تستقطب لوحة "الموناليزا" لليوناردو دافنشي (1503) معظم زوار متحف اللوفر الفرنسي. ولكن مع ازدياد أعداد الزوار واضطرارهم للانتظار في طابور طويل قبل أن تتسنّى لهم ثوان قليلة للوقوف أمام اللوحة الشهيرة، غالبًا ما تكون هذه التجربة مزعجة ومخيّبة للآمال.
اعتبر تقرير حديث تضمّن مراجعات 18 ألف زائر للمتحف، أنّ لوحة عصر النهضة هي "التحفة الفنية الأكثر مخيّبة للآمال في العالم" بسبب ظروف عرضها.
علماً أنّ لوحة دافنشي محمية بزجاج مضاد للرصاص وللانعكاس، إلى جانب إحاطتها بدرجة حرارة ورطوبة يتمّ التحكّم فيها بإحكام، لضمان الحفاظ على اللوحة.
في محاولة لمعالجة هذا الوضع المزعج، قد يتمّ نقل لوحة "الموناليزا" إلى غرفة خاصة تحت الأرض، وفقاً لاقتراح مدير متحف اللوفر، لورانس دي كار، الذي تضمن نقل العمل الفني الشهير إلى غرفة مخصّصة تمّ تشييدها في قبو المؤسسة.
وقال دي كار للموظفين والمشرفين: "نحن لا نرحّب بالزوار بشكل جيد في هذه الغرفة، لذلك نشعر أننا لا نقوم بعملنا بشكل صحيح. إنّ نقل "الموناليزا" إلى غرفة منفصلة يمكن أن يضع حداً لخيبة الأمل العامة".
من جهته، قال فنسنت ديليوفان، كبير أمناء متحف اللوفر: "كنا نفكر في الأمر لفترة طويلة، ولكن هذه المرّة جميعنا متفقون"، مضيفاً: "إنّها غرفة كبيرة، و"الموناليزا" ستكون موجودة في الخلف، وراء زجاج آمن، لذا قد تبدو للوهلة الأولى وكأنّها طابع بريدي".
هذا ويستقبل متحف اللوفر 9 ملايين زائر سنوياً، وبحسب مسؤولي المتحف، فإنّ لوحة "الموناليزا" هي عامل الجذب الرئيسي لنحو 80 في المئة منهم.
ودفعت شهرة اللوحة واستقطابها للزوار بإدارة المتحف إلى محاولات أخرى لتحسين تجربة المشاهدة، بما في ذلك إعادة طلاء جدران المعرض من الأصفر الباهت إلى الأزرق في عام 2019، فضلاً عن تعديل نظام طوابير الزوار.
لكن ديليوفان لفت إلى انّ تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والسياحة الجماهيرية يتطلّب بذل جهد أكبر، حيث تضاعفت شهرة العمل الفني بشكل يفوق ما يمكن تصوره.
وقال أمين المتحف: "في عصرنا الراهن، عليك أن ترى شيئًا يتحدث عنه الجميع لمرّة واحدة على الأقل في حياتك، ومن الواضح أنّ "الموناليزا" هي واحدة من تلك الأشياء التي تتوجب رؤيتها".
ستكون الغرفة الجديدة تحت الأرض جزءًا من عملية تجديد "اللوفر الكبير" مستقبليّاً، بما في ذلك إقامة مدخل جديد للمتحف يدخل منه الزوار مباشرة إلى غرفة "الموناليزا". وتُقدّر ميزانية تجديد متحف اللوفر بنحو 500 مليون يورو. عن ذلك، قال دي كارز: "علينا أن نتقبّل مكانة اللوحة كأيقونة عالمية، وهو أمر خارج عن سيطرتنا".