النهار

فعاليات شيقة نظّمها مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة في دورته الثانية
المصدر: النهار العربي
ضمن فعاليات الدورة الثانية من "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، الحدث الأبرز عربياً الذي نظمته "هيئة الشارقة للكتاب" خلال الفترة من 1 حتى (مايو) الجاري حتى 5 منه، في "مركز إكسبو الشارقة"، ورش عمل عديدة وغنية أثرت المؤتمر. ​
فعاليات شيقة نظّمها مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة في دورته الثانية
من أحد أجنحة مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة.
A+   A-
 
ضمن فعاليات الدورة الثانية من "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، الحدث الأبرز عربياً الذي نظمته "هيئة الشارقة للكتاب" خلال الفترة من 1 حتى (مايو) الجاري حتى 5 منه، في "مركز إكسبو الشارقة"، ورش عمل عديدة وغنية أثرت المؤتمر.
 
تحدث الفنان الياباني ومنتج أفلام الرسوم المتحركة والمؤسس لأستوديو MAPPA، ماساو مارياما، خلال جلسة حوارية ملهمة عن تحويله قصة المانغا الشهيرة "بلوتو"، التي ألفها ورسمها الفنان الياباني ناوكي أوراساوا في عام 2003، إلى مسلسل رسوم متحركة، تم عرضه على شبكة "نيتفلكس" في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، واعتبر واحداً من أعظم مسلسلات الرسوم المتحركة الآسيوية على الإطلاق.
 
 
وروى أنّه عندما قرأ مانغا بلوتو في بداية الألفينيات، عزم تحويل القصة إلى مسلسل رسوم متحركة. ثم بدأت بوضع الخطط لإنتاج هذا الأنمي، لكن الإنتاج كان مستحيلاً لعدم وجود استديو في اليابان قادر على تحقيق الرؤى التي كان يحلم بتنفيذها في هذا المسلسل، ولأسباب تقنية أخرى، ما أدّى إلى توقّف المشروع لوقت طويل، ثم رجع للعمل عليه وهو في عمر الـ 70، واستغرق منه الأمر 10 سنوات لإنجازه.
 
 
ونُظّمت ورشة عمل بعنوان "إنشاء الشخصيات الكلاسيكية"، قدمها نيك رانييري، الفنان العالمي المتخصص بتحريك صور شخصيات عدد من أفلام "ديزني"، أبرزها شخصية هاديس في فيلم "هرقل"، ولوميير في فيلم "الجميلة والوحش"، ورالف في فيلم "رالف المدمر"، وشارك خبرته بشأن عالم الرسوم المتحركة وأساسيات تصميم الشخصيات.
 
وركزت الورشة على تصوّر الشخصيات وتصميمها، بحيث ناقش رانييري تفاصيل إنشاء شخصيات مميزة لا يمكن نسيانها بسهولة، مؤكداً أهمية فهم الشخصيات، ودوافعها، وخلفياتها، ودورها ومساهمتها في الإطار الكلي للقصة، وشارك منهجه في تطوير الشخصيات، والذي يشمل تقنيات تجسيد جوهر الشخصية من خلال الرسوم الأولية، وبلورة التصاميم وصقلها، وتحريكها، وتحويلها من صور متخيلة إلى شخصيات تنبض بالحياة.
 
وتطرق رانييري إلى تطور تقنيات فن الرسوم المتحركة، بحيث ناقش التحول من النموذج التقليدي الذي يوجه فيه الرسام كل إطار يدوياً، إلى الأساليب الحديثة باستخدام الكمبيوتر، كما سلط الضوء على التقنيات التي تسهم في توفير الوقت والتي يتم استخدامها في صناعة تحريك الصور في يومنا الحاضر، ومنها الرسم والتلوين والتجهيز الرقمي، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية الحفاظ على المهارات الأساسية التقليدية، ولاقى هذا المزيج من الأساليب التقليدية والحديثة استحسان الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم للقيمة المضافة التي قدمها إليهم من خلال مساعدتهم على فهم تاريخ وأساسيات وتوجهات فن الرسوم المتحركة.
 
