ينطلق مساء السبت في جنوب مصر مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة الذي تستضيفه المدينة السياحية الصعيدية لخمسة أيام ويسلّط برنامجه الضوء على أزمتي غزة والسودان.
ويركّز المهرجان المصري في هذه النسخة على "سينما المقاومة" الفلسطينية في ظل الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" بقطاع غزة، والتي اندلعت إثر هجوم الحركة الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وأسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال بحسب السلطات التابعة لـ"حماس".
وفي هذا الصدّد، يشهد المهرجان حضور المخرج الفلسطيني البارز رشيد مشهراوي الذي يشارك كرئيس للجنة تحكيم مسابقة الأفلام المصرية وصاحب مشروع "أفلام من المسافة صفر" الداعم للمواهب السينمائية الفلسطينية.
مشهراوي هو صاحب أول تجربة فلسطينية سينمائية تُعرض بشكل رسمي في مهرجان كان السينمائي في عام 1996 من خلال ثاني أفلامه الطويلة "حيفا"، ومن بين أبرز أفلامه أيضا فيلم "عيد ميلاد ليلى" عام 2008 وفيلم "فلسطين ستيريو" في عام 2013.
وتركّز فعاليات المهرجان المصري هذا العام على السينما السودانية، بمشاركة خمسة أفلام قصيرة وحضور الممثلة السودانية إيمان يوسف بطلة فيلم "وداعا جوليا"، الذي يحكي عن أزمة الانفصال بين السودان وجنوب السودان ونال جائزة في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في مصر.
وتأتي مشاركات الأفلام السودانية بعد مرور عام على الحرب المستعرة في السودان بين الجيش وقوّات الدعم السريع والتي أسفرت عن آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
ودفع النزاع البلاد البالغ عدد سكّانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمّر البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّب بتشريد أكثر من 8,5 ملايين شخص بحسب الأمم المتحدة.
وتعرض النسخة الثامنة من المهرجان الذي يهدف إلى "الاهتمام بقضايا وهموم المرأة وإبداعها"، بحسب بيان رسمي، أكثر من سبعين فيلماً تتنافس ضمن جميع المسابقات، وبينها الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة بمشاركاتها الدولية والعربية، ومسابقة الفيلم المصري والأفلام ذات الأثر.
ويٌعرض في افتتاح المهرجان الفيلم التونسي "بنات ألفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية والذي شارك في المنافسة النهائية على جوائز الأوسكار بنسختها الأخيرة ضمن فئة أفضل فيلم وثائقي.
ويُغرق "بنات ألفة" الذي يشكل مزيجاً هجيناً بين الوثائقي والروائي، المشاهد في القصة الحقيقية لألفة الحمروني، وهي أم تونسية ذاع اسمها في كل أنحاء العالم سنة 2016 بعدما أثارت علناً مسألة تطرف ابنتيها المراهقتين رحمة وغفران.