خلال فعاليات "مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2024"، وضمن إحدى الجلسات الثقافية التي أغنت المهرجان، جلسة تناولت الآثار النفسية والفسيولوجية لليوغا في إدارة التوتر.
وقالت مدرّبة اليوغا الدكتورة ساندي زانيلا لـ"النهار العربي" إنّ اليوغا "يتمتع بالعديد من التأثيرات الفسيولوجية على أجسامنا بدءاً من تحسين قوتنا ومرونتنا إلى المساعدة في تحقيق التوازن. وتشمل الفوائد الفسيولوجية الرئيسية الأخرى: تعزيز وظيفة الجهاز التنفسي، وتحسين الدورة الدموية، وانخفاض ضغط الدم المرتفع، وتحسين عملية الهضم، وما إلى ذلك".
وتضيف: "لا شك في أنّ اليوغا ممارسة رائعة لتقليل التوتر. فهي تساعدنا على تنظيم نظامنا العصبي عن طريق تنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي واستجابة الاسترخاء. وتتضمن كذلك تقنيات تنفس مختلفة يمكنها زيادة الأوكسجين وتهدئة العقل. وثبت أنّ ممارسة اليوغا بانتظام تزيد من مستويات هرمونات الشعور بالسعادة مثل السيروتونين والإندورفين التي تعزز الشعور بالرفاهية".
وقد ألّفت زانيلا كتاباً عن اليوغا بعنوان Happy Yogis ليساعد الأطفال على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وحبهم لذاتهم، ما يعزز صحتهم الجسدية والعاطفية، ويقدم مفهوم اليوغا بطريقة ممتعة، إذ يضع هذا الكتاب بشكل عام الأساس للعادات الصحية مدى الحياة.
وتتابع زانيلا أنّ "اليوغا تتضمّن حركة لطيفة وتسلسلات متدفقة تتطلب التركيز. ومن خلال الممارسة، يتعلّم الأطفال الاهتمام بأجسادهم وحركاتهم ما يساعد على تحسين قدرتهم على التركيز. وتشجع اليوغا اليقظة الذهنية، وهي ممارسة الحضور الكامل في اللحظة دون إصدار أحكام. حينها، يتعلم الأطفال كيفية التعرف على عواطفهم والتعامل معها بطريقة صحية، ما يؤدي إلى تحسين المرونة العاطفية والتنظيم الذاتي".
من جانبها، أشارت مدربة يوغا للأطفال هدى عون في حديث لـ"النهار العربي"، إلى أنّ اليوغا تساعد الأطفال كثيراً، "فكما نحن لدينا توتر ولدينا أشغالنا وأتعابنا، الأمر نفسه أيضاً لدى الأطفال، لديهم توتر كالكبار في أماكن معينة حسب شريحتهم العمرية".
وتخفّف اليوغا من التوتر لدى الأطفال وتحضّر أجسامهم ليتمتعوا ببنية قوية، شامخة، مستقيمة، وتؤثر على نفسيتهم فيصبحون هادئين وأكثر تركيزاً، وحتى دماغهم يعمل بطريقة أفضل، لذلك هي مفيدة جداً للصحة النفسية والعقلية والجسدية. فاليوغا هي تسلسل وضعيات وحركات متعلقة ببعضها وعلى الطفل أن يكون مركزاً بشكل كبير على الحركة التي يقوم بها في الوقت الحالي، عقله وقلبه وجميع حواسه وجسمه كلّها تتحرك في الوقت نفسه هي yoga union to unite، وعندما يستحضرها جميعها في الوقت نفسه، يقوى التركيز لديه ويعيش اللحظة وينقل هذه اليوغا من سجادة اليوغا إلى حصص المدرسة، وإلى أي عمل يقوم به في الخارج ليكون حاضراً بتركيز وفكر، لذلك يهدؤون قليلاً ليركزوا أكثر في ما يقومون به.
تعلّم عون اليوغا من عمر الأربع سنوات. فكلما كانت السن أصغر كان أفضل، وتراوح الأعمار في اليوغا لدى الصغار من أربع سنوات حتى 16 سنة، لكن بعد سن الـ 14 يتمكن الأطفال ممارسة يوغا الكبار.
ويمارس الأطفال الـ hatha yoga فهي أساس جميع أنواع اليوغا وتأتي على شكل سلسلة متتالية وعلى الولد أن يتبعها وأن يركز فيها، والتأمّل يأتي في آخرها للاسترخاء. يرخي أعصابه ويتأمل بما قام به ويفكّر بالتغيير الذي حصل في جسده. ومع إرشادات المدرب وحديثه معهم بأمور إيجابية، ترفع من معنوياتهم وثقتهم بنفسهم وإلى أي مدى هم يحبّون أجسادهم ويدركون قيامهم بأمر جيد لأنفسهم.
وفي إحدى فعاليات المهرجان، قدمت مدربة اليوغا وأخصائية الصحة العقلية ومؤلفة كتب الأطفال زولمير فيليون، ندوة بعنوان "تعزيز النمو من خلال العلاج الرياضي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة"، أكّدت من خلالها أن مدربي الصحة العقلية واليوغا قادرون على تعزيز الصحة النفسية والعقلية، التي بدورها تساعد على تحسين الصحة الجسدية للشخص، لافتة إلى أن اليوغا والتأمل يمكن أن يقدما العديد من الفوائد للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، كتحسين توازنهم، والتقليل من التوتر والقلق، وإكسابهم المرونة.
وتحدثت فيليون عن أهمية دروس اليوغا والتأمل، واعتبرت أنهما من الأساليب الفعّالة في تعزيز الصحة النفسية والعقلية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلةً: "تساعد ممارسة اليوغا على تحسين التركيز والانتباه، وتعزيز السلوك الإيجابي والتفاعل الاجتماعي".