النهار

القاهرة تحتفي بالفائزين في جائزة الشارقة للإبداع العربي
المصدر: النهار العربي
احتضنت العاصمة المصرية القاهرة أمس الأربعاء حفلة تكريم الفائزين في الدورة الـ27 من جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، في مسرح الثقافة والفنون للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.
القاهرة تحتفي بالفائزين في جائزة الشارقة للإبداع العربي
صورة جماعية للمتوجين بالجائزة
A+   A-


احتضنت العاصمة المصرية القاهرة أمس الأربعاء حفلة تكريم الفائزين في الدورة الـ27 من جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، في مسرح الثقافة والفنون للمجلس الأعلى للثقافة في مصر.

 

تُقام هذه الدورة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتنظّمها إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.

 

قدّم للحفلة الشاعر المصري حسن عامر، فأشار في البداية إلى الدور البارز الذي تمثّله الشارقة في دعم أواصر الثقافة العربية من خلال سلسلة برامج ثقافية مهمّة تقدّمها دائرة الثقافة في العديد من الدول العربية.

 

بعد ذلك انطلقت الحفلة وسط احتفاء كبير، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس، والأستاذ محمد إبراهيم، ود. هشام عزمي، وجمع من المثقفين والأدباء والأكاديميين والفنانين المصريين والعرب. حيث سلّم عبد الله بن محمد العويس ومحمد القصير يرافقهما د. هشام عزمي، الـ18 فائزاً وفائزة شهادات تقديرية تكريماً لجهودهم الإبداعية، وكانت إدارة الشؤون الثقافية كشفت عن أسماء الفائزين، خلال مؤتمر صحفي عُقد سابقاً.

 

"آمال متجددة"

في بداية كلمته، أكّد محمد القصير أنّ مشهد الأخوّة والتلاحم يبدو في أبهى حالاته مع اللقاء المتكرّر في جمهورية مصر العربية، مشيراً إلى أنّ الأمر عندما يتعلق بالشباب العربي المبدع فإنّه يمثل طموحات وأحلاماً وآمالاً كبيرة متجددة.

 

وأِشار القصير إلى أهمية التعاون القائم بين دائرة الثقافة ووزارة الثقافة المصرية، بقوله: "إنّ لقاءنا يأتي ثمرة تعاون بين دائرة الثقافة في الشارقة بدولة الإمارات العربيّة المتحدة، ووزارة الثقافة المصريّة، هذا التعاون الذي ما زال يكبر وينمو مناسبة بعد أخرى، ومنها هذه المناسبة الخاصة والمهمّة: الدورة الـ27 من جائزة الشارقة للإبداع العربي- الإصدار الأول، والتي تُعدّ رائدةً في مجال دعم الشباب، وفتح آفاق المستقبل أمامهم للانطلاق في فضاءات الإبداع المختلفة، كالشعر، والقصة القصيرة، والرواية، وأدب الطفل، والمسرح، والنقد الأدبيّ".

وأضاف، انّ الجائزة استطاعت على مدى دوراتها المتتالية أن ترفد المكتبة العربية بمئات الإصدارات الشعرية والروائية والقصصية والنقدية والمسرحية. موضحاً أنّ الجائزة تشهد في كلّ دورة مشاركة عربية واسعة، وفي هذه الدورة استقطبت أكثر من 500 عمل أدبيّ، في مشهد يؤشّر إلى حجم ما تعنيه الجائزة للكتّاب العرب الشباب، مشيرا إلى أنّها تشكّل لهم نقطة انطلاق لتأكيد الحضور، والاستعداد لمراحل تالية من العطاء، مع الكثير من الثقة والخبرة والمهارات المكتسبة.

 

"استمرار للمبادرات الثقافية"

في بداية كلمته، رحّب د. هشام عزمي بالحضور، ثم قال:"كما التقينا في بدايات شهر آذار/ مارس الماضي في إطار مبادرة ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، فإننا نلتقي اليوم في فعالية ثقافية أخرى بعنوان جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، وكما كانت مصر هي الدولة الأولى التي تستضيف هذه الجائزة من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2019، فها هي تعود مرّة أخرى لتسعد باستضافة الجائزة للمرّة الثانية".