 
كذلك، استضافت ورشة "كشف أسرار إتقان الرسوم المتحركة" أندرياس ديجا، أسطورة ديزني الذي صمم أشهر الشخصيات الكرتونية التي ارتبطت أجيال كثيرة بها عبر أكثر من ثلاثة عقود، وشارك مع الحضور الكثير من المعلومات والنصائح والذكريات والتفاصيل التقنية العميقة، عن شخصياته الكرتونية العبقرية.
وأكّد أنّ "على فنان الرسوم المتحركة، أن يقوم بدراسة تحركات الحيوانات وأي كائن حي يودّ أن يبدع منه شخصيات خالدة، أنا على سبيل المثال قبل أن أبدع شخصياتي الكرتونية في ديزني، قمت بدراسة الحيوانات عن كثب، لأعرف كيف تتحرك، ولماذا تتحرك هكذا، وبم تشعر، وغيرها من الأمور التي ساعدتني كثيراً، وأتذكر أن ديزني قبل البدء في العمل على Lion King، أخذونا في جولة بحديقة حيوانات سان دييغو، وأحضروا أسداً في الأستديو، لندرس تحركاته جيداً قبل البدء في الرسوم".
 
وعرض ديجا بشكل حصري عشرات "الإسكتشات" الأصلية لشخصياته الكرتونية العالمية التي رسمها، مثل "الأسد الملك" و"علاء الدين" و"جعفر" و"سكار" و"الملك ترايتون" و"حوريات البحر" و"الجميلة والوحش"، و"فانيسيا"، و"جاستون"، و"وميكي ماوس"، و"هيرقليس"، و"ليلو"، ومئات الشخصيات الأخرى التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الأجيال البصرية.
 
 
إلى ذلك، استمع الرسامون وفنانو تحريك الصور و"الأنيميشن" إلى قصة الفنان ساندرو كليوزو، أحد أبرز أساطير تصميم شخصيات الرسوم المتحركة، الذي عمل مع شركة "دريم وركس"، و"دنكان" واليوم يواصل كليوزو العمل في تحريك الصور وتصميم الشخصيات لدى أشهر استديوهات الرسوم المتحركة، والتي تشمل "نتفليكس" و"سوني" و"باراماونت" و"دي إن إي جي". وجاء ذلك خلال جلسة حوارية أدارتها رائدة الأعمال ومنتجة الرسوم المتحركة مونيا آرام، بعنوان "من جنوب الحدود إلى ديزني وخارجها".
 
وروى الفنان البرازيلي قصة سفره من مسقط رأسه في مدينة ساو باولو إلى إيرلندا، مؤكداً أهمية العزيمة والإصرار وعدم الاستسلام. وشارك كليوزو عدداً من الصور والرسومات والمواقف الشيقة من مسيرته المهنية باستخدام القصص المصورة، ملهماً الحضور برحلته الاستثنائية المليئة بالإنجازات في عالم الرسوم المتحركة. وتطرق إلى التغيرات التي شهدها عالم الرسوم المتحركة بسبب التكنولوجيا، بحيث "تغيرت الأساليب والتقنيات كثيراً لأننا اليوم ننجز كل شيء رقمياً، وعندما بدأتُ مسيرتي المهنية كان العمل يدوياً، قبل عصر الإنترنت، كنا نُصوّر باستخدام كاميرات الأفلام السلبية، واليوم معظم جوانب عملية إنتاج الرسوم المتحركة تتم بشكل رقمي، لكن المنهج يبقى نفسه".
 
 
وكشف المؤتمر كواليس "صناعة فيلم ميلا"، باستضافته المخرجة الإيطالية سينزيا أنجيليني، والمنتجة التنفيذية فالنتينا مارتيللي، حيث تناولت المتحدثتان كواليس صناعة الفيلم القصير الذي حصد 78 جائزة وتم اختياره رسمياً في 150 مهرجان سينمائي حول العالم.
 
وشهد المؤتمر حفلاً موسيقياً لـ "أوركسترا فلورنسا بوب"، حمل عنوان "نوتات للحلم"، استطاعت من خلاله الفرقة أن توقف الزمن وتعيد جمهور المسرح لأعوام البراءة والبساطة، عبر عزفهم باقة مميزة من أشهر شارات أفلام الرسوم المتحركة اليابانية، بقيادة المايسترو كارلو تشياروتي، الذي أضفى بتوجيهاته الفنية وإعادة تقديمه هذه الألحان أجواءً ساحرةً مميزة، أدخلت الجمهور في حالة سعادةٍ عبروا عنها بتصفيقهم الحار فور انتهاء الحفل. وقدّمت الفرقة أداءً مبهراً لأحد أجمل موسيقى أفلام هاياو ميازاكي بعنوان "توتورو"، ما أدهش الجمهور وأسعده، لما سمعه من لحنٍ موسيقي ذي مشهدية عالية.
 
 

اقرأ في النهار Premium