عن منشورات "رامينا" في لندن، صدر حديثاً كتاب "رُوزْنامةُ الأغبرة أيّامُ الأَمَل" للكاتب الكردي السوري عبد الرحمن عفيف، وهو مجموعة قصصية غنية تستعرض عبر صفحاتها تأمّلات عميقة في الحياة اليومية، متشابكة مع موضوعات إنسانية واجتماعية وفلسفية.
يتألّف الكتاب من مجموعة قصص قصيرة تروي حكايات مختلفة عن شخصيات متعددة، يعيشون في أماكن متفرقة، لكن يجمعهم شعور مشترك بالحنين والبحث عن الأمل في عالم يعجّ بالصعوبات والتحدّيات.
يقدّم عبد الرحمن عفيف في قصصه، مثل "ضحك الأرانب في أبراج الشعر"، "البحث عن قاتل لوركا، ثانية"، و"مرآة الملا عبد الحليم"، صوراً متعدّدة للحياة، مليئة بالتفاصيل الدقيقة التي تعكس فهماً لافتاً لطبيعة الإنسان. وتراه يستخدم أسلوباً أدبياً يجمع بين الواقعية والرمزية، حيث تتشابك الأحداث الواقعية مع التأمّلات الفلسفية التي تدفع القارئ للتفكير في معاني الحياة، ليسبر معه أغوار الأمكنة والشخصيات.
يمتاز عبد الرحمن عفيف في "رُوزْنامةُ الأغبرة أيّامُ الأَمَل" بأسلوبه الشاعريّ السلس والمحبوك، حيث يجمع بين اللغة الشاعرية والقدرة على خلق مشاهد أدبية تجذب القارئ إلى عالمه الخاص، وتتداخل المشاعر والأفكار بشكل يجعله يعيش التجربة بكلّ تفاصيلها.
ممّا جاء على الغلاف الخلفيّ: في هذا العالم الذي يبدو فيه اليأسُ مستحكماً، يتجلّى الأمل كحلم مرتقب يجلب الحياة للأرض الجافّة، يرسم الابتسامة على شفاه الشعراء المتعبين، ويعيد الروح لقلوب العاشقين الذين يترقّبون لقاءً مع الحبيبة الغائبة...
هل ينالُ العاشقُ العنيد المتربّص في حكايات هذا الكتابِ الثرِّي ابتسامةً ثانيةً مِن حبيبتهِ الجميلةِ، ذاتِ الاسمِ النّادرِ، في هذه الأرجاءِ، "نيمانا"، الذي معناه "اللاباقية" أو "الزّائلة"، بعد ابتسامتها الأولى له؛ وهو بعدُ في الصفّ العاشرِ الثانويّ وقد مضى عليها الآنَ أكثر من ثلاثين سنة!!؟
يستمدّ عبد الرحمن عفيف هذه القصص المثيرة والحكايات المبهجة من ذاكرته الحيّة، حين كان في مدينته الحدوديّة البعيدة عامودا، يمنحنا "روزنامة الأغبرة، أيّام الأمل" لنغوص في أعماقها ونستمتع بسحر الأدب الذي يتجدّد باستمرار.
يُشار إلى أنّ الكتاب يقع في 198 صفحة من القطع الوسط، ولوحة الغلاف للفنان التشكيلي الكردي بشار العيسى.