 

وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى إلى أنّ جائزة الشارقة للإبداع العربي تهدف إلى دعم الموهوبين والمبدعين من الكتّاب والكاتبات في أنحاء الوطن العربي، من خلال اختصاصِها بالمخطوطات المعدّة للإصدار الأول للكاتب أو الكاتبة، والتي لم يسبق نشرها في كتاب في مجالات مختلفة، مضيفاً: "وهي غير أنّها تقدير مستحق لمن يخطون خطواتهم الأولى في  مسيرة الفكر والإبداع في أوطانهم، فهي رسالة وحافز لأقرانهم على مزيد من التألق والإبداع".

 

 وقال عزمي إن جائزة الشارقة للإبداع العربي تأتي استمرارًا لسلسلة من المبادرات الثقافية الواعدة التي دأبت عليها الشارقة في إطار مشروعها الثقافي،  برعايةٍ كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة،  وتتوفر على إدارتِها دائرة الثقافة في الشارقة، والتي تنظر إليها الأوساط الثقافية في مصر بكل تقدير".

 

وتوجّه الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بالتهنئة للفائزين من المبدعين الشباب الذين سيتمّ تكريمهم مُتمنيًا لهم كل تقدّم وازدهار في ما هو آتٍ.

 

"الورشة العلمية"

أعقب التكريم، بدء جلسات الورشة العلمية المصاحبة للجائزة، والمعنونة بـ"الفنيات السردية في الرواية المعاصرة"، وتحمل محورين أساسيين هما: "فنّيّاتِ السرد في الرواية الجديدة"، و"السردِ التفاعليّ: السمات والجماليات"، فيما تولّى الأديب المصري د. حسين حمودة مهمّة الإشراف على الورشة.

شارك في المحور الأول الفائزان في مجال النقد الأدبي شهيرة صلاح كمال، وإبراهيم أحمد أردش.

وحملت ورقة أردش عنوان "فنيات السرد في الرواية العربية المعاصرة"، ودشّنها بقوله إنّ فنيات الرواية العربية المعاصرة الجديدة كثيرة، ويصعب على باحث الإحاطة بها، وهذا ناتج من كون الرواية العربية الجديدة هي رواية التجريب المستمر.

وتطرّقت ورقة أردش إلى بعض الفنيات على نحو يميل إلى الايجاز، يقول: "تصنع الرواية المعاصرة واقعيتها الخاصة المستمدة من الواقعية السحرية "العجائبية"، وقد شاع هذا المصطلح في الثمانينات من القرن الماضي بشيوع عدد من كتّاب الرواية والقصة في أميركا اللاتينية، وتواصل استعماله في ما بعد في حقل الفن التشكيلي بوجه خاص، وكان استعماله في ذلك الحقل للدلالة على نوع قريب من الرسم. حيث تكون الموضوعات المرسومة والأشياء قريبة في غرابتها من عوالم الحلم".

 

وخلصت ورقة شهيرة صلاح "تيار الوعي وتعدد الأصوات في الرواية الجديدة"، أنّ الرواية متعددة الأصوات هي رواية منفتحة قائمة على تفاعل الأجناس الأدبية والفنية؛ ما يجعلها تستجمع جميع الأصوات واللغات واللهجات الاجتماعية، لتعبّر بكل حرّية وديموقراطية عن وجهات نظرها، مع حضور المؤلف الوهمي الذي يتنازل بشكل من الأشكال عن سلطته لراوي الرواة، أو يتنازل للسراد المتعددين، أو يتنازل للشخوص لتعبّر عن عوالمها الداخلية ومواقفها تجاه الموضوع.

 

وشهد ختام الجلسة الأولى مداخلات لعدد من الأكاديميين والحاضرين للتعقيب على الورقتين البحثيتين. وتستكمل الورشة اليوم جلساتها التي ستناقش موضوع "السرد التفاعلي: السمات والجماليات"، كما ستشهد قراءات شعرية للفائزين في حقل الشعر.

اقرأ في النهار Premium