42 دولة عربية وعالمية تشارك في معرض الدوحة للكتاب في دورته الـ33 تحت عنوان "بالمعرفة تُبنى الحضارات".
في زحمة هذه المشاركات، ينهض جناح سلطنة عُمان، في قلب المعرض، ليُبهر زوّاره ويسوقهم عبر رحلةٍ ثقافية الى كنوز الحضارة العُمانية الممتدة تاريخيا الى قديم الأزل.
يأتي اختيار سلطنة عمان كضيف شرف لمعرض الدوحة في إطار تعزيز العلاقات المميزة بين البلدين، في مختلف المجالات ولا سيّما الثقافية.
ما إن يدخل الزائر جناح السلطنة العُمانية، يشعر بأنّه مُحاط بكل عناصر الثقافة العُمانية ومكوّناتها، بدءاً من الحلوى العُمانية والقهوة العربية الأصيلة، وصولاً الى المخطوطات النادرة والمفردات الثقافية والتراثية المُدرجة في لائحة اليونيسكو.
سفينة سمهرم
تصدّرت الجناح العُماني طاولة استقبالٍ على شكل سفينة عُمانية قديمة موجودة في ميناء سمهرم، كُتب عليها: "يا حافظ الأرواح في الألواح احفظ لنا هذه السفينة".
تحمل هذه السفينة دلالة مهمّة لكونها تعزّز تاريخية هذا الميناء كواحد من أقدم الموانئ في شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى أهمية المدينة نفسها "سمهرم" باعتبارها من أقدم المدن الأثرية، بحيث يعود تاريخها الى الألف الثالث قبل الميلاد.
6 مخطوطات نادرة
داخل الجناح، يوجد ركن خاص لدائرة المخطوطات (وزارة الثقافة والرياضة والشباب)، وفيه 6 مخطوطات تتنوع موضوعاتها ما بين الطب والفقه والأدب.
وفي حديث مع رئيسة قسم التسجيل في دائرة المخطوطات نوار أحمد البوسعيدي، قالت "إنّ بعض هذه المخطوطات سُجّل في قائمة اليونيسكو لندرة مواضيعها أو لأهمية وأقدمية كتّابها ممن احتفت فيهم منظمة اليونيسكو، نظراً إلى اسهاماتهم الإنسانية المؤثرة في التاريخ".
وأضافت: "من بين هذه المخطوطات الست، هناك نسخة نادرة من القرآن الكريم تعود الى نحو 1000 عام، تُسمّى بمصحف القراءات السبع، وهو مكتوب بخط الشيخ عبدالله بن بشير الحضرمي الذي قدّمه إهداءً لابنته، فأراد أن تكون نسخته مميزة، مستخدماً الطريقة التقابلية التناظرية، حيث يتطابق الحرف الأول من السطر الأول مع الحرف الأول من السطر الأخير، بينما يتطابق الحرف الأول من السطر الثاني مع الحرف الأول من السطر ما قبل الأخير، وهكذا"...
تقنيات عصرية
اللافت في المشاركة العمانية أنّها مزجت بين التاريخ والعصرية، فقدّمت لضيوف المعرض تقنية الـ VR الحديثة من أجل التعرّف على بعض المفردات العُمانية المسجّلة في القائمة العالمية لليونيسكو.
وتسمح هذه التقنية المتطورة بنقل الزائر في رحلة زمكانية للغوص في قلب الحياة العمانية الغنية بتراثها وعاداتها ومجالسها.
بالإضافة الى هذه الكنوز الثقافية النادرة، تقدّم سلطنة عمان برنامجاً ثقافياً متنوعاً بين معرض تصوير ضوئي وأمسيات شعرية وعروض فنية مسرحية وشعبية.
أما عن الكتب العُمانية المشاركة فهي في مجملها تنقسم بين اصدارات تابعة لمؤسسات حكومية ومؤسسات المجتمع المدني، وإصدارات وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الإعلام، ووزارة التراث والسياحة، وجامعة السلطان قابوس، بالإضافة إلى إصدارات منتقاة من جمعية الكتّاب والأدباء، والنادي الثقافي ومركز ذاكرة عُمان.
وفي موازاة الكتب والاصدرات والمخطوطات، تشارك السلطنة من خلال كتّابها وباحثيها وناشريها بعدد من الندوات واللقاءات على امتداد ايام المعرض.
أوركسترا عُمانية
وعلى هامش معرض الدوحة للكتاب، قدّمت الأوركسترا السلطانية العمانية معزوفات وطنية وعالمية على مسرح دار الأوبرا في المؤسسة العامة للحي الثقافي- كتارا.
وتأتي مشاركة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية ضمن مشاركة سلطنة عمان ضيف شرف الدورة الـ33 لمعرض الدوحة، وتأكيداً على الثراء الثقافي والحضاري لسلطنة عمان، ما يعمل على تعزيز التعاون وزيادة الروابط الثقافية بين البلدين.
وتبقى أهمية هذه المشاركة، سواءً للسلطنة أو الدول الأخرى، في كونها تُعزّز قيمة التبادل والانفتاح في سبيل مزيدٍ من الوعي والمعرفة. وهذا ما يختصره العنوان الذي اختارته وزارة الثقافة لمعرض الدوحة الحالي "بالمعرفة تُبنى الحضارات".