أسدلت وزارة الثقافة القطرية الستار عن النسخة الـ33 من معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي أقيم في مركز المعارض والمؤتمرات منذ يوم 9 الشهر الجاري وحتى يوم السبت الماضي، تحت شعار "بالمعرفة تبنى الحضارات".
وشهدت أيام المعرض إقبالاً كثيفاً من القرّاء ومحبي الأدب العربي والعالمي، وسط مشاركة واسعة وصلت إلى 515 دار نشر من 42 دولة، كما شهد المعرض تدشين عدد من الأعمال الأدبية الجديدة لمختلف الكُتّاب، وعرضت دور النشر القطرية المشاركة في هذه النسخة أعمال 85 كاتباً ومؤلفاً قطرياً، لاقت استحسان القرّاء ورواد المعرض.
شاركت سلطنة عُمان كضيف شرف المعرض، وبدا حضورها قوياً من خلال برنامج فني وفكري وتراثي، اضافة الى استضافة عدد من الكتّاب والباحثين العُمانيين ممن شاركوا في ندوات استمرت على طول ايام المعرض.
ومن أبرز مفاجآت المعرض لهذا العام، هي مشاركة "سور الأزبكية" المصري، والذي جذب عدداً كبيراً من زوار معرض الدوحة الدولي للكتاب.
استقبل جناح "سور الأزبكية" زواره، على امتداد المعرض، بموسيقى مصرية طربية وبأصوات اعتدناها وأحببناها، من أم كلثوم الى نجاة الصغيرة، وبديكور بديع ينقل الزائر الى قلب القاهرة.
توافد زوار المعرض من مختلف الفئات العمرية على 8 مكتبات تمّت إحاطتها بسور يحاكي السور المتواجد في القاهرة من ناحية تصميمه، وتحلّيه بنفس الطابع المعماري.
شاركت مكتبات "سور الأزبكية" بمليون و600 ألف كتاب، بحسب الناشر ممدوح علي أحمد وأحد أصحاب مكتبات "سور الأزبكية". ومن بينها الكثير من أمهات الكتب بإصداراتها القديمة التي تعود إلى ما قبل مائة عام، وهو ما جعلهم يقومون بالتعريف بما يمتلكونه من نفائس بإبرازها في مزادات، شهدت حضور محبي الفكر والثقافة.
وكان وائل سمير عبد العزيز، نائب رئيس جمعية مكتبات "سور الأزبكية" وصاحب دار الخلود، أكّد أنّ هذه هي المشاركة الدولية الأولى لهم، بحيث حرصت وزارة الثقافة القطرية على دعوتهم، وأعرب عن سعادته لإتاحة هذه الفرصة من أجل الالتقاء بالباحثين عن أقدم الكتب ونوادرها.
وعن طبيعة الكتب الموجودة، أكّد أنّه تمّ فيها مراعاة التنوع، بحيث عرضوا كتب القانون والتاريخ والأدب والفلسفة والتراث وكتب الأطفال، فضلًا عن توافر عدد كبير من الدوريات النادرة، ومنها العدد الأول لجريدة "الأهرام" المصرية.
"سور الأزبكية" عمره نحو 107 أعوام قضاها في خدمة الثقافة المصرية والعربية، وقد شكّل وجوده حالة خاصة في معرض الدوحة الدولي للكتاب، ولاقى اهتماماً كبيراً من الزوّار والمنظّمين على حدّ سواء.
ومن النوادر التي شاركوا فيها مجلة "الرسالة"، جريدة "ثمرات الفنون" التي تعود الى العام 1882، ومذكرات الشخصيات العامة، مجلة "العربي" الكويتية من العدد الأول للأخير، "خطبة التوفيقية" لزكي باشا مبارك، "كتاب الأغاني" للأصفهاني، دائرة المعارف الإسلامية، مجلات "ميكي وماجد وسوبر مان"، فضلاً عن توافر مجموعة كبيرة من الدوريات القديمة.
ومن أكثر النشاطات التي شهدت إقبالاً كبيراً من زوّار المعرض هي "دوحة الأطفال"، وينقسم هذا الركن المخصّص للأطفال والعائلات الى أربعة أقسام: طب/ هندسة وعمارة/ اللغة والنحو/ الفلك والطيران. وكلّ قسم مخصّص لشخصية عربية وإسلامية أثرت الإنسانية في أبحاثها وابتكاراتها. واللافت أنّ دوحة الأطفال جمعت بين التاريخ والحاضر عبر أساليب تعليمية وترفيهية جديدة ومتنوعة، فكانت زيارة هذا الركن بمثابة سفر بالزمان والمكان.
والأهمّ أنّ الأطفال ليسوا مجرّد زوّار ومتفرجين بل هم معنيون باللعب والأنشطة، عبر إشراكهم في أنشطة تفاعلية، تُثري معرفتهم ولغتهم من دون غياب عنصري التسلية والترفيه.
في النسخة الـ33 منه، تمكّن معرض الدوحة للكتاب من أن يحظى بإعجاب زوّاره والمشاركين فيه ممن أثنوا على حسن التنظيم وتنوّع أساليب المعرفة، ما بين كتب وإصدارات وندوات وقراءات وعروض فنية ومسرحية. ولا شك أنّ المشاركة الكثيفة في المعرض، والتي بلغت نحو 515 دار نشر من 42 دولة عزّزت نجاح هذه الدورة، وأرضت جمهوراً متنوعاً تجمعه العاصمة القطرية الدوحة.