النهار

باسم خندقجي يهزم جلاّده حاصداً الجائزة العالمية للرواية العربية!
مايا الحاج
المصدر: النهار العربي
"قناع بلون السماء" (دار الآداب) هي الرواية الفائزة في الدورة ال17 من الجائزة الأشهر في مجال الرواية العربية، ولا شكّ أنها ستبقى علامة مضيئة في تاريخ هذه الجائزة باعتبار أنّ الفائز بها هو روائيّ مُعتقل تغلّب على ظروفه القاهرة ليبلغ مجداً أدبياً من داخل سجنه الضيّق. لا الاحتلال ولا الاعتقال ولا المؤبد حال دون وصول أفكار باسم خندقجي الى العالم، ولهذا كان فوزه انتصاراً عربياً جماعياً أثمر عن فرحة مشتركة بين من هم داخل فلسطين وخارجها، ومن هم داخل الوسط الثقافي وخارجه.
باسم خندقجي يهزم جلاّده حاصداً الجائزة العالمية للرواية العربية!
بعد اعلان الجائزة... والفائز غائب
A+   A-
"الأفكار لها أجنحة ما حدش يقدر يمنعها توصل للناس"... هذه العبارة استهلّ بها المخرج يوسف شاهين فيلمه "المصير"، وهو يحكي قصة ابن رشد الذي بقي حياً في ذاكرة الإنسانية رغم معاقبته وعزله وحرق كتبه.
نستعيد هذه العبارة على خلفية فوز باسم خندقجي بالجائزة العالمية للرواية العربية. أفكاره اخترقت الجدران، ووصلت من خلف القضبان. عَبَرَت روايته ظلمات سجن عوفر، وخرجت إلى النور لتثبت أنّ الكلمة هي أيضاً فعل مقاومة وتحرّر. 
"قناع بلون السماء" (دار الآداب) هي الرواية الفائزة في الدورة الـ17 من الجائزة الأشهر في مجال الرواية العربية، ولا شكّ بأنها ستبقى علامة مضيئة في تاريخ هذه الجائزة باعتبار أنّ الفائز بها هو روائيّ مُعتقل تغلّب على ظروفه القاهرة ليبلغ مجداً أدبياً من داخل سجنه الضيّق. 
لا الاحتلال ولا الاعتقال ولا المؤبد حالت دون وصول أفكار باسم خندقجي إلى العالم، ولهذا كان فوزه انتصاراً عربياً جماعياً أثمر فرحة مشتركة بين من هم داخل فلسطين وخارجها، ومن هم داخل الوسط الثقافي وخارجه. 
 
 
 
 
أعلن فوز الخندقجي الناقد نبيل سليمان، رئيس لجنة الجائزة في دورتها الحالية، وذلك في حفلة أقيمت في أبو ظبي. 
امتزجت فرحة الفوز مع غصة كبيرة تمثلت في دموع شقيقه ومحبيه ممن تمنوا لو كان باسم (مواليد 1983) حاضراً بينهم كي يحصد ثمن تعبه واجتهاده على مدار سنوات طويلة.
تسلمت الجائزة مديرة دار الآداب رنا إدريس وشقيقه يوسف، فيما احتفى الكتّاب والروائيون بالخبر على صفحاتهم التي وحدتها صور باسم وغلاف روايته. 
في هذا السياق، كتب الروائي الجزائري واسيني الأعرج: 
"سعادتي لا توصف. قناع بلون السماء" رواية تهزم الجلاد وتفتح بفوزها بالبوكر 2024، باب فلسطين على العالم. شكراً لجائزة البوكر التي فتحت نافذة على فلسطين. شكراً للجنة التحكيم وعلى رأسها روائي كبير بحجم نبيل سليمان المعروف بموضوعيته وصرامته الروائية، شكراً لدار الآداب وعلى رأسها رنا المقاومة الثقافية بصمت وصبر، التي وثقت منذ البداية في باسم وجهده الروائي، شكراً للقراء الذين احتضنوا هذه الرواية بفرح. فكري يذهب نحوك باسم الغالي وأنت تنظر نحو سماء تتخيلها لأن سقف الجلاد يمنعك من رؤية زرقتها، تبتسم ثم تتمتم: كم أنت جميلة أيتها السماء، سماء الرواية".
بينما كتب البروفسور اليمني حبيب سروري: "خبر أكثر من رائع... فوز رواية "قناع بلون السماء" للفلسطيني الأسير في سجون الاحتلال باسم خندقجي (دار الآداب) بالجائزة العالمية للرواية العربية!"، وكتب الصحافي والشاعر سيد محمود: "مبروك من القلب للروائي والأسير الفلسطيني باسم خندقجي فوزه بالبوكر... مبروك لتنمية ودار الآداب ولكل عشاق فلسطين".
تحكي الرواية عن عالم آثار يُقيم في مخيم في رام الله، يجد ذات يوم هوية زرقاء في جيب معطف قديم، فيرتدي هوية المحتل في محاولة لفهم مفردات العقل الصهيوني.
 
كان الخندقجي قد تعرض لحملة تحريض واسعة من قبل كيان الاحتلال مذ وصلت روايته إلى القائمة القصيرة، حيث تنافست مع رواية مواطنه أسامة العيسى "سماء القدس السابعة" (منشورات المتوسط) ورواية أحمد مرسي "مقامرة على شرف الليدي ميتسي" (دار دون). 
 
فوز باسم خندقجي هو اليوم انتصار الأدب على الظلم، والحرية على الأسر، والحياة على الموت. 

اقرأ في النهار Premium