النهار

"بائع الكتب في كابول"... سأعيد بناء مكتبتي مئة مرّة
المصدر: النهار العربي
أصيب بائع الكتب شاه محمد رئيس بصدمة شديدة عندما دمرت حركة طالبان مكتبته، حتى أنه فكر في أن ينهي حياته لشدة حزنه، لكنه الآن تخطى أزمته وعاد ليرسل الكتب إلى أفغانستان من جديد، ولكن هذه المرة عبر الإنترنت.
"بائع الكتب في كابول"... سأعيد بناء مكتبتي مئة مرّة
شاه محمد في مكتبته
A+   A-
أصيب بائع الكتب شاه محمد رئيس بصدمة شديدة عندما دمرت حركة طالبان مكتبته، حتى أنه فكر في أن ينهي حياته لشدة حزنه، لكنه الآن تخطى أزمته وعاد ليرسل الكتب إلى أفغانستان من جديد، ولكن هذه المرة عبر الإنترنت.
افتتح رئيس مكتبته لأول مرة في العاصمة الأفغانية عام 1974. وبحلول عام 2003، أًصبح من أشهر الشخصيات المحليّة بعدما تم اقتباس قصة حياته في رواية "بائع الكتب في كابول"، الذي أصبح الكتاب الأكثر مبيعاً بعد مدة قصيرة من صدوره.
إثر ذلك، استقطبت مكتبته المتواضعة أكثر من 100 ألف كتاب، بلغات مختلفة حول الأدب والتاريخ والسياسة ومواضيع متشعبة أخرى. كما تضمنت مجموعته  أعمالاً خيالية وواقعية، بدءاً من حكايات الأطفال الغنية بالرسوم التوضيحية، وصولاً إلى المجلدات الأكاديمية.
ولكن، بعدما اقتحمت حركة طالبان مدينة "كابول" مجدداً في عام 2021، اضطر رئيس إلى الهروب إلى المملكة المتحدة وكان يخشى أن يتم تدمير مجموعته الكتبية العزيزة على قلبه. 
للأسف، تحققت مخاوفه.
في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حضر عناصر طالبان إلى المكتبة، وأغلقوا الأبواب وأمروا الموظفين بتسليم جميع كلمات المرور الخاصة بموقع رئيس الإلكتروني، وقاموا بتدمير كل شيء، بما في ذلك الأرشيف الذي كان يبنيه منذ أن افتتح متجره.
لدى سماعه ما حل بمكتبته، قال رئيس " لم أستطع التحدث، لقد تجمدت. لم يكن عقلي يعمل. وبعد أسبوعين من حدوث ذلك، أردت إنهاء حياتي. لكنني لاحقاً استعدت طاقتي".
 قرر بائع الكتب إعادة بناء مجموعته الفريدة من الصفر. ونظراً لأن لديه بالفعل العديد من الاتصالات مع دول مختلفة، يبدو أنه ينجح بتحقيق ذلك. وقد وقع رئيس الذي يتحدث ست لغات، اتفاقاً مع شركة تكنولوجيا معلومات هندية لإنشاء موقع ويب جديد بعنوان " Indo Aryana Book Co".
والآن تتم طباعة كتب عدة من خلال ملفات PDF وإرسالها بالبريد الإلكتروني إلى أفغانستان، كما يحرص على إرسال ما تيسر من الكتب المطبوعة لكل من يطلبها عبر الإنترنت، حتى وإن كانت محظورة محلياً.
ويحرص رئيس خاصةً على المساعدة في منح الفتيات والنساء في أفغانستان إمكانية الوصول إلى الكتب على الرغم من الحظر الذي تفرضه حركة طالبان على تعليمهن. ويستخدم معارفه ليقدم لهنّ كتباً مجانية في منازلهن أو في مدارسهن المخفية. حتى سائقو الحافلات يساعدون في ذلك: إذ يقومون بإخفاء حزم الكتب التي يجب تسليمها سراً في سياراتهم، أثناء القيادة عبر أفغانستان.
يؤكد رئيس أنه مهما كانت قرارات حظر الكتب التي تصدرها حركة طالبان، فإن السكان المتعطشين للكتب يجدون طرقاً للالتفاف حولها. ويصف نفسه بأنه "مسلم فخور" لكنه يمقت جميع أشكال التطرف، ويعتقد أن الناس من جميع الأديان والثقافات يمكن أن يعيشوا معاً في وئام، مضيفاً أن "الكتب سلاح جيد ورخيص لمحاربة التطرف".
يستعيد رئيس ذكرياته قائلاً إن علاقته مع الكتب بدأت في سن السابعة عشرة عندما قرأ نسخة من مسرحية شكسبير عطيل للمرة الأولى. حتى أنه أعاد قراءتها أكثر من 10 مرات. وقد أوقعه بيع الكتب في مشكلات كثيرة مراراً وتكراراً، حيث قضى فترتين في السجن بعد الغزو السوفياتي لأفغانستان والإغلاق القسري لمتجره في منتصف التسعينات من قبل حركة طالبان.
لكنه لا يبدو مهتماً بالعوائق، "فما إن أطلق السوفيات سراحي من السجن، حتى مسحت الغبار عن أرفف الكتب في متجري وبدأت العمل من جديد". ويقول رئيس إن تصميمه على إبقاء الكتب حية لن يتعثر، وإن رسالته إلى طالبان هي رسالة تحد: "إذا دمرت مكتبتي مئة مرة فسوف أعيد بناءها".
 
إعلان

الأكثر قراءة

سياسة 11/16/2024 7:26:00 PM
في خطوة مفاجئة، أقدمت جهات معنية في الضاحية الجنوبية لبيروت على إغلاق عدد من مداخل المنطقة ومخارجها باستخدام السواتر الحديد، رغم استمرار تعرضها للقصف الإسرائيلي شبه اليومي. هذه الإجراءات أثارت تساؤلات: هل هدفها الحد من ظاهرة السرقات التي انتشرت أخيرا في الضاحية، أو منع تجمع المواطنين قرب المباني التي يحذر العدو الإسرائيلي من الاقتراب منها، لتوثيق لحظة القصف؟

اقرأ في النهار Premium