"كن بطل قصتك"، هو شعار الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024. ومن وحي هذا الشعار يحلق الأطفال في عوالم الإبداع والفن، يصنعون أبطالهم وشخصياتهم، من خلال الورش والفعاليات العديدة التي يقدمها هذا المهرجان الدولي الذي يثري الذائقة المعرفية والجمالية لأجيال المستقبل.
من ضمن الفعاليات التي أقيمت في المهرجان ورشة "الرسم بالظلال"، التي استهدفت الأطفال من عمر 8 سنوات فما فوق، في ركن "حرف فنية"، حيث تحلق الأطفال حول طاولات توزعت عليها أنواع الأوراق والأدوات والمصابيح الضوئية الصغيرة لإطلاق العنان لخيالهم في تصور وإبداع الأشكال المختلفة، وإنتاج قطع فنية متميزة عبر تقنيات الظلال والضوء وانعكاساتها على الورق.
وقالت مقدمة الورشة سارة مزهر أنّ هذه الورشة تمكن الأطفال من العديد من المهارات الذهنية والإدراكية والاجتماعية، وتحفّز الخيال والتفكير الذهني، وتساعدهم على العمل بشكل جماعي. وأضافت أنّ "كل الرسومات التي استُخدمت في هذه الورشة هي لفنان بلجيكي معروف ومتميز في مجال الرسم بالظلال، وهو فان سانبول".
كذلك، تحولت مغامرات قصة "ذات الرداء الأحمر" إلى تجربة صحية وممتعة للأطفال المشاركين في ورشة عمل "الاحتفال بالطبيعة" المقتبسة من هذه القصة العالمية، والتي استضافها "ركن الطهي" في المهرجان. واستمتع الأطفال المشاركون في الورشة، من عمر 6 إلى 10 سنوات، بتجربة إعداد وجبة صحية وتناولها، تحت إشراف الطاهية العالمية سفيتلانا كوزفيتسوفا، بحيث صنعوا الشطائر بأنفسهم.
أيضاً، أقيمت ورشة عمل بعنوان "الإيقاعات الأفريقية" في ركن "مدرسة المواهب". وتضمنت الورشة التي قدمها وأشرف عليها الدي جي الكندي إدوارد، عدة محاور مهمة. المحور الأول تضمن تعريف الأطفال بجماليات الموسيقى الأفريقية وتنوّعها، والآلات التي تتميز بها هذه الموسيقى عن غيرها، وأثرها الذي طال معظم الأنماط الموسيقية حول العالم.
أما المحور الثاني فقدم فيه إدوارد دروساً بشكل سهل وسلسٍ للمنتسبين إلى الورشة، عن آلة الإيقاع الأفريقية الشهيرة الجيمبي، ذات البوصات الـ 8. وفي ربع الساعة الأخير من الورشة تعلّم الأطفال الأساسيات والتقنيات اللازمة للعزف على هذه الآلة لابتكار إيقاعات أفريقية جميلة.
واحتفاءً بالإبداع والسينما، نظّم المهرجان ورشة عمل مميّزة بعنوان "مسابقة لغة الأفلام"، تعلّم فيها الأطفال المنتسبون الأساسيات التقنية والإبداعية التي يحتاجونها لصناعة أفلامهم الخاصة في المستقبل. وتحولت الورشة التفاعلية التي استضافها "ملتقى الإبداع" بالمهرجان إلى مسرح صغير لاكتشاف مواهب الصغار. وقدّمت كلوي جاردنر، مؤسِّسة "مدرسة الأفلام للشباب" الأكثر نجاحاً في أستراليا، للأطفال شرحاً شاملاً ومبسطاً عن مهام ومسؤوليات أفراد طاقم العمل السينمائي. وفي نهاية الورشة، نُظمت مسابقة تطبيقية للمنتسبين، وقد تفاعل الأطفال وأظهروا مهاراتهم الإبداعية في تنفيذ المهمة، من خلال ما تعلموه في الورشة.
وفي ركن "تحت السحاب"، بتصميماته الإبداعية المشرقة، المستوحاة من الطبيعة، توزع الأطفال من عمر 3 إلى 6 سنوات ليبدعوا ويرسموا ويكتبوا ويعبروا عن كل ما يخطر في خيالهم. فهذه الأركان التي تم تقسيمها إلى أربعة أقسام، كل واحد منها مستلهَم من تفاصيل فصل من فصول السنة في ألوانه وطبيعته، لتوفّر بعداً استكشافياً أكبر لدى الأطفال.
وفي القسم الثاني من الركن، والمصمَّم على شكل كوخ، يستمتع الأطفال بلعبة الذاكرة، من خلال استعراض صور متشابهة ومطابقتها على لوحة أمامهم لتحفيز ذاكرة الطفل وتنمية مداركه العقلية، بينما خصص القسم الثالث لكتابة القصص وتعليق الأوراق والزهرات على حائط فني، وهي في جلها من إبداعاتهم الفنية، بينما خصص القسم الرابع كفسحة للاستراحة وتناول الوجبات الخفيفة بين الورش والأعمال الفنية.
وسلّط المهرجان الضوء على مجال الاستدامة البيئية في قطاع النقل والمواصلات، لما له من انعكاسات إيجابية على عقول الأطفال وخلق ثقافة الاعتماد على الطاقة النظيفة لديهم.
وفي ورشة عمل بعنوان "لوري صديقة البيئة"، التي استضافها جناح "نحو الاستدامة"، صمّم الأطفال سيارة على هيئة روبوت يعمل بالطاقة الكهربائية باعتبارها أحد مصادر الطاقة النظيفة في قطاع المواصلات. واستمتعوا بشرح عن "المركبات المرحة" قدّمه المدرب إسماعيل الأحمد، لعرض طريقة تصميم وبرمجة السيارة (الروبوت) لتعمل وتتحرك بالطاقة الكهربائية، حيث وفّر لهم المواد المستخدمة في تصميم الروبوت ومنها قطع الليغو وأجهزة حواسيب وبطاريات وحسّاسات.
وأتاح المهرجان مجموعة مميزة وملهِمة من السلاسل العلمية التشويقية التي يُنصح الآباء بشرائها لأبنائهم لما تحتويه من معلومات قيمة. وكانت واحدة من أشهر السلاسل العلمية التشويقية التي تحظى بسمعةٍ عالمية كبيرة سلسلة "أسئلة وأجوبة نهائية" التي تخصّص لكل مجالٍ علميّ كتاباً ممتلئاً بالحقائق العلمية المصورة، وتشمل ستة أفرع رئيسية: الحيوانات والطبيعة، كوكب الأرض، جسد الإنسان، الفضاء، الثقافة والتاريخ، العلوم. أمّا ثاني الكتب التي لا يمكن تفويتها فهو "كتاب عن كل شيء"، حيث سيكتشف الطفل كنوزاً مدهشةً من المعلومات والصور العجيبة ليعرف مثلاً كيف نشأ الكون، وماذا يعني الانفجار العظيم، وأي حيوان ينام أطول... ولعشاق أبطال قصص "ديزني" و"بيكسار" تقدّم لهم سلسلة "سبعة أيام من قصص الأبطال" مجموعة مدهشة من الحكايات المرتبطة بأبطال ديزني. كما يُعدّ كتاب "يوميات طفل ضعيف" لجيف كيني أحد أشهر الكتب التي تستهدف فئة اليافعين.