عن "بيت الحكمة للثقافة" في القاهرة، صدرت للكاتب حسين عبد الرحيم مجموعة قصصية جديدة عنوانها "يجري في ملابسه كالضليل".
يرتكز عدد من قصص هذه المجموعة على تقنية الحلم، كما أنّ الكاتب نفسه هو حاضر بذاته في معظم قصصه، سواءً باسمه صراحة، أو بأسماء أخرى، وهو ما اعتدناه منه في غالبية أعماله الإبداعية.
وكذلك تحضر شخصيات بعينها في أكثر من قصة في هذه المجموعة، خصوصاً في تلك القصص التي تعكس ولع السارد بعالم السينما ورموزه العالميين والمصريين، مثل يوسف شاهين وحسام الدين مصطفى. فضلاً عن حضور أثير للأب والأم والإخوة والشخوص التي استقرت في وعي السارد منذ أن كان طفلاً نشأ في غير المدينة التي ولد فيها، وهي مدينة بورسعيد التي لطالما حضرت في مجموعاته القصصية ورواياته السابقة، على نحو خاص جداً، باعتبار أنّ أدبه نابع من التجربة الشخصية أكثر من اتصاله بأي مصدر آخر.
ومن حيث المكان، تحضر أيضاً الإسكندرية والمنصورة (المدينة التي نشأ فيها السارد / الكاتب)، وكذلك القاهرة التي استقرّ فيها منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، في أحيائها الأرستقراطية، مثل الزمالك ومصر الجديدة، وأحيائها التي بات يغلب عليها الطابع الشعبي، مثل العباسية، فضلاً عن وسط القاهرة.
ومن المقرر أن تكون هذه المجموعة ضمن الإصدارات الجديدة التي تشارك بها "بيت الحكمة" في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، الذي يقام من 29 نيسان (إبريل) الجاري وحتى 5 أيار (مايو) المقبل.
يُذكر أنّ بيت الحكمة للثقافة فازت مؤخّراً بجائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية، كما فازت بجائزة أفضل ناشر مصري في الدورة الماضية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب. وجاء تعريف بيت الحكمة للمجموعة كالتالي: "إننا حقاً أمام قصص مغايرة عن الأشكال القصصية التقليدية، حيث يفاجئنا الكاتب حسين عبد الرحيم ببناء تجريبي مدهش، مع لغة رصينة يطوعها في قوالب مختلفة، ما بين السيرة والحلم والتخييل، وبالولوج في بداية إحدى القصص، نجد أنفسنا تائهين في دهاليزها السردية، مستمتعين بالتفاصيل، مشدوهين من تفرعات أفكارها التي لا تنتهي".
ومن أجواء إحدى قصص المجموعة: "على وجه التقريب قالوا لي هذا عقب أول لقاءاتنا في بلاتوه الجيب، قيل يومها على لسان أحد الممثلين: لا تجهد نفسك في البحث عن مبررات لشروده، فمن الممكن أن يكون لقراءة الفلسفة العدمية دور في تلك الهالة الكئيبة التي دائمًا ما تصطبغ بها ملامحه، ذلك الأزرق العينين، خافت البصر، قوي البصيرة. تحسه عائشًا منذ خمسمئة عام، أو أنّه قادم من أزمنة ثلجية وقت حروب الخليقة البدائية في الكهوف، دائم الإهمال في مظهره، رغم وسامته وثرائه النسبي، فإنّ ما يحيرني حقًّا هو مشهد وداعنا".
حسين عبد الرحيم، قاص وروائي وسينمائي، قدَّم عشرات الحلقات عن الفكر والفن والأدب من خلال قنوات التليفزيون المصري وقناتي "الحرة" و"العالم"، وأجرى بصفته كاتباً صحفياً عشرات الحوارات مع رموز فكرية وأدبية وسياسية، مثل غالي شكري ولطفي الخولي ونجيب محفوظ ومحمود أمين العالم وإبراهيم عبد المجيد ورضوى عاشور وإبراهيم أصلان ومحمد البساطي.
أصدر من قبل روايات "عربة تجرّها خيول" و"ساحل الرياح" و"المستبقي" و"المغيب"، و"شقي وسعيد". ومن مجموعاته القصصية: "زووم إن" و"شخص ثالث" التي نال عنها جائزة الدولة التشجيعية، و"الخريف الأخير لعيسى الدباغ".
وله كتاب بعنوان "بورسعيد شهادات الحب والحرب"، وكتاب "شهوة الحكي ومولد الكتابة". كما كتب فيلماً وثائقياً بعنوان "قلب المدينة" للمخرج مجدي فاروق. يعمل في الصحافة منذ العام 1989 وحاصل على بكالوريوس إعلام قسم الصحافة من الجامعة العمالية.