النهار

سيرة مجدي يعقوب تصدر في القاهرة بالإنكليزية والعربية
المصدر: القاهرة- النهار العربي
عن الدار المصرية- اللبنانية، صدرت النسخة العربية من السيرة الذاتية للجرّاح المصري- البريطاني مجدي يعقوب بتقديم محمد أحمد غنيم رائد زراعة الكُلى في مصر.
سيرة مجدي يعقوب تصدر في القاهرة بالإنكليزية والعربية
الغلاف
A+   A-

عن الدار المصرية- اللبنانية، صدرت النسخة العربية من السيرة الذاتية للجرّاح المصري- البريطاني مجدي يعقوب بتقديم محمد أحمد غنيم رائد زراعة الكُلى في مصر.

 

جاءت هذه السيرة في كتاب تحت عنوان "مذكرات مجدي يعقوب... جرَّاح خارج السرب"، ويكرّس مجدي يعقوب - البالغ من العمر 87 عاماً -جهوده في السنوات الأخيرة لإدارة مستشفى يحمل اسمه في أسوان (جنوب مصر) لعلاج مرضى القلب من الأطفال.

 

يقول غنيم في تقديمه للكتاب، إنّ نشاط مجدي يعقوب لم يقتصر على بلده الأم، بل امتدَّ مُتطوعًا لبلادٍ أخرى في إفريقيا، تُعاني من فقر الموارد المادية والبشرية، إسهامًا منه في علاج مرضاهم، وتدريب أطبائهم.

 

الكتاب ألّفه اثنان من أبرع صحافيي "التايمز"، هما سيمون بيرسن وفيونا جورمان، وهو حصيلة حوارات مطوّلة مع يعقوب، استمرت لنحو ثلاث سنوات. وصدرت نسخته الإنكليزية عن الجامعة الأميركية في القاهرة، برعاية من مكتبة الإسكندرية.

أما النسخة العربية فهي من ترجمة المصري أحمد شافعي الذي سبق له أن نقل إلى العربية أعمالاً شديدة الأهمية بلغة راقية، كما أنّه أحد أبرز الروائيين المصريين. 

 

يقول شافعي: "اعتبرت الكتاب فرصة سنحت أمامي لأقول شكرًا لمجدي يعقوب، وأظن أنّ مائة مليون مصري يريدون أن يوجّهوا شكرًا مماثلًا.

هذا رجل كان بوسعه أن ينعم بتقاعد مريح في أي مكان في العالم، وكان بوسعه أن يكمل حياته المهنية محققًا ثروات يلهث وراءها غيره، لكنه قرّر أن يكمل هذه المسيرة هنا، في مصر، وأن يهبنا سنين من عمره، ولذلك أنا ممتن لهذا الكتاب الذي جعلني أعيش مع مجدي يعقوب شهورًا من الجمال". 

 

 ومجدي يعقوب، بحسب مقدمة ماري آرتشر للكتاب، "عبقري، مغامر، طبيب ملهم، جرَّاح قلب رائد، عالم صاحب ريادة في الطب الحيوي، صديق رؤساء وملوك ووزراء وفقراء وبائسين، حاصل على قلادة النيل (أرفع وسام مصري)، وزميل للجمعية الملكية، وحاصل على وسام الاستحقاق، وهو على رأس ذلك كله ذو أعمال إنسانية عظيمة". وبحسب مقدمة آرتشر أيضاً، فإنّ الكتاب يحكي سيرة رجل متواضع عظيم، عاش يراكم المعرفة مثلما عاش كثير من الناس غيره يراكمون الثروة. هو طبيب يُعلي قيمة المجتمع، ويؤمن بالنضال من أجل عالم أكثر إنصافًا. والدكتور مجدي يعقوب هو من بعض الأوجه مثلك ومثلي. فهو محب لأسرته، يطيب له أن يجتمع هو وأصدقاؤه على طعام، وكثيرًا ما يستمع إلى الموسيقى، وبخاصَّة الكلاسيكية، ويزرع الورد في قطعة أرض عنده، وفي نفسه ولع خفي بالسيارات السريعة، ولو أنّ أسرته تشكِّك في ثقته الراسخة بمهاراته في قيادتها. وتضيف: "لعلّه من أوجه أخرى ليس مثلك أو مثلي في كثير أو قليل. فهو لا يلزمه من الراحة إلّا النزر اليسير، ويقرأ بسرعة، وحياته مكرَّسة لعمله، وها هو بعدما بلغ من العمر 87 عامًا، لا يزال ظمؤه إلى التعلُّم؛ أي "البحث عن الحقيقة من خلال العلم" على حدِّ تعريفه، كامل لا يعتريه نقصان. تولَّدت منه أفكار ألهمت أجيالًا من الأطباء، وحفَّزت على البحث، وأفضت إلى فتوح طبية مهمّة. كما أنّه أنقذ الكثير من الأنفس. كان من جملة مرضاه أثرياء وذوو سُلطة من الرجال والنساء، وأيضًا بعض أشقى أهل الأرض. ويحاول أن يضمن بقاء عمله طويلاً بعد أن يرحل هو نفسه عن العالم، والفقراء لا الأثرياء هم شغله الشاغل".

 

 السير مجدي يعقوب، ولد ونشأ في مصر، وفي بريطانيا ذاعت شهرته في جراحة القلب. زوجته ألمانية، ويعمل أبناؤه الثلاثة في مدن: هوشي منه، ولشبونة، ولندن، أما هو نفسه فرجل عالمي، عمل في بلاد كثيرة، وإن بقيت مصر دائمًا في قلبه، كما تقول آرتشر.

 

ويقول غنيم: "إنّ إنجازات مجدي يعقوب العلمية والعملية في مجال الطب لا تُخفى على أحد، وقد استحق عليها أن تمنحه ملكة إنكلترا لقب سير – وهو شرف عظيم يتطلع إليه كثيرون – لكن هذا كله يتضاءل بجانب تفانيه في عمله بإنسانيةٍ رفيعة، مع سمو الاستغناء، وبساطة العيش لجلب سعادة الشفاء للكثيرين". من جهته يقول الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية السابق في تقديم آخر للكتاب، إنّ "ملك القلوب" كما أسمته الأميرة ديانا ذات يومٍ، هو أيقونة إنسانية نعتز بها جميعًا، ونرى أنّ سيرته الذاتية هي ذخيرة أكاديمية وأخلاقية للأجيال المقبلة.


 

 

 

 

 

اقرأ في النهار Premium