتكريم المؤرخ والمعماري البروفسور ناصر الرباط، أستاذ الآغا خان للعمارة الإسلامية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في كامبردج، بولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية، تقديراً لجهوده الاستثنائية ومسيرته العلمية والبحثية التي أثمرت عن أكثر من مائة مقال علمي والعديد من الكتب حول مواضيع تتراوح من العمارة المملوكية إلى سوريا القديمة، والقاهرة في القرن التاسع عشر، إلى الدراسات العميقة حول الاستشراق ومواضيع هامة أخرى تتعلق بالعمارة والمدن. وبهذه المناسبة أعلن مركز ايكروم الإقليمي في الشارقة بأنه بصدد اصدار كتاب يتضمن الكثير من المقالات التي قدمها البروفسور ناصر الرباط للعالم خلال السنوات العشر الأخيرة.


كما تجول حاكم الشارقة في المعرض المصاحب الذي يعرض أبرز الأعمال المشاركة في الجوائز على حسب فئاتها المختلفة، مستمعاً سموه إلى شرح حول تفاصيل اللوحات والرسومات والدول المشاركة والجهود التي بذلها المشاركين للتأهل إلى المرحلة النهائية من الجائزة.

حضر حفل التكريم بجانب حاكم الشارقة كل من: الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ ماجد بن عبدالله بن ماجد القاسمي مدير دائرة العلاقات الحكومية، والدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، وعدداً من ممثلي المنظمات والمؤسسات الثقافية والمشاركين.

اقرأ في النهار Premium